أعلنت قيادة عمليات الجيش العراقي، اليوم السبت، انطلاق عملية أمنية جديدة لملاحقة بقايا عناصر تنظيم "داعش" في ثلاث محافظات، بالتعاون مع قوات البشمركة.
وأخيراً، وسّعت حكومتا بغداد وأربيل التعاون العسكري بين الجيش العراقي والبشمركة، بملفي الحدود والفراغات الأمنية في المناطق المتنازع على إدارتها بين الحكومتين، وأبرزها في منطقة كركوك شمالي البلاد، وسط سعي للتطور بهذا الملف.
ووفقاً لبيان أصدرته قيادة العمليات المشتركة للجيش، فإن "المرحلة الخامسة من عمليات "سيوف الحق" انطلقت في ديالى وطوز خرماتو (بمحافظة صلاح الدين) وكركوك، لملاحقة بقايا عناصر تنظيم "داعش" في المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك بين المركز والإقليم (بغداد وأربيل)"، مبيناً أن "العملية استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة، وتشارك فيها قوات الجيش والبشمركة و"الحشد الشعبي"، وبإسناد من القوة الجوية، وطيران الجيش، والمفارز الفنية من مدير الاستخبارات العسكرية، والصنوف الساندة، والخدمية".
من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم عليوي، لـ"العربي الجديد"، إن "العملية العسكرية الجديدة في محافظة صلاح الدين وديالى وكركوك، تهدف إلى منع أي خروقات تستهدف 3 طرق برية مهمّة تمرّ بها، وهي تأتي ضمن عمليات الضغط على عناصر تنظيم "داعش"، وإنهاء أي وجود لها في المناطق الصحراوية والوعرة".
وأضاف أن "هذه العمليات العسكرية لن تكون الأخيرة، فخلال المرحلة المقبلة، ستكون هناك مراحل جديدة لهذه العمليات، في محافظات ومدن جديدة، للقضاء على خلايا تنظيم "داعش"، خصوصاً أن هذه العمليات تنطلق بعد جمع معلومات استخباراتية عن أماكن وجود تلك الخلايا، كذلك متابعة تحركات القيادات البارزة في تنظيم داعش، فالقوات الأمنية تمكنت خلال الفترة الماضية من القضاء على الكثير من تلك القيادات، من خلال العمليات النوعية البرية، والضربات الجوية".
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد أصدر توجيهات متتابعة للقيادات الأمنية بالتأهب، وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركاتهم. وقد أعلنت قيادة الجيش أمس الجمعة، مقتل 155 عنصراً من تنظيم "داعش" منذ تشكيل حكومة السوداني التي حصلت على ثقة البرلمان في الـ 27 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكثّف الأمن العراقي أخيراً العمل الاستخباري، بمتابعة وتحديد تحركات عناصر تنظيم "داعش" في عموم المحافظات العراقية، ضمن استراتيجية أمنية جديدة جرى اعتمادها بالتوازي مع التحرك الميداني، وهو ما نتج عنه تراجع واضح في أعمال العنف، والهجمات التي كانت قد نشطت في مطلع العام الجاري.