عمليات اغتيال نفّذتها إسرائيل في إيران.. هنية أول أجنبي يروح ضحيتها

31 يوليو 2024
إسماعيل هنية خلال مشاركته بتنصيب الرئيس الإيراني في طهران، 30 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

كانت إيران، وبالأخص العاصمة طهران، مسرحاً على امتداد السنوات الأخيرة لعمليات اغتيال حملت بصمة الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت مسؤولين وقادة عسكريين، قبل أن تستفيق فجر اليوم على مستجد جديد بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة، ليكون أول شخصية أجنبية يتعرض لعملية اغتيال على الأراضي الإيرانية. وسيراً على نهجها المعتاد، لا تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن أي اغتيالات تحدث في إيران، رغم كونها المتهم الرئيس فيها، وفي حالات وجهت طهران اتهامات رسمية لها بالوقوف خلفها. وقبل اغتيال هنية بدأت العمليات الإسرائيلية على نحو خاص مع اغتيال علماء نوويين قبل أن تمتد لقادة عسكريين.

كان العالم الإيراني مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء بجامعة طهران، أول من تعرض للاغتيال يوم 22 يناير/ كانون الثاني 2010، أثناء خروجه من بيته عبر تفجير قنبلة عن بعد، شمالي طهران. ثم تلاه زميله أستاذ الفيزياء بالجامعة، مجيد شهرياري، الذي اغتيل يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2010، بعدما ألصق راكب دراجة نارية قنبلة على سيارته في طهران. وتلاهما العالم النووي داريوش رضائي نجاد، الذي اغتيل يوم 23 يوليو/ تموز 2011، بخمس طلقات نارية أمام منزله في طهران. وكان رضائي نجاد طالب دكتوراه في الهندسة الكهربائية في جامعة "خواجة نصير الدين الطوسي" الصناعية.

وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وقع انفجار غامض داخل موقع عسكري على بعد 50 كيلومتراً غرب العاصمة الإيرانية، قتل فيه الجنرال حسن طهراني مقدم. وكتبت صحيفة "إيران" الرسمية، في تقرير في 26 يناير 2022 أن طهراني مقدم كان يعمل ضمن آخر مشاريعه على صناعة صاروخ حامل للأقمار الصناعية يعمل في أربع مراحل بالوقود الصلب.

وقتل مع الجنرال طهراني مقدم 16 من عناصر وضباط الحرس الثوري الإيراني. حينها، ذكرت السلطات الإيرانية أن الانفجار كان "حادثاً" من دون توجيه اتهام رسمي لإسرائيل، غير أن التكهنات ذهبت باتجاه ضلوع الاحتلال فيه، عززها لاحقاً ما جاء به الكاتب الإسرائيلي، رونين بيرغمان، عام 2018 بعنوان "أسرع وأقلته"، حيث أشار الكاتب إلى مقتل حسن طهراني مقدم في سياق العمليات التي نفذها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ضد شخصيات إيرانية.

ثم جاء اغتيال مصطفى أحمد روشن يوم 11 يناير/ كانون الثاني 2012، برفقة أحد موظفي هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وذلك بعد خروجه من بيته، حيث قام راكب دراجة نارية بإلصاق قنبلة مغناطيسية بسيارته. وكان أحمدي روشن، أحد مديري منشأة "نطنز"، أكبر المنشآت النووية الإيرانية، وأهمها في تخصيب اليورانيوم.

وأبرز عمليات الاغتيال للشخصيات الإيرانية كان اغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زادة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، الذي لقي حتفه شرقي العاصمة طهران، وكان الأبرز بين العلماء النوويين الإيرانيين والخامس من بين من اغتيلوا بعد بدء موجة عمليات اغتيالهم عام 2010، أثناء المفاوضات النووية التي كانت تخوضها إيران مع المجموعة الدولية، المؤدية إلى الاتفاق النووي المبرم مع طهران يوم 14 يوليو/ تموز 2015. ووجهت إيران أصابع الاتهام للاحتلال الإسرائيلي، وأعلنت عن اعتقال "جواسيس وعملاء"، فيما أعدمت عناصر قالت إنهم مرتبطون بهذه الاغتيالات.

في 22 مايو/ أيار 2022 اغتيل العقيد بـ"الحرس الثوري الإيراني" حسن صياد خدايي، على يد شخصين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا خمس رصاصات تجاهه وهو أمام منزله. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن خدايي كان في سيارته لحظة إطلاق النار عليه، وقد أصيب برصاصات في الرأس واليد. حينها، وصف "الحرس الثوري"، في بيان، عملية الاغتيال بأنها "إجراء إرهابي معاد للثورة نفذه عناصر مرتبطون بالاستكبار العالمي". كما اتهم المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، إسرائيل والولايات المتحدة بـ"الوقوف وراء هذه الأعمال الإرهابية في العالم".

المساهمون