عمران خان يستأنف المسيرة الكبرى نحو العاصمة الخميس وسط احتدام الأزمة السياسية في باكستان

07 نوفمبر 2022
عمران خان: المسيرة الكبرى صوب العاصمة "لا محالة أن تصل إلى الهدف المنشود" (Getty)
+ الخط -

أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، استئناف المسيرة الكبرى يوم الخميس القادم من منطقة وزيرأباد بإقليم البنجاب، حيث جرت محاولة اغتياله الخميس الماضي، مؤكداً أن أنصاره لن يستقروا حتى تغيير النظام وحتى يتمكن كل مواطن باكستاني من الحصول على حقوقه القانونية.

وقال عمران خان، في حديث له مع وفد من الصحافيين في مدينة لاهور، أن ما حصل "كان جريمة لا يمكن التغاضي عنها، نحن قررنا استئناف المسيرة الكبرى نحو العاصمة يوم غد الثلاثاء، ولكن لبعض الأمور أجلنا ذلك إلى يوم الخميس، وستنطلق المسيرة من منطقة وزيرأباد حيث تمت محاولة اغتيالي وقتل أحد عناصر الحزب، ويدعى معظم خان".

كما أكد خان أن المسيرة الكبرى صوب العاصمة "لا محالة وأن تصل إلى الهدف المنشود، ويقودها حاليا وزير الخارجية في حكومته شاه محمود قرشي وهو نائب زعيم الحزب (حركة الإنصاف)، وستصل إلى العاصمة خلال 13 أو 14 يوماً وإلى حينه سوف يتعافى هو ويقود المسيرة بعد ذلك".

وحول الصراع مع الجيش قال خان إن الجيش مكون من أبناء الشعب وهو يدافع عن البلاد، بالتالي لا مشكلة له مع الجيش والمؤسسة العسكرية ولكنه لن يترك الرئيس السابق آصف علي زرداري ورئيس الوزراء الأسبق نواز شريف "أن يلعبا بمصير الشعب، وسيرغم الحكومة على إعلان موعد انتخابات مبكرة؛ إذ أنه هو الحل الوحيد، لأن إجراء الإصلاحات ومحاربة الفساد لا يمكن" في ظل وجود من وصفهم بالمفسدين على رأس الحكومة.

رسالة إلى الرئيس الباكستاني

وفي السياق، وجه عمران خان رسالة خطية إلى الرئيس الباكستاني الدكتور عارف علوي طالباً منه اتخاذ خطوات قانونية صارمة حيال ما يحدث في البلاد.

 وقال في جزء من تلك الرسالة (حسب صحيفة ايكسبرس باللغة الأردية) أن كل ما دار من الحديث بينه وبين قائد الجيش ورئيس الاستخبارات ظهر إلى العلن، متسائلاً لماذا حدث هذا، ولماذا قام الناطق باسم الجيش الجنرال بابر افتخار مع رئيس الاستخبارات الجنرال نديم أنجم ليكشفا في مؤتمر صحفي قبل محاولة اغتياله بيوم بكشف كل ما حدث في الاجتماعات الخاصة.

وأضاف في هذا السياق متابعاً حديثاً للرئيس الباكستاني "أليس هذا يدل على أن الأمور السيادية غير محفوظة؟ ويمكن نشرها على الملأ لأدنى وأتفه الأسباب".

كما خاطب الرئيس قائلاً " بحكم أنك القائد الأعلى للقوات المسلحة عليك أن تدرك المسؤولية حيال ما يحدث، لقد تم تهديدنا (أنا وقياديين في حزبي) بالقتل، وقد تمت محاولة اغتيالي خلال المسيرة الكبرى الحالية، عليك أن تتحرك إزاء ذلك بكل صرامة".

وبشأن مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني قال خان في رسالته أن عمل المكتب هو تقديم المعلومات والتوضيحات حيال الأمور العسكرية وليست السياسية، من هنا على الرئيس أن يقدم بلاغاً إلى المكتب بهذا الشأن كي ينبهه إلى حدود عمله.

الشرطة ترفض تسجيل دعوى محاولة الاغتيال

في غضون ذلك، لم تسجل الشرطة الباكستانية دعوى محاولة اغتيال خان وترفض ذلك مع أن المحاولة قد أدت إلى مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين بينهم عمران خان.

ويأتي الرفض لأن خان يريد تسجيل الدعوى ضد ثلاثة أشخاص هم: رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الداخلية رانا ثناء الله والجنرال نصير القيادي الأهم في الاستخبارات العسكرية الباكستانية، بالتالي الشرطة تتباطأ في القضية ولم تسجل الدعوى لعمران خان وحزبه.

وفي تطور هام، طالبت المحكمة العليا الباكستانية أن تسجل الدعوى ضد كل من يريده عمران خان وحزبه، وإلا فإنها ستضطر بنفسها لتسجيل الدعوى والنظر فيها.

وقال رئيس المحكمة العليا عمر عطا بنديال وهو ينظر اليوم في قضية قدمتها الحكومة ضد عمران خان تتهمه بالازدراء بالقضاء: " من العيب عدم تسجيل محاولة اغتيال عمران خان لدى الشرطة حتى الآن رغم مرور عدة أيام، بينما القانون يقول أن يتم تسجيل القضية والدعوى خلال 24 ساعة".

وأمهل بنديال الحكومة 24 ساعة وإذ لم يتم تسجيل الدعوى حينها المحكمة العليا بنفسها تنظر في القضية وتسجل الدعوى.

وتساءل رئيس المحكمة العليا أن القضية كيف يمكن التحقيق فيها وهي غير مسجلة أصلاً لدى الشرطة والحكومة، مطالباً الأخيرة بتقديم أدلة مقنعة وراء عدم تسجيل الدعوى.

في المقابل، قال وزير الداخلية رانا ثناء الله، وهو يتحدث مع وسائل الإعلام أمام مبنى البرلمان، إن عمران خان "يريد إثارة البلبلة في البلاد غير أن الحكومة سوف تطبق القانون على الجميع ولن يسمح لأحد أن يربك أمن البلاد أو يغلق العاصمة إسلام أباد".

أنصار خان يواصلون التظاهرات في البلاد

في الأثناء، يواصل أنصار خان لليوم الرابع على التوالي الخروج في مظاهرات واحتجاجات في عدد من المدن الباكستانية للتنديد بتعامل الحكومة مع قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق.

وأغلقت الحكومة الطرق المؤدية إلى إقليم خيبربختونخوا شمال غرب البلاد، ولا يمكن دخول أي سيارة من وإلى العاصمة إسلام أباد قادمة من إقليم خيبربختونخوا، دون ذكر السبب.