عشرات القتلى في معارك طاحنة بين الجيش اليمني والحوثيين غربي مأرب

22 يونيو 2021
قُتل أكثر من 30 حوثياً وجرح العشرات ( Getty)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى اليوم الثلاثاء، في معارك هي الأعنف بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين غربي مدينة مأرب النفطية، حيث تتصاعد المعارك لليوم الرابع على التوالي بعد تعثر الجهود السياسية لوقف إطلاق النار.

وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد"، إنّ معارك طاحنة اندلعت منذ صباح الثلاثاء، في جبهات مديرية رغوان بعد دفع الحوثيين بتعزيزات واسعة إلى المناطق الاستراتيجية، في مسعى لتحقيق اختراق جوهري في معاقل الجيش اليمني.

وأشار المصدر إلى أنّ المعارك التي تركزت في واديي الجفرة وحلحلان ومنطقة لعيرف غربي مديرية رغوان، انتهت، بعد ظهر الثلاثاء، بإفشال كافة الهجمات الحوثية وتراجع المليشيات من دون تحقيق أي تقدم.

وتكبد الحوثيون خسائر بشرية وصلت إلى أكثر من 30 قتيلاً، بينهم 12 لا تزال جثثهم مرمية في الشعاب والأودية، فضلاً عن عشرات الجرحى وتدمير آليات عسكرية مختلفة، بحسب المصدر.

وأضاف المصدر، أنّ رجال القبائل اندفعوا بشدة للتصدي للهجوم الحوثي، ما أدى إلى سقوط أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً من أبناء قبائل عبيده وآل مروان دهم وبني شداد، إضافة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الوطني.

وأعلن الجيش اليمني، في بيان رسمي، مساء اليوم الثلاثاء، أنّ مليشيات الحوثي حاولت التسلل إلى أحد مواقعه العسكرية شمال غربي مدينة مأرب، لكن "جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، إثر نصب كمائن محكمة أسفرت عن تدمير 3 عربات حوثية مدرعة ودوريات عسكرية أخرى كانت في محيط الجبهة، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها"، بحسب البيان.  

وعلى الرغم من أن الهجمات الحوثية الواسعة تركزت هذه المرة في جبهة رغوان، إلا أنّ قوات الجيش اليمني وخلفها رجال القبائل، تمكنوا خلال الجولة الجديدة من القتال التي اندلعت، السبت الماضي، من إفشال محاولات التسلل، خصوصاً في وادي الجفرة في جبال البلق الشمالي.

ويبدو أن القوات الحكومية قد استفادت من التهدئة التي رافقت الحراك الدولي لوقف النزاع، إذ قامت بترتيب صفوفها بشكل أفضل مما كانت عليه مع بداية الهجوم مطلع فبراير/ شباط الماضي. 

وحسب مصادر قبلية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد شهدت الأيام الماضية تكتيكات مختلفة للجيش والمقاومة، ولا سيما في عمليات الكمائن والالتفاف على مواقع الحوثيين، سواء في جبهات مأرب الغربية أو الجبهات الصحراوية لمحافظة الجوف.

هجوم حوثي على السعودية  

وبعيداً عن الجبهات اليمنية، واصلت جماعة الحوثيين تصعيدها ضد السعودية، إذ أعلن التحالف، مساء اليوم الثلاثاء، اعتراض وتدمير طائرة مسيرة مفخخة، أطلقتها المليشيا الحوثية باتجاه خميس مشيط.

واتهم التحالف في بيان، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، جماعة الحوثيين بـ"الاستمرار المتعمد باستهداف المدنيين والأعيان المدنية داخل المملكة"، لافتاً إلى أنه يقوم باتخاذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والتعامل مع التهديد.

ولم تعلن جماعة الحوثيين رسمياً مسؤوليتها عن الهجوم الجديد، كما لم تعلن حتى اليوم عن العملية الكبرى التي تمت بـ17 طائرة مسيرة اليومين الماضيين، وفقاً لما أعلنه التحالف السعودي الإماراتي.  

غارات مكثفة للتحالف

كشفت وسائل إعلام حوثية عن سلسلة غارات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف بقيادة السعودية على مواقع الجماعة في المناطق الغربية لمحافظة مأرب وبعض مناطق الجوف. 

وقالت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، إن الطيران شن 21 غارة على مديرية صرواح و6 غارات على مديرية رغوان غربي مأرب، وغارة واحدة على منطقة الخنجر في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، في معدل أقل بغارتين عن الضربات التي شنها التحالف أمس الإثنين في ذات الجبهات.

وفي محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة، كشف الحوثيون عن غارة واحدة للطيران الحربي على معسكر كهلان شرقي المدينة، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي سعودي على المناطق الحدودية في مديرية رازح.  

ولم تكشف القناة عن أي خسائر بشرية جراء تلك الضربات المكثفة، إذ اكتفت بالقول إنها "خلّفت أضراراً في منازل المواطنين ومزارعهم"، فيما كشفت وسائل إعلام حوثية أخرى عن تشييع 10 عسكريين اليوم الثلاثاء. 
 

المساهمون