أكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أوعز لوزارة المالية من خلال الصندوق القومي الفلسطيني بوقف المخصصات المالية إلى مؤسسة "الشهيد ياسر عرفات" التي يرأسها ناصر القدوة.
ووفق ما حصل عليه "العربي الجديد"، فإنّ مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري خاطب وزير المالية في الحكومة الفلسطينية شكري بشارة، بكتاب جاء فيه "نرجو الإيعاز بالتكرم للإخوة المعنيين بوزارتكم الموقرة بإيقاف صرف أية مخصصات مالية أو تغطية أية نفقات تخص مؤسسة الشهيد ياسر عرفات".
وتابع خوري في كتابه إلى بشارة "إن وقف صرف المخصصات المالية سيكون سواء بشكل مباشر أو عن طريق التحويل المالي للصندوق القومي الفلسطيني، وذلك بناء للتعليمات الرئاسية الواردة إلينا، وذلك اعتباراً من الحادي عشر من الشهر الجاري، وقد تم إيقاف جميع الصرفيات المخصصة للمؤسسة اعتبارًا من هذا التاريخ".
وفصلت حركة "فتح" الفلسطينية عضو لجنتها ناصر القدوة بعد إعلانه نيته الترشح بقائمة منفصلة عن الحركة في الانتخابات التشريعية المرتقبة في مايو/ أيار المقبل. في المقابل ردّ القدوة على فصله بالقول: "سأبقى فتحاوياً"، مؤكداً حرصه "على مصلحة الوطن والحركة".
وأكد رئيس الصندوق القومي الفلسطيني رمزي خوري، في رد على سؤال لـ"العربي الجديد" حول صحة ما جاء في كتاب وقف مخصصات "مؤسسة ياسر عرفات" التي يرأسها ناصر القدوة، أن ذلك صحيح وجاء بتعليمات من الرئيس محمود عباس.
في هذه الأثناء، أكد القدوة، القيادي الفتحاوي المفصول من حركة "فتح"، في لقاء مع الصحافيين عبر تقنية "زوم"، اليوم الاثنين، أنه يتعرض "لحملة ممولة" يشنها عليه "الذباب الإلكتروني"، مشيرًا إلى قرار وقف الدعم عن "مؤسسة ياسر عرفات" التي يرأسها شخصيًا.
وقال القدوة، في رد على أسئلة الصحافيين عن كيفية وصول قرار وقف المساعدات عن "مؤسسة ياسر عرفات": "لم يصل إلينا القرار رسمياً، لكن شاهدناه على الإنترنت بوجود تعليمات بوقف الدعم المالي لمؤسسة ياسر عرفات".
وقال القدوة: "إن دخل مؤسسة ياسر عرفات يأتي من الصندوق القومي الفلسطيني كجزء من الدعم العام، وهناك ريع ووقفية للمؤسسة تستخدمه لتغطية مصاريفها، وهناك تبرعات من أعضاء مجلس الأمناء، وإن كل هذه المصاريف محسوبة ودقيقة".
وأضاف القدوة أنه "صدر القرار بوقف المساعدة، لكن يجب القول إن هذه المساعدات ليست لي، ويجب الفصل بين موقفي السياسي وتصريحاتي وبين المؤسسة، ولكن في حال تم القرار فليكن".
في حين، أشار القدوة إلى وجود قرار آخر بسحب المرافقين الشخصيين له، وسيارته، وقال: "هذه ليست خدمات، بل حماية، وحين سحب الحماية يتم الاقتراب من المساس الشخصي، هذه أموال الشعب الفلسطيني"، متسائلاً من يحق له أن يعطي أو يمنع "هناك إشكالية بهذا المجال، والمسألة هذه لا تدفع الشخص باتجاه التوقف عن الآراء التي يحملها"، داعيًا إلى وقف هذه الإجراءات قائلا: "بلاش توتير الأمور بهذه الطريقة".
وفي رد على سؤال للصحافيين حول وجود إجراءات قانونية أخرى، قال القدوة: "لا يوجد لدي علم إن كانت موجودة، ومن لديه أمور فليتفضل بطرحها".
وحول إن كان ما جرى بحق "مؤسسة ياسر عرفات" سيخلق أزمة عربية، قال القدوة: "آمل ألا يتم خلق أزمة بهذا الشأن، ونحن نفصل بين الأشياء، الملتقى وناصر القدوة قصة، والمؤسسة قصة أخرى، وسنرى ما الذي سيجري".