عائلة نزار بنات تعلن وقف حضور محاميها جلسات محاكمة المتهمين بقتله

01 نوفمبر 2021
الربعي: الانسحاب سيستمر حتى تتخذ المحكمة إجراءً تأديبياً بحق محامي الدفاع (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت عائلة المعارض الفلسطيني والمرشح في الانتخابات التشريعية المؤجلة نزار بنات، مساء اليوم الإثنين، سحب ووقف رئيس فريقها القانوني غاندي أمين الربعي عن حضور جلسات المحكمة العسكرية الخاصة بقضية مقتل بنات إلى حين قيام القضاة بحماية المحكمة وإجراءاتها وأنظمتها حسب توصيف العائلة.

وقال غسان بنات، شقيق نزار خلال مؤتمر صحافي عقدته العائلة برفقة المحامي الربعي في مكتبه في رام الله عقب انسحابه من جلسة اليوم الإثنين؛ إنه "لن يكون هناك تمثيل للعائلة ما لم يقم رئيس المحكمة بحماية المحكمة، وحماية نظامها وهيبتها وكرامة الشهود والمحامي الربعي".

وكان المحامي الربعي قد أعلن في وقت سابق من اليوم الإثنين، انسحابه من الجلسة، هو والشاهد حسين بنات، بعد قوله إن محامي الدفاع عن المتهمين، وهم 14 فرداً من جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، أهان كرامته وكرامة المحكمة والشاهد بنات.

واتهم غسان بنات، المحامي خلال المؤتمر الصحافي، بأنه تهجم خلال الجلسة السابقة الأسبوع الماضي، على المنطقة الجنوبية في الخليل بأكملها بوصفه لها بأنها ملاذ للخارجين عن القانون، في إشارة إلى أسئلة المحامي لشهود العائلة حول هروب الخارجين عن القانون إلى تلك المنطقة التي كان يوجد فيها نزار بنات.

وقال غسان بنات: "كنا نتمنى من القضاة أن يتم وقف محامي المتهمين عند حده، ولكن للأسف الشديد اليوم تمادى بالتهجم على المحامي غاندي الربعي والتهجم على الشاهد الرئيسي والمركزي في القضية"، مشيراً إلى أن الشاهد حسين بنات كان تعرض للاعتقال خلال الفترة الماضية من أجل الضغط عليه، وتم تلفيق تهم زائفة له للضغط عليه، حسب وصفه، لكنه تم الإفراج عنه بعد ضغط محلي ودولي.

وأضاف بنات: "أمام صمت القضاة والنيابة وعدم إسكات هذا التصرف، كان يجب على المحكمة حماية نظامها وهيبتها وكرامة الشهود والمحامي الربعي؛ ونعلن للمرة الثانية كعائلة بنات سحب ووقف المحامي الربعي عن حضور جلسات المحكمة لحين أن يقوم القضاة بحماية المحكمة وإجراءاتها وأنظمتها من هذه المهزلة والتلاعب بالألفاظ والتهجم والإهانة".

وأكد غسان أن "العائلة منذ البداية أعلنت موقفها من المحكمة وهو موقف من شقين؛ الأول أنها محكمة منقوصة ومجتزأة لأنها تتعلق بأدوات وكبش فداء (في إشارة لأفراد القوة التي توجهت لاعتقال نزار بنات وعددهم 14) ولم تصعد للمستويات الأعلى ولمن خطط وأعطى الأمر".

وشدد بنات على أن "العائلة تتعامل مع قضية شقيقه نزار بنات على أنها قضية الشعب العربي الفلسطيني وليس فقط ابنا للعائلة؛ ولذا قررت تقديم كل ما لديها من شهود ووثائق وفرق قانونية، وكذلك قررت العائلة منذ البداية رغم عشرات الملاحظات على أداء المحكمة والنيابة بأن تتعهد بعدم المس بالقضاة والمحكمة كمنظومة على أمل أن يسجل القضاء الفلسطيني سابقة تاريخية".

بدوره، أكد المحامي غاندي أمين الربعي أنه لن يعود إلى حضور الجلسات إلا في حال تم تسجيل ما قاله محامي الدفاع عن المتهمين في محضر الجلسة ومحاسبته على ما فعل، مشيراً إلى أن عدم تسجيل ذلك في المحضر يعد إخلالا بشروط العدالة، وقال الربعي: "فليسجل أنه اتهم الشاهد، بشهادة الزور إن كان يقصد ذلك ولم يتراجع، وإلا فليعتذر على العام مني ومن الشاهد ولن نقبل بغير ذلك".

وروى الربعي، خلال المؤتمر الصحافي، مزيداً من التفاصيل حول ما حصل، بداية من وصف الشاهد بأنه شاهد زور، معتبرا أن ذلك أمر خطير جدا ولم يسمع به من قبل في المحاكم بأن يتم السماح لمحامي "بإرهاب" الشاهد والحديث معه بهذا اللفظ والذي يعتبر اتهاما بارتكاب جريمة، قائلاً: "كان على القاضي مع احترامنا ومحبتنا تسجيل ذلك في المحضر وألا يسمح بأن يقع الشاهد تحت ترهيب واضح".

وتابع الربعي بالقول إن المحامي سأل الشاهد: "هل يقوم الجهاز المعني (الأمن الوقائي) باعتقال "اللوطيين"، في إشارة للشواذ جنسيا من الذكور، وهو ما دفع الشاهد للطلب من المحامي التحدث بأدب حسب الربعي، معتبراً أنه كان على المحكمة عدم إجازة السؤال لأنه لا يتعلق بالجريمة، وبعد ذلك رد محامي الدفاع حسب الربعي بالقول: "أنا أعلمك وأعلم مائة مثلك الأدب" بصوت عالٍ، وهو ما اعتبره الربعي استهتار بنظام المحكمة.

وتابع الربعي: "رفعت يدي طالبا من المحكمة السماح لي بتسجيل ما حصل في المحضر، إذ إن المحكمة أجازته من دون اعتراض، وعليها أن تسجله في المحضر، لكن الزميل وجه الكلام لي وقال اسكت"، معتبراً أن ذلك حوّل دور المحامي إلى أنه هو من يسير الجلسة وليس القضاة، وهو ما اعتبره امتهانا لكرامته وللعدالة ونظام العدالة.

 

يذكر أن المحامي الربعي يحضر المحكمة بصفته محامي الحق الشخصي للعائلة، ويسمح له بتوجيه الأسئلة إلى الشهود الذين يدلون بشهاداتهم عبر النيابة العسكرية، وليس بشكل مباشر، لكن الربعي قال: "أنا توجهت إلى المحكمة بطلب الكلام، وهي من تعطيني الإذن بالكلام من عدمه، لكن ما حصل أن محامي الدفاع هو من يريد إعطائي الإذن أو منعه".

 

وجلسة اليوم الاثنين هي السابعة في المحكمة العسكرية الخاصة/جنوب، في رام الله، حيث خصصت لسماع شهادة حسين بنات، ابن عم نزار، ومدير جهاز الأمن الوقائي في الخليل، فيما جرى خلال الجلسات السابقة الاستماع إلى شهادات رجال أمن وأطباء وممرضين، وأفراد من عائلة بنات.

وكانت عائلة بنات قد أعلنت، في أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي، تعليق مشاركة محاميها في الجلسات عقب اعتقال الأمن الفلسطيني حسين بنات، وعادت وأعلنت استئناف حضور المحامي، فيما أكدت الأسبوع الماضي، بعد حضور شهود العائلة، أن الشهود وصلوا إلى المحكمة بحرص وبطريقة خاصة، بسبب ما تقول إنه تضييقات من السلطة الفلسطينية.

وكان غسان، شقيق نزار بنات، قد قال الأسبوع الماضي، لـ"العربي الجديد": "إن مذكرات جلب وإحضار صدرت بحق أفراد عائلة بنات من الذكور، بمن فيهم الشهود"، معرباً عن التخوف على الشهود؛ ولذلك قامت العائلة بنقلهم من الخليل إلى رام الله على مدار يومين قبل جلسة الأحد الماضي بشكل منفرد.

المساهمون