عائلات الأسرى الفلسطينيين قلقة من استفراد الاحتلال بأبنائها

22 أكتوبر 2023
مؤتمر صحافي لعائلات الأسرى الفلسطينيون في رام الله (العربي الجديد)
+ الخط -

طالبت عائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، المؤسسات الحقوقية بالكشف عن مصير أبنائها وتحقيق العدالة لهم وعدم استثنائهم منها.

وأكدت العائلات في بيان تلته وفاء يوسف، زوجة الأسير عاهد أبو غلمة المعتقل منذ 2006 والمحكوم بالسجن المؤبد، خلال مؤتمر صحافي عقدته على دوار المنارة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية؛ ضرورة أن تقوم المؤسسات الحقوقية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، بالكشف عن مصير الأسرى، في ظل توقف الزيارات وعدم إفصاح الاحتلال عن مصيرهم وأماكن احتجازهم، وإطلاق سراح الرهائن وهم آلاف العمال الغزيين الذين دخلوا إلى الأراضي المحتلة عام 1948 بتصاريح عمل ومنعوا من العودة إلى غزة وتم احتجازهم في معسكرات لجيش الاحتلال.

وعبرت العوائل عن قلقها على مصير الأسرى بعد ما قالت إنه استفراد من الاحتلال بهم، ومضاعفة من جرائمه الممنهجة بحقهم وبشكل غير مسبوق.

وجاء في البيان أن سجون الاحتلال تحولت في غضون نحو أسبوعين إلى سجن (غوانتانمو)، حيث حرم الاحتلال الأسرى من زيارة ذويهم ومن زيارة المحامين والطواقم القانونية، وأوقف عنهم العلاج وقطع الماء والكهرباء، وقال الأهالي إن الإجراءات الإسرائيلية وصلت إلى حد إيصال الأسرى للجوع بعد أن سحب الاحتلال المواد الغذائية منهم وقلّص وجبات الطعام التي أصبحت أقرب لأن تكون لقيمات من الطعام.

وأكدت يوسف أن "الأسرى، ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، يتعرضون لاعتداءات بالضرب المبرح داخل أقسامهم، ولعمليات تنكيل وتعذيب هي أضعاف عمليات التنكيل والتعذيب التي كان الاحتلال ينتهجها في السابق".

وأضافت يوسف "العالم يكتفي اليوم بالحديث عن الأسرى لدى المقاومة المحتجزين منذ أسبوعين، ولم ير يوماً آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الذين كانوا وما زالوا بالنسبة له مجرد أرقام".

من جانبها، قالت أمان نافع، زوجة عميد الأسرى نائل البرغوثي، في كلمة لها، "إن الاحتلال طلب من الصليب الأحمر في غزة زيارة الأسرى لدى المقاومة، لكن الصليب الأحمر لم يقم بالاطمئنان على الأسرى في السجون".

وتابعت نافع: "نقول للصليب الأحمر الذي لم يطمئننا إلى الآن عن أبنائنا، نطلب منه ومن كل من يمثل حقوق الإنسان، إن من حقنا الاطمئنان على أبنائنا، فنحن لا نعرف عنهم شيئاً سوى أنهم يُضربون ويُهانون ولا يوجد لديهم ماء للشرب أو للحمام".

وأكدت نافع أن زوجها، الذي يتمّ غداً 66 عاماً، كان اعتُقل أول مرة وهو بعمر 19 عاماً، في عام 1978، وأعيد اعتقاله عام 2014 رغم الإفراج عنه في صفقة تبادل للأسرى.

رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس (العربي الجديد)
رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس (العربي الجديد)

بدوره، أعاد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، في كلمة له، التحذير من قيام الاحتلال بتصفية بعض الأسرى بشكل جسدي، قائلاً "إن جنوداً من جيش الاحتلال باتوا ينتشرون في أروقة السجون يحملون الأسلحة الرشاشة السريعة، بينما يقوم السجانون باستفزاز واستدراج الأسرى للقيام بردود فعل من أجل إطلاق النار عليهم".

وأشار فارس إلى أن هذا السيناريو ليس من الخيال، مذكراً بقتل اثنين من الأسرى في الانتفاضة الأولى لمجرد قولهم لمدير السجن "ماذا بقي لتفعله معنا أطلق النار علينا"، فقام بإطلاق النار وقتلهما، كما قامت قوات الاحتلال بقتل الشهيد الأسير محمد الأشقر عام 2007، واعترف بن اليعزر بقتل أسرى مصريين.

وأكد فارس تعامل الاحتلال مع الأسرى منذ أول يوم من الحرب الحالية كرهائن، ويتصرف معهم كما تتصرف العصابات حيث تعرضوا لسلسلة إجراءات عقابية كالاعتداءات الوحشية بالضرب باستخدام اللكم والعصي، ما أدى لتكسير أطراف وتهشيم وجوه عدد من الأسرى.

وتابع فارس أن "هذا المؤتمر الصحافي للتعبير عن مخاوفنا من الجريمة الكبرى التي تقترف بحق الأسرى، ولدعوة كل الأطراف المتخاذلة الآن وكل أوروبا المنافقة التي تتحدث عن الأسرى لدى المقاومة، لكنهم لا يتحدثون عن 10 آلاف أسير بعضهم أمضى أكثر من 40 عاماً داخل سجون الاحتلال".

ومضى قائلاً: "أطلق هذه الصرخة نيابة عن الأسرى كافة ونيابة عن كل حر وشريف لكف يد الإسرائيليين عن الأسرى ومعاملتهم وفقاً لمحددات القانون الدولي".

المساهمون