أشار المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، إلى أن المباحثات بشأن الاتفاق النووي في فيينا "بناءة"، لكنه في الوقت ذاته، أكد أنه "من السابق لأوانه إبداء التفاؤل أو التشاؤم بنتائجها".
ووصف ربيعي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي تابعه "العربي الجديد"، أجواء المفاوضات بأنها "إيجابية ولدينا أمل حذر بالتفاهم لإحياء الاتفاق النووي".
وأوضح أن عودة الولايات المتحدة الأميركية لا تستغرق وقتا "ويمكن أن تعود سريعا إلى تعهداتها"، قائلا في معرض الرد على سؤال بشأن إمكانية رفع العقوبات عمليا خلال فترة زمنية قصيرة، إنه "من الناحية الفنية هناك إمكانية لرفع كامل للعقوبات وإحياء الاتفاق النووي في وقت قصير".
وأعرب ربيعي عن أمله في أن "يتحقق هذا الهدف" خلال المباحثات الجارية، رغم تأكيده أن طهران "ليست مستعجلة" في رفع العقوبات، وأنها "لن تقدم أي تنازلات خارج الاتفاق النووي".
وجدد تأكيد موقف طهران من تنفيذ الاتفاق النووي، رابطا عودتها إلى التزاماتها النووية التي أوقفتها برفع جميع العقوبات والتحقق من ذلك عمليا.
وأعلن المتحدث الإيراني ترحيب بلاده بمشاركة الولايات المتحدة في مباحثات فيينا عبر التفاوض مع المجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي، لكنه أكد أن إيران لا تخوض مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الجانب الأميركي.
وأشار إلى تشكيل مجموعتي عمل في مباحثات فيينا لإعداد قائمة بشأن رفع العقوبات الأميركية واتخاذ الخطوات النووية من قبل إيران، لافتا إلى أن "المفاوضات مع 1+4 مستمرة بهذا الخصوص بشكل مضغوط".
واعتبر أن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة بعد يوم من هجوم استهدف منشأة "نطنز" النووية، "يظهر قدراتنا النووية الفنية ردا على العملية التخريبية الإرهابية ونؤكد من خلال ذلك أن هذه التصرفات الشريرة لن توقف وتيرة التقدم العلمي في الصناعة النووية السلمية".
وأضاف ربيعي أن "رفع تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة ما كان ليحدث لو كانت أميركا قد قررت العودة السريعة إلى الاتفاق النووي وتنفيذ تعهداتها بالكامل بدلا من التزام الصمت وتجنب التنديد بالهجوم الإرهابي"، معلنا أنه "في حال التزام بقية الأطراف بتعهداتها فإيران يمكنها إعادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما ينص عليه الاتفاق النووي"، وهي 3.67 في المائة.
ومن المقرر أن تلتئم أطراف الاتفاق النووي، اليوم الثلاثاء، في تمام الساعة الثانية بتوقيت فيينا، على وقع ارتفاع منسوب التفاؤل لديها على حد سواء بناء على ما تحقق من نتائج مباحثاتها خلال الأيام الأخيرة في فيينا، إذ قال المبعوث الروسي لمباحثات فيينا ميخائيل أوليانوف إن المباحثات "دخلت مرحلة الصياغة"، في حين صرّح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، اليوم الإثنين، بأن المفاوضات دخلت في قضايا "أكثر تفصيلا".
وأعلن الاتحاد الأوروبي، مساء أمس في بيان، أن اللجنة المشتركة لأطراف الاتفاق النووي ستجتمع غدا الثلاثاء في فيينا على مستوى نواب وزراء الخارجية، وأضاف البيان، الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، أن الاجتماع سيكون حضوريا برئاسة المدير السياسي للاتحاد الأوروبي أنريكه مورا، وبمشاركة المديرين السياسيين ومساعدي وزراء الخارجية للدول الأعضاء بالاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
والاجتماع هو الجولة الرابعة لمفاوضات اللجنة المشتركة على هذا المستوى، وسيبحث فيه المجتمعون نتائج المباحثات المكثفة التي أجريت خلال الأيام الماضية على مستوى الخبراء، فضلا عن لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف للاتفاق النووي مع كل من الوفدين الإيراني والأميركي على حد سواء.