ضغوط أميركية على إسرائيل لعدم توسيع جبهة لبنان

14 نوفمبر 2023
يعتبر عدد من الوزراء الإسرائيليين أن لا مفر من عملية واسعة في الشمال (جلاء مرعي/فرانس برس)
+ الخط -

أفاد موقع يديعوت أحرونوت، ليل أمس الاثنين، بأن الولايات المتحدة الأميركية تضغط على إسرائيل لعدم الدخول في حرب مع "حزب الله" في لبنان، حتى لو صعّد الأخير من "استفزازاته".

وأضاف الموقع أن هذا ما خلص إليه اجتماع المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل (الكابينت)، الذي عُقد ليل الأحد-الاثنين، واستمرّ نحو سبع ساعات.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم يسمّه، قوله إن "الولايات المتحدة لا تريد أن تتوسّع الحرب في غزة إلى جبهات إضافية، وحاملات الطائرات وصلت (إلى المنطقة) لخلق حالة ردع" مشيراً إلى أنّ "إطلاق النار لا يزال دون عتبة الحرب، ويتوجب هنا اتخاذ قرارات مهنية" لافتاً إلى أنّ "القرار الإسرائيلي هو العمل من خلال التركيز على المنطقة الجنوبية (الحرب على قطاع غزة)، وهذا لم يتغير".

وانقسمت الآراء في جلسة الكابينت، حيث اعتبر عدد من الوزراء أن الردع الإسرائيلي تكبّد أضراراً جسيمة، ولا مفر من عملية واسعة في الشمال ومبادرات هجومية.

واتفق الكابينت في نهاية المطاف، على استمرار اسرائيل بالتركيز على غزة، حتى لو كان الثمن هو امتصاص النيران القادمة من الشمال. ومع ذلك، أوعزت الحكومة إلى جيش الاحتلال بالاستعداد لاحتمال شنّ هجوم واسع النطاق في لبنان، في حال استمرار التصعيد.

وذكر الموقع أن وزير الأمن يوآف غالانت، الذي دفع في بداية الحرب نحو شنّ هجوم استباقي وقائي ضد "حزب الله"، تبنّى الخط الحالي المتمثل في احتواء الجبهة الشمالية.

مع ذلك، أشار غالانت إلى تصريح وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين، أمس، الذي قال في مؤتمر صحافي، إن أمام إسرائيل ما بين أسبوعين حتى ثلاثة قبل تعرضها لضغوط دولية قوية لوقف الحرب على غزة. وقال غالانت في هذا السياق: "ليس لدينا ساعات، بل لدينا أهداف".

وبعد ذلك، أوضح كوهين كلامه، وقال في منشور عبر حسابه على منصة "إكس": "بالنسبة لنا ليست هناك ساعة رملية، لن نتوقف عن القتال حتى نقضي على "حماس" ونعيد جميع المختطفين".

وتابع الموقع الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يدرك أيضاً أنه "من الخطأ إدارة جبهتين (من القتال)، وطالما التركيز على غزة، فلا ينبغي التصعيد في الشمال". وأضاف نقلاً عن مصادره أن "الجيش يردّ بحزم على كلّ الاستفزازات التي يقوم بها حزب الله، وأنه حتى الآن قُتل ما بين 80 إلى 90 من عناصر المنظمة".

وفي سياق متصل، تطرق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال لقائه عدداً من الجنود في الجنوب أمس، إلى تبادل إطلاق النار على الجبهة الشمالية.

وقال نتنياهو: "هناك من يعتقد أن بإمكانه توسيع الهجمات ضد قواتنا وضد المدنيين. هذا لعب بالنار. سيتم الرد على النار بنيران أقوى بكثير. من الأفضل عدم اختبارنا، لأننا لم نظهر إلا القليل من قوتنا". وأضاف نتنياهو: "سنعيد الأمن إلى الشمال وسنعيد الأمن إلى الجنوب. سوف نعيد الأمن إلى دولة إسرائيل، لكن أولاً وقبل كل شيء، من خلال الانتصار هنا، سيتم القضاء على حماس".

من جهته، أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، أمس، تقييماً للأوضاع في قيادة المنطقة الشمالية، أقر خلاله الخطط الدفاعية والهجومية المستقبلية، وأوعز بالحفاظ على جهوزية عالية لجميع القوات.

وقال هليفي: "نحن نستعد بصورة قوية جداً مع خطة عمل للشمال. مهمّتنا هي إحلال الأمن. لن يتم التخلي عن الأمن في الشمال، بحيث لا يشعر سكان الشمال بالأمان عند عودتهم إلى منازلهم".

وذكر موقع يديعوت أحرونوت، أنه بالإضافة إلى مناشدات الولايات المتحدة لإسرائيل لتجنّب جبهة قتال في الشمال، فإنّ واشنطن تضغط أيضاً عليها، حتى لا تدير معارك مسلحة داخل مجمعات المستشفيات في غزة.

مع ذلك، فقد أبلغ المستوى السياسي جيشَ الاحتلال الإسرائيلي أن لديه حرية في العمل، واتخاذ القرارات "بشكل موضوعي ومهني، وعلى أي حال، فإن إسرائيل تتصرف وفقاً للقانون الدولي"، بحسب المزاعم الإسرائيلية التي أوردها الموقع.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمّه الموقع، إن "الضغط العسكري قد يساعد في إحراز تقدم في صفقة لإطلاق سراح المختطفين".

المساهمون