استمع إلى الملخص
- **توغلات إسرائيلية ونشاطات عسكرية**: توغلت قوة إسرائيلية بعمق 200 متر داخل الأراضي السورية قرب بلدة جباتا الخشب، حيث قامت بجرف الأراضي وحفر خنادق، دون رد من قوات النظام السوري.
- **التوترات الإقليمية والتحركات العسكرية**: تخضع المنطقة لاتفاقية فك الاشتباك 1974، مع نشر روسيا نقاط مراقبة. تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، مع غارات روسية وسورية على مواقع "داعش" في البادية السورية.
تشهد منطقة الحدود السورية مع فلسطين المحتلة تحركات وتصعيداً محدوداً بالتوازي مع احتدام المواجهة العسكرية في جنوب لبنان بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ صاروخين سقطا، اليوم الأحد، في الجولان السوري المحتل، انطلقا من بلدة إزرع في ريف درعا جنوبي سورية، وتبع ذلك تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على طول الحدود، مع انطلاق صافرات الإنذار، واستنفار من جانب القوات الإسرائيلية.
وكانت الدفاعات الإسرائيلية قد اعترضت، فجر اليوم الأحد، صاروخاً أطلق من العراق باتجاه منطقة الجولان السوري المحتل، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت، فجر اليوم الأحد، صاروخ "كروز" أطلق من العراق باتجاه جنوبي الجولان، مشيرة إلى سقوط صواريخ في جنوب الجولان أطلقها حزب الله من لبنان. في غضون ذلك، تقوم القوات الإسرائيلية منذ عدة أيام بتفجير وإزالة الألغام جنوب بلدة القحطانية في ريف القنيطرة، على الحدود مع الجولان السوري المحتل، وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء المنطقة.
وذكر ناشط مقيم في القنيطرة "س. ج"، فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوة إسرائيلية توغلت، أمس السبت، بعمق نحو 200 متر داخل الأراضي السورية، قرب بلدة جباتا الخشب في محافظة القنيطرة، ترافقها جرافات ومعدات لحفر خنادق، حيث عمدت إلى جرف الأراضي الزراعية وحفر خنادق ورفع سواتر ترابية، معززة بنقاط حراسة على امتداد نحو كيلومتر واحد في الأراضي الزراعية غربي البلدة، من جهة مرصد الشحار الذي تسيطر عليه إسرائيل. وأضاف الناشط أنّ نشاطات قوات الاحتلال لم تنقطع خلال الأشهر الأخيرة، ومنذ عام 2015، وذلك على مرأى من قوات النظام السوري التي لم تحرّك ساكناً.
ونقل الناشط عن أحد ضباط الصف السوريين العاملين على الحدود أنّ هنالك أوامر من القيادات العليا في الجيش بعدم إطلاق النار، بحجة "عدم إعطاء مبرر للعدو لاستخدام القوة وافتعال مناوشات ليس هنالك وقت للرد عليها". ولم يعلّق النظام السوري حتى الآن على هذه التوغلات، ولم تتحدث عنها وسائل الإعلام التابعة للنظام. وقال إنه يعتقد أنّ هذه التوغلات تستهدف بناء نقاط مراقبة على طول الحدود، لرصد أي تحرّكات قد يقوم بها عناصر من حزب الله أو المليشيات الموالية لإيران في المنطقة.
وتخضع منطقة الحدود بين سورية وفلسطين المحتلة لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين الجانبين عام 1974، عقب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، والتي تخضع لإشراف قوات الفصل الدولية (الأندوف). كما نشرت روسيا أخيراً العديد من نقاط المراقبة على امتداد الحدود بهدف مراقبة المنطقة وضبط الحدود. وكان الطيران الإسرائيلي قد خرق، أمس السبت، الحدود السورية وحلّق في سماء محافظتي درعا والقنيطرة، من دون أن يواجه من قبل الدفاعات الجوية السورية.
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، حيث تتخوف إسرائيل، كما يبدو، من قيام عناصر تابعة لحزب الله باستهدافها من جبهة الجولان، أو التأسيس لمواقع ونقاط ارتكاز يتم من خلالها مهاجمة الأهداف الإسرائيلية في حال تطورت المواجهات العسكرية الحالية بين الحزب وإسرائيل إلى حرب شاملة.
وأوضح الناشط "س. ج" أنه خلال الأشهر الأخيرة، لم تُلاحظ أي تحركات لحزب الله أو المقاتلين الموالين لإيران في منطقة الحدود، مرجحاً أنهم يتوارون عن الأنظار خشية استهدافهم من جانب إسرائيل. من جهة أخرى، شنت الطائرات الحربية الروسية والسورية، فجر اليوم الأحد، عشرات الغارات الجوية استهدفت مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البادية السورية وسط البلاد، وخاصة مناطق السبخة والبوحمد ومعدان، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.