صفقة تبادل أسرى بين نظام الأسد والاحتلال الإسرائيلي بوساطة روسية

17 فبراير 2021
إدارة السجون أبلغت الأسير ذياب قهموز بقرار الإفراج(Getty)
+ الخط -

أعلنت وكالة "سانا" السورية التابعة للنظام، اليوم الأربعاء، عن عملية تبادل للأسرى بين النظام والاحتلال الإسرائيلي بوساطة روسية.

ولفتت الوكالة إلى أنه "يجري العمل على تحرير مواطنين سوريَّين من أبناء الجولان السوري المحتل من سجون الاحتلال الإسرائيلي"، موضحة أن "عملية التبادل تتم عبر وساطة روسية لتحرير السوريين نهال المقت وذياب قهموز، الأسير السوري من أبناء الجولان السوري المحتل، في عملية تبادل يتم خلالها إطلاق سراح فتاة إسرائيلية دخلت إلى الأراضي السورية - منطقة القنيطرة عن طريق الخطأ وتم اعتقالها من قبل الجهات المختصة السورية".

ورفض قهموز قرار الإفراج عنه إلى سورية، بدلاً من الإفراج عنه إلى مسقط رأسه في قريته الغجر في الجولان السوري المحتل.

وأوضح "نادي الأسير" الفلسطيني أن إدارة سجن "النقب" استدعت الأسير قهموز، صباح اليوم، لإبلاغه بقرار الإفراج عنه، ضمن صفقة تبادل تجري بين سورية والاحتلال، وبوساطة روسية، لكنه رفض ذلك، وأصرّ على العودة إلى قريته، وعاد مجدداً إلى حيث يقبع في سجن "النقب الصحراوي".

وأفاد "نادي الأسير" الفلسطيني، في وقت سابق من اليوم، باستدعاء إدارة سجون الاحتلال الأسير قهموز، وهو من قرية الغجر في الجولان السوري المحتل، ومعتقل منذ عام 2016 ومحكوم بالسّجن 14 عاماً، لإبلاغه بقرار الإفراج عنه إلى سورية.

وذكّر "نادي الأسير" بأنّ عملية تبادل جرت في شهر إبريل/ نيسان عام 2019 بين سورية والاحتلال الإسرائيلي بوساطة روسية، والتي جرى بموجبها تسليم جثمان الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، الذي فُقد في معركة "السلطان يعقوب" عام 1982 إبان حصار بيروت خلال الغزو الإسرائيلي للبنان، مقابل الإفراج عن أسرى.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ومن بين المفرج عنهم في تلك الصفقة التي جرت العام الماضي الأسير صدقي المقّت. ومن المرجح أنه تم العثور على رفات جنديين من جيش الاحتلال في مقبرة مخيم اليرموك، كانا على متن الدبابة التي تم تفجيرها في معركة "السلطان يعقوب".

وعرضت قناة الإخبارية السورية، عصر اليوم، مقابلة مع نهال المقت، تحدثت خلالها عن احتجازها القسري في منزلها بالجولان السوري المحتل بعد الحكم عليها من سلطات الاحتلال بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، والحكم عليها بالشغل لمدة ستة أشهر ورفعها لاحقا إلى عشرة أشهر، ومضت متحدثة عن الإجراءات التعسفية الذي جرت بحقها من قبل العدو الإسرائيلي.

وأمس، الثلاثاء، عقدت الحكومة الإسرائيلية جلسة "أمنية سرية طارئة"، لبحث "مسألة إنسانية تتعلق بسورية"، وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك في ظل تسارع المباحثات الروسية الإسرائيلية حول هذا الشأن، خلال الأيام الأخيرة.

وفُرضت الرقابة العسكرية على تفاصيل مداولات الحكومة الإسرائيلية، والتي انتهت بعد نحو ساعة من انعقادها، بأوامر من وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس.

وقبيل انعقاد الجلسة، ذكرت القناة العامة الإسرائيلية "كان 11"، نقلاً عن مصدر مطلع، أنّ الحكومة الإسرائيلية تبحث "مسألة أمنية طارئة". وأشارت إلى أن الدعوة جاءت عبر مكالمة هاتفية مباشرة إلى مكاتب الوزراء المشاركين.

وذكر المحلل السياسي في موقع "والاه" باراك رافيد، نقلاً عن مصدرين رفيعي المستوى (لم يحددهما)، أنّ الجلسة العاجلة "تبحث مسألة أمنية سرية"، مشدداً على أنها لا تتعلق بفيروس كورونا. ووقع الوزراء المشاركون في الجلسة على وثيقة يتعهدون من خلالها بالحفاظ على السرية وعدم الكشف عن مجريات الاجتماع.

وأوضحت "القناة 12" الإسرائيلية أن دعوة الوزراء للاجتماع جاءت بالتنسيق بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس. وذكرت أنه في سياق الدعوة، طُلب من الوزراء الاتصال عبر "الفيديو كونفرانس" وليس بواسطة تطبيق "زوم" للحفاظ على السرية.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن "المسألة الأمنية مرتبطة بروسيا"، وأن الجلسة قد تبحث مسائل تتعلق بـ"إطلاق سراح أسرى أو معتقلين"، مشددة على أنها "لا تتعلق بغزة (في إشارة إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس)".

وشهدت الأيام الماضية محادثات إسرائيلية روسية مكثفة على مستوى رفيع حول ما وصفه مسؤولون إسرائيليون "قضايا إنسانية تتعلق بسورية". وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل توجهت إلى روسيا بطلب المساعدة في مسألة "إنسانية" في سورية، دون مزيد من التوضيح.

وفي غضون يومين، أجريت محادثات هاتفية بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبني غانتس ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وبين وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

المساهمون