صحيفة إسرائيلية تتتبّع مراحل الحرب المتوقعة مع إيران: جاهزية الجيش الحالية "محدودة"

أوردت صحيفة إسرائيلية، اليوم الخميس، ما قالت إنها مراحل الهجوم الذي سيشنه جيش الاحتلال على إيران في حال قررت حكومة تل أبيب ذلك.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أنّ الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى 3-5 سنوات من الإعداد حتى يكون قادراً على شن هجوم شامل على إيران، مبينة أنّ المنشآت النووية الإيرانية ستكون أحد أهدافه فقط.

وأضافت الصحيفة أنّ إسرائيل، التي لم تحرص على الإعداد لشن الهجوم على إيران بشكل مناسب حتى الآن، تعكف حالياً على "تطوير قدرات" من شأنها توسيع مجالات الخيار العسكري ضدها.

ونقل المعلّق العسكري للصحيفة ومعد التقرير، يوآف ليمور، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنّ الهجوم على إيران سيطاول أهدافاً أخرى إلى جانب المنشآت النووية، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تفترض أنها ستتبادل الضربات مع إيران بوتيرة مختلفة، سواء بشكل مباشر أو عبر لاعبين إقليميين آخرين.

ووصفت الصحيفة العبرية جاهزية الجيش الإسرائيلي حالياً لشنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية بأنها "جزئية ومحدودة" بعدما تجاهلت إسرائيل الإعداد لمواجهة إيران في العقد الأخير في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي في 2015؛ مشيرة إلى أنّ استكمال الاستعدادات يتطلب مرور 3-5 سنوات.

ولفتت إلى أنّ إسرائيل تخطط لزيادة حجم تزودها بمنظومات السلاح من أنواع مختلفة وبشكل كبير جداً، بحيث تشمل القنابل والقذائف القادرة على اعتراض الصواريخ التي تستخدمها منظومتا "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" استعداداً للمواجهة المحتملة مع إيران.

وأوضحت أنّ الاستعدادات لشن عمل عسكري ضد إيران تشمل ثلاث مراحل: المرحلة التي تسبق الهجوم، الهجوم نفسه، وتبعات الهجوم؛ مشيرة إلى أنّ المرحلة الأولى تلزم جيش الاحتلال ليس فقط ببناء خطط عملياتية؛ بل أيضاً بإجراء مناورات بمستويات مختلفة والاستعداد لمواجهة التصعيد على مختلف الجبهات.

وشددت على أنّ إسرائيل مطالبة أيضاً قبل شنّ أي هجوم على إيران، بالقيام بعمل دبلوماسي مكثف بهدف مراكمة شرعية دولية للهجوم، دون أن تكشف عن نواياها؛ باستثناء الولايات المتحدة التي سيتم إطلاعها على نية شن الهجوم مسبقاً، وستطلع على كل تفاصيل مخططه.

وبحسب ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، تحدثت إليه الصحيفة، فإنّ "التنسيق مع الأميركيين مركب استراتيجي، هذا من صميم مصالحنا، يمكننا الاعتماد على مساعدتهم بشكل كبير عند تنفيذ الهجوم؛ وضمن ذلك الاعتماد عليهم في تنفيذ عمليات إنقاذ والاستفادة من قدراتهم في مجال الدفاع عنا بعد الهجوم".

ولفتت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل ستكون مطالبة أولاً بتحديد "الخطوط الحمراء التي ستكون مدعاة لمهاجمة إيران بحال تجاوزها".

رصد

التحديثات الحية

صحيفة: الجيش الإسرائيلي عدّل المهلة اللازمة لخيار عسكري ضد إيران

وتتبّعت الصحيفة مراحل الهجوم ذاته؛ حيث توقعت أن يستهدف المنشآت النووية الإيرانية التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم، في "نطنز" ومفاعل "فوردو" في مدينة قم، ومنشآت أخرى مرتبطة بالبرنامج النووي، ومواقع للحرس الثوري الإيراني.

ورجّحت الصحيفة أن تمهد إسرائيل للهجوم باستهداف منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؛ بهدف تقليص مستوى الخطر للطائرات الإسرائيلية المهاجمة.

تشكيك بفاعلية الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران

ويتضح مما ذكرته الصحيفة أنّ هناك مستويات عسكرية تشكك في فاعلية الهجوم؛ حيث نقلت عن ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي قوله إنّ تل أبيب مطالبة بأن تعرف مسبقاً أنّ الهجوم سيفضي إلى إعاقة المشروع النووي الإيراني إلى أمد بعيد.

وأضاف الضابط: "في حال أسفر الهجوم عن إعاقة المشروع النووي الإيراني لمدة سنة أو سنتين، فهذا يعني أننا لم نفعل شيئاً؛ علينا أن نكون واثقين بأنّ الهجوم سيفضي إلى ضرر جدي ويفضي إلى إعاقة (المشروع النووي) لسنين طويلة"، على حد تعبيره.

الرد الإيراني المحتمل على أي هجوم إسرائيلي

وفي ما يتعلق بمرحلة ما بعد الهجوم، قالت الصحيفة إنّ الخبراء والمختصين مجمعون على أنّ إيران سترد لكنهم مختلفون حول حجم الرد؛ حيث يرى بعضهم أنّ إيران سترد بكل القوة مستعينة بالمنظمات الإقليمية التابعة لها؛ في حين يرى آخرون أنّ الرد الإيراني سيكون "محدوداً للغاية" وسيتولى "حزب الله" اللبناني تحديداً القيام به؛ على اعتبار أنّ "حزب الله" يمثل "السلاح الأكثر جدية في ترسانة الرد الإيراني".

وفي أعقاب الهجوم، ترى الصحيفة أن إيران ستلجأ إلى إعادة ترميم منشآتها النووية وستعلن عن سعيها للحصول على سلاح نووي لأنها تعرضت لهجوم من دولة نووية.

ويشار إلى أنّ المعلق في قناة "13" الإسرائيلية، رفيف دروكير، قد كشف قبل يومين النقاب عن أنّ رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو رفض ثلاث مرات طلباً تقدم به رئيس الأركان أفيف كوخافي لتخصيص موازنة لإعداد هجوم على إيران؛ بحجة أنه لا يمكن تمرير موازنة الدولة بسبب الأزمة السياسية التي تسببت بها نتائج جولات الانتخابات غير الحاسمة خلال السنوات الثلاث الماضية.

يذكر أنّ الكاتب الإسرائيلي تسفي بارئيل قد توقع في تقرير نشرته، أمس الأربعاء، صحيفة "هآرتس"، أنّ الحرب مع إيران قد تستمر لمدة 100 عام.