قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، اليوم الثلاثاء، إن بلاده ملتزمة بدعم العراق، حتى في حال تغيير الإدارة في واشنطن، مشددا على أن السفارة الأميركية في بغداد باقية بكادرها الأساسي ومستمرة في عملها، معتبرا أن من يستهدف السفارات في بغداد هم الفاسدون وقتلة المتظاهرين.
وأوضح شينكر، في جلسة حوارية ببغداد، شارك بها مراسل "العربي الجديد"، وذلك عقب لقاء جمعه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
ولم يتضح ما إذا كان اللقاء السريع الذي عقدته زعامات سياسية عراقية بشكل مفاجئ مع الرئاسات الثلاث في المنطقة الخضراء، له علاقة بزيارة المسؤول الأميركي. لكن مصادر سياسية في بغداد، تحدثت لـ"العربي الجديد"، عن بحث شينكر جملة من الملفات مع المسؤولين العراقيين، من بينها ملف المليشيات التابعة لإيران واستمرار تشكيلها تهديدا على الأمن والاستقرار بالعراق.
وأوضح شينكر في الجلسة الحوارية التي جرت عبر الدائرة المغلقة من بغداد، بأنه التقى كلا من الكاظمي والحلبوسي وصالح خلال زيارته، وبحث معهم العلاقات الثنائية والإصلاحات الاقتصادية والاستعدادات لإجراء الانتخابات المبكرة. كما تطرق إلى لقائه بالمبعوثة الأممية في العراق جنين هينيس بلاسخارت، مشيراً إلى أنهما بحثا ملف الانتخابات المبكرة، والدور التي تلعبه البعثة لتكون انتخابات حرة ونزيهة، معلنا عن تخصيص الولايات المتحدة مبلغ 10 ملايين دولار لدعم هذا الجهد.
وفيما يتعلق بموضوع السفارة الأميركية والتقارير التي تحدثت عن تقليص كادرها، قال شينكر إن تأمين الحماية لأفراد السفارة يبقى من أولى أولياتنا، مضيفاً أن الخارجية الأميركية تقوم باستمرار بعملية تقييم أمن وحماية السفارات في كل أرجاء العالم بما فيها العراق. وزاد قائلا "نقوم بتكثيف وجودنا في العراق حسب الظرف الأمني الصحي وحتى حسب الظرف كالأعياد والمناسبات".
وردا على سؤال لمراسل "العربي الجديد"، حول الهجمات التي تطاول السفارة والوجود الأميركي في العراق، قال شينكر إن "الاعتداء على السفارة والقوات الأميركية المتواجدة في القواعد العراقية، هو اعتداء على السيادة العراقية واعتداء على شرعية الحكومة العراقية وعلى سلطة القانون العراقي". وأضاف قائلا "نحن نثمن جهود الكاظمي في التحقيق بهذا الاعتداء وجلب المعتدين أمام العدالة، وهي تدرك (حكومة الكاظمي)، التزامها بحماية البعثات الدبلوماسية والتحالف الدولي، ونحن ندعم جهود الكاظمي في فرض سلطة القانون في العراق".
وتابع قائلا "الذين يقومون بهذه الاعتداءات ضد السفارة الأميركية والبعثات هم الفاسدون وقتلة المتظاهرين".
وأشار شينكر إلى أن "تخفيض الكوادر في السفارة في بغداد، لا يشمل الكادر الأساسي فهو باق في بغداد، وكذلك المستشارين العاملين مع القوات الأمنية العراقية والسفارة باقية ولن تغلق".
وأوضح أن "الإدارة في واشطن ملتزمة بالعلاقة مع بغداد، وهذا التخفيض المؤقت لن يؤثر على العلاقة بين البلدين، والتزامنا نحو العراق والعراقيين باق ومستمر، والعمل مستمر والدعم مستمر على كافة الأصعدة الأمنية والصحية والاقتصادية وغيرها"، وفقا لقوله، مشددا على أن ذلك "لن يتغير حتى في حال تغيير الإدارة في واشنطن".
وحول التقارب العراقي السعودي قال شينكر إنه بحث مع المسؤولين في الرياض إنعاش اقتصاد العراق، موضحا أن "الولايات المتحدة تدعم الاستثمار في العراق بل أكثر من هذا هي تستثمر في العراق، ونشجع الاستثمار الخليجي في العراق وندعم ذلك". وختم بالقول "الأمر سيكون أكثر فعالية من استثمار مليشيات إيران في العراق، التي تعرقل تحقيق الاستثمارات الخارجية في العراق".