استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في يعبد.. و"عرين الأسود" تدعو لإضراب بالضفة والقدس

استشهد شاب فلسطيني وأصيب شاب آخر بجروح، عصر اليوم الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت بلدة يعبد جنوبي جنين شمالي الضفة الغربية، واعتقلت أحد الشبان، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد مواطن متأثراً بجروح حرجة، أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في الصدر في بلدة يعبد.

وقال عضو إقليم حركة "فتح" في يعبد، عبد الكريم أبو بكر، لـ"العربي الجديد": "إن الشاب محمد شاكر بدارنة (25 عامًا) استشهد بعد وقت من إصابته بجروح بالرصاص الحي بالصدر ونقله مع شاب آخر أصيب في القدم إلى أحد مستشفيات مدينة جنين، حيث أعلن الأطباء استشهاده".

وفي التفاصيل، أوضح أبو بكر أن مواجهات واشتباكات مسلحة اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمت بلدة يعبد ونشرت قناصتها على أسطح المنازل، حيث حاصرت قوات خاصة إسرائيلية منزل الأسير المحرر عبد الغني حرز الله، ثم دهمت المنزل واعتقلته.

وتابع: "اعتدت قوات الاحتلال على عائلة الأسير المحرر حرز الله، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع داخل المنزل، ما أدى لإصابة عدد من أفراد عائلته بالاختناق، وتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج، ثم اعتقلت حرز الله وانسحبت من البلدة، بينما أصيب الشابان، أحدهما الشهيد بدارنة، بجروح ونقلا للمستشفى".

ولفت أبو بكر إلى أن الشاب بدارنة يعمل مع شقيقه التوأم في محل لهما لبيع الحلويات في بلدة يعبد، وحين اقتحام قوات الاحتلال للبلدة كان يشاهد كبقية الأهالي ما يجري فأطلق عليه قناص من جيش الاحتلال النار ما أدى لإصابته برصاصة في الصدر وأعلن عن استشهاده، علمًا بأن والده متوفى.

تشييع الشهداء

وفي وقت لاحق، شيع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد محمد بدارنة في يعبد، والشهيد رائد غازي النعسان (23 عامًا) في مسقط رأسه بقرية المغير شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية.

وانطلق موكب تشييع الشهيد بدارنة، بعد عصر اليوم، بمسيرة جابت شوارع بلدة يعبد بمشاركة الآلاف، حيث حمل المشاركون أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية وهتفوا بهتافات وطنية وأخرى تندد بجرائم الاحتلال وتمجد الشهيد، وصولاً إلى مقبرة يعبد.

وإلى الشمال الشرقي من رام الله، كرم أهالي قرية المغير ابنهم رائد النعسان بجنازة انطلقت من مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، بعد أن أقيمت له جنازة عسكرية، مروراً بشوارع المدينة في جنازة شارك فيها شبان المدينة، قبل وصوله ظهراً إلى وسط المغير حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة في ساحة عامة.

وودعت عائلة الشهيد النعسان جثمانه في منزله قبل الانتقال به مقبرة القرية، ليدفن بجانب قريبه حمدي النعسان الذي استشهد برصاص المستوطنين عام 2019، وسط هتافات غاضبة، حيت الشهيد، وحيت مجموعات عرين الأسود، وحيت ذوي الشهيد.

واستشهد الشاب النعسان، مساء أمس الثلاثاء، متأثرًا بجروح حرجة، إثر إصابته برصاصة في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال بعد اقتحام المغير.

من جانب آخر، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، طفلين (8 و10 سنوات) في آلية عسكرية في قرية المغير، عقب اندلاع مواجهات في القرية، بعد الانتهاء من تشييع جثمان الشهيد رائد النعسان.

ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام حتى اليوم إلى 211 شهيدا، بينهم 155 شهيدا من الضفة الغربية بما فيها القدس، بينهم 21 شهيدًا من محافظة رام الله والبيرة، و52 شهيدًا من قطاع غزة، إضافة إلى 4 شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

دعوة للإضراب

وفي وقت سابق، أكدت مجموعة "عرين الأسود"، في بيان لها على "تلغرام"، أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، داعية إلى التزام الإضراب العام اليوم الأربعاء، حداداً على أرواح الشهداء، فيما تحدثت "العرين" عن تخوفات الاحتلال الإسرائيلي من خلال قيامه ببعض الإجراءات.

وقالت "العرين" مخاطبة الشعب الفلسطيني، إن "ما نعدكم به كل وعد قطعناه على أنفسنا سيقع، وهذه الأيام بيننا ستثبت لكم أن المقاومة في واد والعدو وأعوانه والباحثين عن الاستقرار من أعوانه من صحافيين ورجال اقتصاد ولجان تنسيق فصائلي وغيرهم وغيرهم في وادٍ آخر".

وتابعت أن المجموعة "تزف إلى العلا شهداء الوطن في يوم أوغل به (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو المجرم والحقير بن غفير بدماء شعبنا، وقتل خمسة من زينة شباب الوطن، الشهيد البطل رائد النعسان والشهيدين الأخوين البطلين ظافر وجواد ريماوي والشهيد البطل راني أبو علي والشهيد البطل  مفيد خليل".

وأردفت: "اسألوا الكيان الغاصب مَن يحاصر مَن؟ اسألوه لماذا صادر كافة المركبات الإسرائيلية من أية ورشة تصليح بالضفة الغربية؟ بل اسألوه لماذا ألغى خدمة البريد والتوصيل في كل أنحاء الكيان؟ لماذا ألغيت خدمات الشراء من طريق الإنترنت؟ ستعلمون يا أبناء شعبنا أن المقاومة الحرة الطاهرة القابضة على الزناد هي التي تحاصر الكيان، سيذهل الكيان ويذهل أعوانه من هول المفاجآت التي أُعدت لهم، وسيذكر التاريخ ويذكر الكيان هذه الأيام جيداً".

ودعت "العرين" لأن يكون اليوم الأربعاء، يوم غضب شامل في كل مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة في كل نقطة تماس، قائلةً: "لنشعل الأرض تحت أقدامهم (...) يا أبناء شعبنا، رغم مرارة وضعنا الاقتصادي الذي به نمرّ، ولكن نقول لا يمكن أن يمرّ يوم طبيعي وهناك دماء تسيل، لذا تستأذنكم مجموعة عرين الأسود بإعلان يوم الأربعاء يوم إضراب شامل وحداد شامل ونفير شامل وغضب شامل".

وفي السياق، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الإضراب عمّ البلدة القديمة من نابلس، والكثير من المحال التجارية القريبة في سوق نابلس، استجابة لدعوة "عرين الأسود".

على صعيد آخر، أكدت مصادر محلية اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل عقب مسيرة طلابية صباح اليوم، دعا إليها طلبة مدرسة العروب الثانوية للبنين.

إلى ذلك، أُصيب عدة فلسطينيين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، اليوم الأربعاء، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال عند مدخل بلدة ترمسعيا شمالي رام الله وسط الضفة، بالتزامن مع موعد وصول موكب الشهيد رائد غازي النعسان، الذي استشهد الليلة الماضية، إلى قرية المغير المجاورة لترمسعيا، ومنعت قوات الاحتلال مركبات المواطنين من الدخول أو الخروج من ترمسعيا.

كما أصيب شاب فلسطيني بجروح بالرصاص الحي، مساء اليوم الأربعاء، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية عابود شمال غرب رام الله، بينما أصيب عدة فلسطينيين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع ألقتها قوات الاحتلال اتجاه منازل المواطنين في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، بعد اندلاع مواجهات عند مدخل القرية، قرب البرج العسكري المقام هناك.

تقارير عربية

التحديثات الحية

مواجهات عنيفة في الضفة.. فلسطين تودع خمسة من أبنائها في يوم واحد

من جانب آخر، اعتدى مستوطنون، مساء أمس الثلاثاء، على مواطن فلسطيني من قرية المغير شرق رام الله بالضرب وهو في مركبته، واحتجزوا المركبة، بينما اندلعت مواجهات في القرية، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس، و3 شبان من بلدة عنبتا شرق طولكرم، واعتقلت شاباً من بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، واعتقلت شاباً آخر من بلدة دورا جنوب الخليل، وشاباً من مخيم الفوار جنوبي الخليل، بالإضافة إلى شاب آخر من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وكذا اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من حيّ الطيرة بمدينة رام الله.

واعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، الشاب خالد علاونة من بلدة جبع جنوب مدينة جنين شمالي الضفة، بعد مداهمة منزله والعبث بمحتوياته، وفق ما أكده مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور، لـ"العربي الجديد".

من جهتها، أكدت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي "مجموعات جبع"، في بيان صحافي، أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الموجودة في البلدة، وأمطروها بصليات كثيفة من الرصاص.

وأكد نادي الأسير الفلسطيني في بيان مقتضب، أن قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، اليوم الأربعاء، الغرفة التي يقبع فيها الأسير ظافر الريماوي، في سجن "النقب"، وهو عم الشهيدين جواد وظافر الريماوي، ونقلته مع رفاقه القابعين معه إلى الزنازين، علماً بأن عم الشهيدين ظافر الريماوي معتقل منذ 20 عاماً، ومحكوم بالسجن المؤبد.

واستشهد الشقيقان جواد (22 عاماً) وظافر عبد الرحمن عبد الجواد الريماوي (21 عاماً)، يوم أمس، بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليهما في كفر عين شمال غرب رام الله.

على صعيد منفصل، اقتحم مستوطنون، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية داخل باحات الأقصى، وأدوا طقوساً تلمودية.

في شأن آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 5 بيوت بلاستيكية و5 "بركسات" في قرية عقربا جنوب نابلس، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس.

إلى ذلك، قررت محكمة عوفر العسكرية الإفراج عن منسق تجمع شباب ضد الاستيطان في الخليل جنوب الضفة، عيسى عمرو، بعد يومين من اعتقاله، لكنها لم تفرج عنه حتى اللحظة، وبالتزامن مع انعقاد المحكمة نفذ نشطاء وقفة أمام سجن عوفر المقام غرب رام الله، فيما اقتحمت قوات الاحتلال منزل عيسى و"بيت الصمود" مقر تجمع شباب ضد الاستيطان، وصادرت هاتفه النقال، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد"، المتحدث باسم التجمع، محمد الزغير.

واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، دون وقوع إصابات.

إلى ذلك، شرعت قوات الاحتلال ومستوطنون، اليوم الأربعاء، بتنفيذ أعمال حفر وتجريف في باحات الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، في سياق تهويده.

من جانب آخر، أخطرت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، بوقف العمل والبناء في منزل وبركسين وحظيرة أغنام شرق بلدة يطا جنوب الخليل، وفق تصريحات لمنسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور.

وجرف مستوطنون أراضي وقفية شرق قرية العوجا شمال مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، تمهيدًا لزراعتها، بهدف الاستيلاء عليها وربطها بالمستوطنات المحيطة.