وصف شهود عيان على مجزرة الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق تقرير "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" والإدانة للمجزرة التي ارتكبت عام 2018 وأودت بحياة أكثر من 70 شخصا، بينهم نساء وأطفال، بحسب تقارير حقوقية، بأنها متأخرة، مطالبين بمحاسبة رئيس النظام بشار الأسد ومنفّذي المجزرة.
ووفقاً لتقرير المنظمة، الصادر يوم الجمعة الماضي، فإن تحقيقاً استمر قرابة عامين خلص إلى أن طوافة عسكرية واحدة على الأقل، تابعة لوحدة القوات السورية الخاصة المعروفة باسم "النمر"، أسقطت أسطوانات غاز الكلور على مبانٍ سكنية في مدينة دوما بريف دمشق.
محمد سامر حمرية كان من بين المسعفين الذين نقلوا الضحايا للمشافي الميدانية، وتحدث عن وقائع وأحداث المجزرة قائلاً لـ"العربي الجديد": "كنت أحد المسعفين الذين نفذوا عمليات الإسعاف إلى المشفى. كانت المجزرة غير طبيعية والنساء والرجال والأطفال كانوا جميعا على الأرض وقد فارقوا الحياة".
وأضاف: "المنظر محزن جدا وحتى أن هناك أطفالا كثيرين شاهدتهم بين الضحايا. أكثر من 50 طفلا كانوا موتى، وفي إحدى الحالات كنت أنقل في سيارتي 3 أشخاص موتى إضافة لرجل مسن كانت روحه تفارق جسده أمسك بملابسي وشدّني".
مسعف: نحن بحاجة إلى محاسبة دولية لنظام الأسد على هذه المجزرة
وتوجه بالعتب قائلاً "رسالتي رسالة عتب، تأخروا كثيرا باتخاذ قرار إدانة بشار الأسد في المجزرة، من أول لحظة سقوط الصواريخ هي واضحة، لماذا تأخروا سنوات حتى يدينوا النظام. تأخروا 5 سنوات وحاليا أصدروا إدانة، الإدانة يجب أن تكون من الساعة الأولى للمجزرة، وليس بعد 5 سنوات".
ولفت مسعف المجزرة إلى أنه "حتى النظام يعرف أنه استخدم الأسلحة الكيميائية، العالم كله يعرف أن بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية، إننا عاتبون كثيرا. أطالب المنظمات بمحاسبته في لاهاي وتجريمه باستخدام الأسلحة الكيميائية".
أما محمد سريول، فشدد على أن الخطوة متأخرة، وهو كان من بين المسعفين والفرق الطبية خلال المجزرة، وقال لـ"العربي الجديد": "تأتي هذه الخطوة متأخرة جداً بعد سنوات إدانة وليست محاسبة، نحن بحاجة إلى محاسبة دولية لنظام الأسد على هذه المجزرة، مجزرة دوما جاءت بعد مجزرة زملكا بخمس سنوات. كنا نتوقع المحاسبة، النظام كرر المجازر في عدرا ودوما، وحالات الوفيات ذاتها زبد من الفم. نحن نريد محاسبة النظام وليس إدانة النظام".
بدوره، بيّن نضال شيخاني، وهو مدير مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية، في حديث مع "العربي الجديد"، أن النظام استخدم الأسلحة المحرمة دولياً 262 مرة على مدى سنوات الثورة السورية، مشيراً إلى أن الهجمات أدت إلى مقتل نحو 3 آلاف مدني، وإصابة 14 ألفاً آخرين.
وأكد شيخاني أن المركز "عمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في ملفات 70 هجوماً شنها النظام على العديد من المناطق السورية".
ولفت إلى أن المنظمة "جرّمت النظام في ثلاثة تقارير، الأول عن هجمات في ريف حماة، والثاني عن استخدام نظام الأسد غاز الكلور السام خلال هجومه على سراقب في ريف إدلب الشرقي في 2018، والثالث الذي صدر الجمعة عن دوما".
يشار إلى أن "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" أكدت أن سلاح الجو السوري استخدم طائرات عسكرية من طراز "سوخوي-22" وطوافة لإسقاط قنابل تحتوي على الكلور السام وغاز السارين على قرية في منطقة حماة في مارس/آذار 2017، نجمت عنها إصابة عشرات المدنيين بحالات اختناق.