استمع إلى الملخص
- الرد الإسرائيلي على مطالب حماس يُعتبر جريء، لكن الخلاف حول وقف العمليات العسكرية في رفح يظل نقطة خلاف رئيسية، مع رفض نتنياهو لهذا الطلب.
- الخلافات الداخلية داخل الحكومة الإسرائيلية وتشاؤم الجنرال نيتسان إيلون حول التوصل إلى صفقة تعكس التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه إسرائيل في المفاوضات.
لا تزال نقطة الخلاف الأساسية وقف الحرب
يؤيد رؤساء المؤسسات الأمنية إنهاء عملية رفح مقابل رفض نتنياهو
تزيد المجازر الإسرائيلية المستمرّة من صعوبة استئناف مفاوضات غزة
من المتوقّع بحث استئناف مفاوضات غزة عبر الوسطاء، اليوم الثلاثاء، في محاولة للتوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بحسب مصادر إسرائيلية، فيما ترفض وقف الحرب، بينما تؤكد "حماس" على هذا المطلب شرطاً أساسياً للتوصل إلى صفقة. وتزيد من صعوبة مفاوضات غزة وحتى انطلاقها، المجازر الإسرائيلية المستمرّة في رفح وسائر قطاع غزّة، فضلاً عن الخلافات الإسرائيلية الداخلية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين مطّلعين على مفاوضات غزّة، لم تسمّهم، قولهم إن العملية العسكرية في رفح تثير شكوكاً حول إمكانية استئناف المفاوضات، خصوصاً بعد مطالبة "حماس" بوقف العملية مقابل استئنافها. وذكر مسؤول في فريق المفاوضات الإسرائيلي، لم تسمّه الصحيفة، إن نقطة الخلاف الأساسية أمام "حماس" لا تزال وقف الحرب.
ويرفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هذا الطلب رفضاً قاطعاً، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن احتمالات التوصّل إلى صفقة. ويقول المسؤول الإسرائيلي إن هناك محادثات مع الوسيطين، مصر وقطر، وهما اللذان سينقلان الرد الإسرائيلي إلى حركة حماس. وبحسب المسؤول الإسرائيلي، إن "كان وقف المناورة في رفح شرطاً لاستمرار المفاوضات للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين، فإن هذا قد يعرقل كل شيء، لأنه بالنسبة لحماس طالما لم نخرج من رفح فإن المفاوضات لن تُستأنف".
وذكرت القناة 12 العبرية، ليل أمس الاثنين، أن إسرائيل نقلت إلى الوسطاء رداً، كجزء من محاولات استئناف مفاوضات غزّة، ومن المنتظر تسليمه إلى "حماس". ونقلت عن مصدر مطّلع على التفاصيل لم تسمّه قوله إن الرد الإسرائيلي "جريء"، في ظل توسيع التفويض الممنوح لفريق المفاوضات، لكنه أوضح أن قضية وقف الحرب لا تزال مفتوحة. وأشارت القناة إلى الرأي الراجح في صفوف أعضاء "كابينت الحرب"، ورؤساء المؤسسة الأمنية، أن من الصحيح إنهاء العملية العسكرية في رفح ومنح أولوية للصفقة، إلا أن رئيس الحكومة نتنياهو يعارض ذلك.
وأفادت قناة كان 11 العبرية بوجود مخاوف إسرائيلية بتسبب الهجوم على رفح بعراقيل أمام تجدّد مفاوضات غزّة، ونقلت عن دبلوماسي أجنبي لم تسمّه قوله إن "المخاوف التي حذّرنا منها بشأن عملية عسكرية في رفح تتحقّق، وتعرّض كل شيء للخطر". ونقلت القناة عن مسؤولٍ آخر لم تسمّه قوله إنه "طالما لم توقف إسرائيل العملية العسكرية في رفح، لن يتم التوصّل إلى اتفاق".
خلافات داخلية تعيق المفاوضات
وتزيد تعقيد الأمور بشأن الصفقة الخلافات الإسرائيلية الداخلية، واتهامات متبادلة داخل مجلس إدارة الحرب (كابينت الحرب)، ومهاجمة رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو فريق المفاوضات الإسرائيلي على خلفية تقارير ذكرت أن الجنرال في الاحتياط نيتسان إيلون، المسؤول عن ملف المحتجزين من الجيش في طاقم المفاوضات الإسرائيلي، قال في جلسات مغلقة إنه "مع تركيبة الحكومة الحالية لن تكون هناك صفقة". وكان إيلون قد نفى قوله ذلك، فيما ادّعى الجيش الإسرائيلي أن أقواله أخرجت عن سياقها. واعتبر نتنياهو أن مثل هذه التقارير تزيد فقط "تشدد حماس في مواقفها" وتبعد احتمالات إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وأوضح مسؤولون في محيط إيلون أنّ التقارير الإسرائيلية بشأن خلافاته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليست صحيحة ومبالغ فيها، وأن التصريحات التي نسبت إليه أدت إلى توتر بين المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل. وعقّب نتنياهو على الأقوال المنسوبة إلى إيلون قائلاً إن "من يقول إنه يائس وليس مستعداً، ولا يستطيع الصمود في وجه الضغوط، فليعد لحمل راية سوداء، بل فليرفع راية استسلام بيضاء".
وأضاف نتنياهو في خطاب أمام الهيئة العامة للكنيست، أمس الاثنين: "إن (قائد حركة حماس في قطاع غزة) يحيى السنوار ليس العقبة الوحيدة أمام إطلاق سراح المخطوفين، وبدلاً من توجيه الضغط ليكون على السنوار، يتم توجيهه إلى حكومة إسرائيل"، معتبراً أن السنوار سعيد بذلك، وأن هناك من يقوم بالعمل بدلاً عنه، مضيفاً أن "الضغط الإسرائيلي يجب أن يكون ضد حماس".
وفي سياق متصل، قال الوزير في كابينت الحرب غادي آيزنكوت، في جلسة للجنة الخارجية والأمن البرلمانية أخيراً، إن عدم اتخاذ القرارات، ضيّع على إسرائيل فرصة أخرى للتوصل إلى صفقة، وأوضح أنه "ضيّعنا على أنفسنا نافذة فرص مع (الهجوم على) رفح. وصلنا إلى مفترق استراتيجي، في يناير/كانون الثاني وفبراير/ شباط ... ولم يتم اتخاذ قرارات".