شكوك ألمانية حول صلاحية صواريخ من الحقبة السوفيتية سترسل لأوكرانيا.. هل أصبحت خردة؟

06 مارس 2022
مرّ على الصواريخ أكثر من 30 عامًا في المستودعات (Getty)
+ الخط -

بعد أن عدلت ألمانيا أخيرا موقفها بخصوص تسليم الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا مع بدء الغزو الروسي لأراضيها منذ أكثر من 10 أيام، أعلنت الحكومة الاتحادية الألمانية أنها وافقت على تسليم كييف المزيد من الأسلحة، بينها صواريخ مضادة للطائرات من نوع "ستريلا" (بالروسية تعني السهم).

وعلى الرغم من أنه لا يزال يتعين موافقة مجلس الأمن الفيدرالي، برزت شكوك في ألمانيا حول ما إذا كانت جميع هذه الصواريخ القديمة الصنع والمضادة للطائرات لا تزال صالحة وآمنة في الاستخدام، سيما وأنها من المخزونات السابقة للجيش الشعبي الألماني في جمهورية ألمانيا الديمقراطية.

وفي هذا السياق، ذكرت "شبيغل" أن الصواريخ من الحقبة السوفيتية، وما يقرب من ثلث الكمية المعدة للتسليم والبالغ عددها الإجمالي 2700 صاروخا يشوبه عيوب، سيما أن تاريخ تصنيعها تجاوز 35 عاما، موضحة أنه في العام 2012 تم حظر استخدامها بالفعل من قبل الجيش الألماني، والسبب في ذلك أنها تحمل تشققات دقيقة في قشرتها الفولاذية، وهذا ما يؤدي عادة إلى التآكل والأكسدة.

وبالإضافة إلى ذلك، ورغم أن الجيش الألماني لا تزال لديه كميات من هذه الصواريخ، فهناك مشكلة أخرى تتمثل في النقص الموجود في المقابض اليدوية لصواريخ "ستريلا"، فبدونها لا يمكن إطلاق الصاروخ، وكل الآمال بأن تكون لدى الجيش الأوكراني مقابض مماثلة.

تجدر الإشارة إلى أنه عندما سئل وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك عن تلك الأسلحة، قال السياسي عن الخضر إنه "لا يعرف" مدى فعالية بعض المعدات العسكرية.

وربطا بما تقدم، بينت التعليقات أنه من الواضح أن التخزين لم يكن مثاليا، فالصناديق الخشبية التي حفظت فيها الأسلحة كانت متعفنة للغاية، لدرجة أنه، كما يظهر تقرير أعده الجيش خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لم يسمح لجنود الجيش الألماني بدخول المستودعات إلا ببدلات واقية.

ويفيد تحليل لموقع "شتيرن" بأن عمر وفعالية الأسلحة عادة ما يقدر بعشرين عاما إذا تم تخزينها بشكل صحيح، والصواريخ المفترض تسليمها أقدم بكثير ومر عليها ما يزيد عن 30 عاما.

وإزاء هذا الواقع، اعتبرت صحيفة "بيلد" أن بعض الصواريخ نوع من الخردة وهذا يمثّل إحراجًا آخر لألمانيا.

في المقابل، أشارت وزارة الدفاع إلى أنه يجب أولا التحقق ما إذا كانت الصواريخ التي يمكن التعامل معها آمنة للاستخدام، والجيش سيفحص الأسلحة قبل تسليمها.

إلى ذلك، أشارت "بزنس انسايدر" الألمانية إلى أن المعلومات تفيد بأن القوات الجوية الروسية استهلكت أكثر من ثلثي صواريخها الموجودة في المخازن على الحدود، والعمليات الاستراتيجية الهامة في الجنوب تم تأجيلها، وقد يفسر ذلك بتراجع تحليق الطائرات الروسية بالشدة المطلوبة عسكريا، إذ عادة ما يكون التفوق الجوي عامل نجاح حاسما في الحرب، وهذا يظر أن الدفاعات الاوكرانية المضادة للطائرات لا تزال قادرة على إحداث إرباك للطائرات الحربية والمروحيات الروسية. 

وفي هذا الإطار، قال المفتش العام للجيش الألماني، أبرهارد تزورن، لمجموعة فونكه الإعلامية، إن الأسلحة المضادة للطائرات يمكن أن تغير قواعد اللعبة، وهناك دروس يمكن تعلمها من التدخل السوفيتي في أفغانستان في الثمانينيات، فالمضادات لها أهمية كبيرة بالنسبة لأوكرانيا وعرقلت حتى الآن سلاسة الحرب التي كان يأملها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت الحكومة الألمانية بادرت إلى تسليم أسلحة أخرى إلى أوكرانيا، بينها 1000 قذيفة مضادة للدبابات و500 صاروخ أرض جو من نوع "ستينغر" من مخزون القوات الألمانية، حتى إنه قد سمح لشريكي حلف الناتو هولندا وإستونيا بتزويد أوكرانيا بأسلحة من صناعة ألمانية.

المساهمون