شبوة اليمنية: مخاطر تهدد المكاسب الميدانية للقوات الحكومية

12 يناير 2022
مقاتلون موالون للحكومة في مديرية بيحان في شبوة (عبد الله القادري/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت ألوية العمالقة اليمينة، المدعومة إماراتياً، رسمياً، أول من أمس الإثنين، عن طرد الحوثيين من كامل محافظة شبوة النفطية، شرقي اليمن، لكن المكسب الميداني الأبرز للحكومة المعترف بها دولياً منذ نحو عامين، لا يزال محفوفاً بالمخاطر وعُرضة للانهيار في ظل استمرار الهيمنة الحوثية على السلاسل الجبلية الحاكمة في محافظتي مأرب والبيضاء المحاذيتين.

وترفض جماعة الحوثيين الإقرار بالهزيمة داخل شبوة، وتواصل الدفع بمقاتليها القادمين من مديرية حريب في مأرب إلى مناطق متفرقة داخل مديرية عين، التي أعلنت ألوية العمالقة عن طرد الحوثيين منها، مساء أول من أمس الإثنين، كتتويج لعملية عسكرية استمرت 10 أيام، وشملت طرد الحوثيين من مديريتي عسيلان وبيحان أيضاً.

وأعلن القيادي البارز في جماعة الحوثيين حسين العزي، في تغريدة على تويتر، أول من أمس الإثنين، أن حرب الحوثيين الكبرى "لم تبدأ بعد"، لافتاً إلى أن المناطق التي تم طردهم منها "تتهيأ للتحرير أكثر من أي وقت مضى".

يواصل الحوثيون الدفع بالمقاتلين نحو مديرية عين بشبوة

تهديدات لمديرية عين في شبوة

بدورها، أكدت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة لـ"العربي الجديد"، وجود تهديدات كبيرة لمديرية عين، مع استمرار القصف المدفعي الحوثي على تعزيزات ألوية العمالقة والقوات المشتركة.

وتنبهت ألوية العمالقة لذلك التهديد، إذ بدأت، ظهر أمس الثلاثاء، عملية التفاف على مواقع الحوثيين شمالي مديرية حريب في مأرب، وذلك بهدف قطع إمدادات الجماعة التي لم تتوقف إلى تخوم مركز مديرية عين.

وفقاً للمصادر، فقد تحركت ألوية العمالقة من ثلاثة محاور لتأمين مكاسبها المحققة، وذلك من اتجاهات لصهيب والفليجة وكذلك في جبهة لصاد، شمال غربي حريب.

وأعلنت ألوية العمالقة، رسمياً، أمس الثلاثاء، عن التوغل في مديرية حريب، جنوبي مأرب، والسيطرة على مناطق واسعة فيها، وذلك بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، وفقاً لبيان على حسابها الرسمي بموقع تويتر.

ولتأمين مديرية عين والأطراف الغربية بشكل تام، سيكون على القوات المشتركة الموالية للحكومة إحكام السيطرة على كافة السلاسل الجبلية الحاكمة في مديرية حريب، وقطع أي إمدادات للحوثيين آتية من اتجاه جبال ملعا، فضلاً عن تأمين مرتفعات القنذع التابعة لمديرية نعمان في محافظة البيضاء.

ولا يُعرف ما إذا كانت ألوية العمالقة تنوي السيطرة على كامل مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب، أم أنها ستعمل على تأمين السلاسل الجبلية فقط من دون التوغل إلى مدينة حريب، مركز المديرية، الذي يحمل الاسم ذاته.

وفي حال خسرت جماعة الحوثيين مديرية حريب بالكامل، فسيكون من الطبيعي أن تسقط تلقائياً بعد ذلك مديرية العبدية، التي حاصرها الحوثيون لمدة 4 أسابيع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن إمدادات الحوثيين إلى مديرية الجوبة بمأرب وجبل البلق لن تتأثر مع حصولهم على خط جديد من اتجاه صرواح يصل مباشرة إلى الخاصرة الجنوبية.

سيطرت ألوية العمالقة على مناطق واسعة في حريب بمأرب

مستقبل المعركة بعد شبوة

وفي حين أعلنت ألوية العمالقة انتهاء المرحلة الثالثة من عملياتها في شبوة من دون الحديث عن مرحلة رابعة، ذكر زعيم الانفصاليين، رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي، أخيراً، أنهم مع ما يقرره "التحالف العربي"، وفقاً لما نقلت عنه وسائل إعلام إماراتية.

وقال الزبيدي، الذي دائماً ما يلوّح بعدم الزج بالقوات الجنوبية في أراض شمالية: "نحن مستعدون في أي وقت لمساعدة إخواننا في الشمال لدحر مليشيا الحوثي".

وعلى الرغم من إقرار زعيم الانفصاليين بتلقي الأوامر فقط من التحالف في ما يخص مستقبل المعركة بعد شبوة، أشار المتحدث باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري، في بيان، مساء أول من أمس، إلى أنهم سيمضون قدماً صوب تحرير مديرية مكيراس التابعة لمحافظة أبين الجنوبية، والتي تخضع لسيطرة الحوثيين، باعتبارها أقرب جغرافياً لمحافظة البيضاء.

ولم يشر المتحدث إلى عقبة القنذع ومديرية نعمان التي تشكل تهديداً كبيراً لمديريات شبوة المحررة.

التحالف يطلق عملية "حرية اليمن السعيد"

وزار المتحدث باسم التحالف العربي، تركي المالكي، محافظة شبوة أمس الثلاثاء. وأعلن من هناك، خلال مؤتمر صحافي مع محافظ شبوة عوض العولقي، عن انطلاق عملية "حرية اليمن السعيد" في الجبهات كافة. وأوضح أنّ هذه العملية "ليست عسكرية بمعنى الحرب، ولكن هدفها نقل اليمن للنماء والازدهار".

كذلك، بحث وزير الدفاع في الحكومة اليمينة محمد المقدشي أمس، مع قائد قوات الدعم والإسناد السعودي للقوات اليمنية يوسف الشهراني، في لقاء جمعهما بمدينة مأرب، "آليات التنسيق والتعاون بين القوات المسلحة اليمنية وقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي في المعركة المشتركة ضد مليشيات الحوثي"، وفق وكالة "سبأ" التابعة للحكومة.

تحديات أمنية وداخلية بعد تحرير مديريات شبوة

إلى ذلك، خلافاً للتهديدات العسكرية، هناك عدد من التحديات الأمنية بعد تحرير مديريات شبوة الغربية، التي ظلّت تحت قبضة الحوثيين منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، وعلى رأس ذلك الألغام الأرضية التي دائماً ما تشكل عقبة رئيسية أمام تطبيع الحياة في المناطق المحررة.

تركي المالكي: هدف عملية "حرية اليمن السعيد" نقل اليمن للنماء والازدهار

وفي جميع معاركها الخاسرة، تلجأ جماعة الحوثيين إلى تفخيخ الأراضي الزراعية والطرقات التي تغادر عبرها بالألغام الأرضية الفردية والمضادة للدروع، وذلك من أجل الإيقاع بخصومها.

وفي السياق، أكدت مصادر حكومية أن التحالف دفع بعدد من الفرق الفنية إلى مديريتي بيحان وعسيلان، من أجل تطهيرهما من الألغام الحوثية، والتي ستشكل عائقاً أمام عودة المواطنين إلى منازلهم ومزارعهم.

ولم تعلن السلطات الحكومية في محافظة شبوة، حتى مساء أمس الثلاثاء، عن رفع حالة الطوارئ التي أعلنتها في مطلع العام الحالي في مديريات عسيلان وبيحان وعين، باعتبارها مناطق عسكرية.

ووفقاً لسكان محليين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن الحياة ما زالت مشلولة.

وبعيداً عن التحديات العسكرية والأمنية التي مصدرها جماعة الحوثيين، تبدو شبوة محاطة بتحديات داخلية أكبر، مع نشوب صدامات متوقعة بين قوات الأمن الخاصة الموالية للحكومة الشرعية وقوات النخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي، والتي عادت إلى عتق، مركز شبوة، مطلع العام الحالي، بعد عامين من طردها، وذلك بقرار من المحافظ الجديد عوض العولقي.

الحياة ما زالت مشلولة في مديريات عسيلان وبيحان وعين

وتحدثت وسائل إعلام انفصالية، أمس الثلاثاء، عن نجاة قائد اللواء السابع نخبة شبوانية ماجد لمروق النسّي من محاولة اغتيال من قبل جنود في القوات الخاصة على حاجز تفتيش بمدينة عتق، عندما كان قادماً من مسقط رأسه في مرخة، إحدى مديريات شبوة.

ويتهم المجلس الانتقالي قوات الأمن الخاصة بالولاء لحزب "التجمع اليمني للإصلاح" الإسلامي. وخلال الأيام الماضية، كان ناشطون انفصاليون يقولون إن تحرير شبوة لن يكتمل سوى بدحر تلك القوات، وهو ما يهدد بانفجار الوضع في أي لحظة.

المساهمون