التقى رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، اليوم الثلاثاء، الرئيس الأميركي جو بايدن، وأعلنا إطلاق المرحلة الثانية من برنامح "أوكوس" الدفاعي والتي ستشهد قيام أستراليا ببناء غواصات نووية بدعم من المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وأطلع سوناك بايدن، خلال لقائهما في سان دييغو، على المراجعة الكاملة للدفاع والأمن القومي والسياسة الخارجية، والتي جرى تحديثها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وأُعلن عنها أمس الإثنين.
واتّفق الزعيمان، بحسب متحدث باسم "داونينغ ستريت"، على "الحاجة للاستمرار في دعمنا لأوكرانيا وفي معارضتنا لانتهاكات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقانون الدولي ولحقوق الإنسان".
وانطلاقاً من كونهما أكبر داعمين دوليين لكييف، أعاد الزعيمان التزامهما بتنسيق الجهود الدولية "لضمان فوز أوكرانيا في هذه الحرب وتحقيق السلام الدائم، ومنع روسيا من المضي في تهديداتها بنفس الطريقة مرة أخرى".
كما ناقشا "سبل تعزيز العلاقة الاقتصادية القوية والدائمة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة لحماية الأمن الاقتصادي المشترك والسيطرة على التضخّم، وتوفير بديل عن تلك الحكومات التي تمارس سياسات غير عادلة لزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي".
وستعمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الصعيد الثنائي ومع شركاء دوليين آخرين داخل مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وتستثمران معاً لتحقيق الانتقال إلى الطاقة النظيفة و"تشجيع صناعات المستقبل وتعزيز مرونة اقتصادنا في مواجهة مجموعة من الصدمات"، بحسب "داونينغ ستريت".
وفي ما يتعلق بالصين، أجمع الزعيمان على "التحدي الذي يمثله النفوذ المتزايد للحزب الشيوعي الصيني"، إلا أنهما اتّفقا على "ضرورة إشراك الصين والحفاظ على الحوار".
وكان سوناك تعرّض لضغوط داخلية في صفوف حزب المحافظين لإعادة تصنيف الصين على أنها "تهديد شامل" للأمن القومي، وسبق أن اتّهم بـ"التملّق" خلال السباق الأول الذي خاضه إلى جانب منافسته ليز تراس الصيف الماضي، ثم بعد وصوله إلى الزعامة وحديثه للصحافيين عن أهمية الصين كشريك اقتصادي.
بيد أنّ المراجعة الكاملة المحدّثة تصرّ على أنّ العلاقات مع بكين ليست على "مسار محدّد" من العداء، مع الاعتراف بأنّ "التوترات في منطقة المحيطين الهادئ والهندي قد تكون لها عواقب عالمية أكبر من الصراع في أوكرانيا"، كما تشدّد المراجعة على أنّ روسيا هي الأولوية الأكثر إلحاحاً بالنسبة للأمن القومي والسياسة الخارجية لبريطانيا على المدى القصير والمتوسط في أعقاب الغزو الروسي على أوكرانيا.
كما يهدف التحديث الخاص بالعلاقة مع الصين في المراجعة الكاملة للأمن والدفاع والسياسة الخارجية، إلى تحسين قدرة المملكة المتحدة على فهم نفوذ بكين المتزايد وقوتها العسكرية و"مساعدة الشركات في التغلب على المخاطر المرتبطة بصعود الدول المعادية"، بما في ذلك "تعزيز مهارات لغة الماندرين بين موظفي الخدمة المدنية والدبلوماسيين" وضخّ 20 مليون جنيه إسترليني في خدمة "بي بي سي" العالمية على مدار العامين المقبلين لحماية بثها باللغة الإنكليزية وبلغات أخرى في مواجهة التضليل الإعلامي لـ"القوى المعادية".
كما توصي المراجعة بإنشاء وحدة جديدة داخل الاستخبارات الداخلية (MI5)، وهي "هيئة الأمن الوقائي الوطنية" لتوفير التدريب والمشورة الأمنية الفورية للشركات البريطانية والجامعات والمؤسسات البحثية وحماية ملكيتها الفكرية.
وتؤكد المراجعة في الوقت ذاته "أهمية التجارة بين المملكة المتحدة والصين" وتغليب لغة "التعاون والتفاهم والقدرة على التنبؤ والاستقرار من أجل المصلحة العامة"، وتشير بوضوح إلى نية الحكومة البريطانية السعي لأن تكون جزءاً من الشراكات الجديدة التي يتم تطويرها في المحيطين الهندي والهادئ.
وفي ختام زيارته إلى الولايات المتحدة، وهي الزيارة الرسمية الأولى منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة، دعا سوناك بايدن لزيارة أيرلندا الشمالية، الشهر المقبل، للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية السلام "الجمعة العظيمة"، كذلك وجّه بايدن دعوة لسوناك لزيارة واشنطن في يونيو/ حزيران المقبل لمواصلة هذا الحوار.