سورية: هجمات على قوات النظام في درعا مع تعثر المفاوضات

19 اغسطس 2021
يرفض أهالي درعا "خارطة الحل" الروسية (Getty)
+ الخط -

مع تواصل الاستعصاء في مفاوضات الحل بمحافظة درعا جنوبيّ سورية، شهدت الأوضاع الميدانية تصعيداً ميدانياً في إطار الضغوط المتبادلة بين قوات النظام والفعاليات المحلية، فيما عمّت التظاهرات والاحتجاجات أنحاء المحافظة رفضاً لمطالب النظام وروسيا بتسليم السلاح الخفيف والتهجير.

وذكر موقع "تجمع أحرار حوران"، اليوم الخميس، أنّ عدداً من عناصر قوات النظام قتلوا وأصيبوا إثر استهداف سيارة عسكرية كانت تقلهم على الطريق الواصل بين بلدتي نافعة والشبرق غربيّ درعا.


وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القتلى ضابط في قوات النظام وعدد من العناصر، فيما أصيب اثنان على الأقل"، لافتاً إلى أنهم يتبعون لـ"اللواء 112" في قوات النظام، وذلك جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية على طريق الشبرق الواقع بين بلدتي نافعة-عين ذكر في ريف درعا الغربي.

كذلك استهدف مسلحون مجهولون بالرصاص، فجر اليوم، حاجزاً للمخابرات الجوية التابعة للنظام جنوبيّ مدينة داعل بريف درعا الأوسط.

 من جهتها، قصفت قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة بلدة تسيل غربي درعا، فيما كشفت وكالة "نبأ" المحلية عن مشاركة عراقيين إلى جانب "الفرقة الرابعة" في هجومها على درعا، أحدهم تُوفي في درعا بظروف غامضة.

وأوضحت أنّ "الفرقة الرابعة" باتت تستقطب مقاتلين أجانب ضمن صفوفها وتتعاقد مع مليشيات مدعومة مباشرةً من إيران.

ويأتي هذا التصعيد الميداني في ظل انسداد المفاوضات التي تجري منذ أيام بين لجنة التفاوض المركزية في درعا، وضباط النظام وروسيا، بشأن الوضع في منطقة درعا البلد المحاصرة منذ ما يقارب الشهرين.

وذكر مصدر في لجنة التفاوض، لـ"العربي الجديد"، أنّ اللجنة رفضت بند تسليم السلاح الخفيف خلال اجتماعها، أمس الأربعاء، مع لجنة روسيا والنظام في مدينة درعا، مشيراً إلى تعثر المفاوضات؛ بسبب إصرار الوفد الروسي وضباط النظام على تسليم مجموعات المعارضة سلاحها بالكامل.

وأوضح المصدر أنّ لجنة التفاوض طالبت الجانب الروسي بالعودة إلى اتفاق 2018، الذي ينصّ على تسليم السلاح الثقيل فقط، وسحب قوات النظام ومليشياته إلى ثكناتهم العسكرية، وأكدت للروس أنه لن تحصل الموافقة على أي اتفاق جديد قبل تطبيق اتفاق عام 2018 بجميع بنوده. 

وينص اتفاق تسوية 2018 على تسليم الأسلحة الثقيلة فقط، والسماح بدخول مؤسسات النظام السوري، مقابل الإفراج عن معتقلي محافظة درعا، ورفع المطالب الأمنية عن المطلوبين بتهم سياسية للنظام، وسحب الجيش لثكناته.

وكان الشيخ أحمد الصياصنة، خطيب المسجد العمري السابق، قد حثّ أهالي درعا على عدم تسليم السلاح. وقال الصياصنة، في مقطع مصور بثته وكالة "نبأ" المحلية: "إذا سلمتم سلاحكم، فمعنى ذلك أنكم سلمتم كرامتكم وقوّتكم".

في غضون ذلك، شهدت مدينتا طفس وجاسم، وبلدة المزيريب، ومنطقة حوض اليرموك، وقفات احتجاجية تضامناً مع الأحياء المحاصرة في مدينة درعا، وللتعبير عن رفضهم للحل الروسي.

ورفع المحتجون لافتات تؤكد رغبتهم في الحل السلمي ورفضهم لخيار الحرب في المنطقة، منددين بانتشار المليشيات الطائفية بشكل كبير في المحافظة، وغياب دور الضامن الروسي، وتنصله من وعوده السابقة، إضافة إلى مطالبتهم بتحريك ملف المعتقلين.

وكان عشرات المحتجين في ريف درعا الغربي قد نظموا وقفات احتجاجية في عدد من القرى والبلدات، رفضاً لـ"خريطة الحل" التي قدمها الجانب الروسي للجان التفاوض في مدينة درعا.

ولاقت الخريطة الروسية رفضاً شعبياً واسعاً في محافظة درعا، وسط دعوات وجهها الأهالي والناشطون للجان التفاوض برفض الموافقة على الشروط الروسية التي تضمنت تسليم السلاح الخفيف والمتوسط، وعودة المنشقين إلى ثكناتهم العسكرية، والتحاق المتخلفين بالخدمة الإلزامية، ودخول قوات النظام والمليشيات إلى الأحياء المحاصرة، وتهجير رافضي التسوية إلى الشمال السوري.

ولا تزال أحياء درعا البلد والمخيم وطريق السد محاصرة، منذ 24 يونيو/حزيران الماضي، مع قطع الطحين والماء والكهرباء والأدوية عن المدنيين الذين نزح أكثر من نصفهم حيث يتخوف الآخرون من الممارسات الانتقامية للنظام.

قتلى في هجمات شرقيّ سورية

وفي شرق البلاد، شنّ مسلحون مجهولون هجوماً على نقطة متقدمة لمليشيات "حزب الله" العراقي قرب قرية انباج على طريق الرقة-سلمية.

وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية، أن الهجوم أدى إلى مقتل عنصرين وأسر 4 آخرين، قبل أن تستقدم تلك المليشيات تعزيزات عسكرية لتمشيط المنطقة بحثاً عن المهاجمين.

وذكرت الشبكة أنّ مسلحين هاجموا، أمس الأربعاء، شاحنات تنقل المحروقات تعود ملكيتها لمليشيات "القاطرجي"، عند منطقة مثلث الشيخ هلال شرقي حماة، ما أدى إلى مقتل عدد من السائقين وإصابة آخرين.

وأوضحت أن الهجوم وقع غربي منطقة إثريا في مثلث الشيخ الهلال، عند مرور 10 شاحنات تنقل المحروقات، حيث استُهدِفَت بعبوة ناسفة، ما أدى إلى مقتل اثنين من السائقين وإصابة أحد المعاونين واحتراق شاحنتين، لتقوم قوات النظام بإطفاء الحريق، ونقل المصابين إلى مستشفى سلمية الوطني شرقيّ حماة.

وهذا الاستهداف هو الثالث من نوعه، خلال الشهر الحالي، حيث تعجز قوات النظام عن حماية قوافل المحروقات القادمة من مناطق سيطرة قوات "قسد"، في طريقها إلى مصفاتي حمص وبانياس.