استهدفت مدفعية "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بالاشتراك مع قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، إحدى نقاط المراقبة العسكرية التابعة للجيش التركي بريف حلب الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف يستهدف قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام وقوات "قسد" المتمركزة في قرية برج القاص بريف حلب، استهدفت بثماني قذائف مدفعية القاعدة التركية ومحيط القاعدة المتمركزة في قرية دير سمعان، القريبة من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر داخل القاعدة.
وكانت المليشيات الإيرانية المتمركزة في بلدة قبتان الجبل قد استهدفت في يونيو/حزيران الفائت بعدة قذائف هاون القاعدة التركية في قرية دير سمعان، حينها اقتصرت الأضرار على الماديات، دون وقوع إصابات في صفوف عناصر القوات التركية.
وفي السياق، أضافت المصادر أن قوات النظام استهدفت، عصر الإثنين، بصاروخ موجه من نوع "كورنيت" سيارة مدنية بالقرب من دوار الدلة داخل مدينة دارة عزة، ما أدى إلى تعطل السيارة، دون وقوع إصابات، فيما سقطت عدة قذائف مدفعية أطلقتها قوات النظام في مزرعة لتربية الدواجن يقطنها نازحون في محيط مدينة دارة عزة، ما تسبب في اشتعال النيران وأضرار مادية في المزرعة والطرقات الفرعية المؤدية إلى المدينة.
وكانت المليشيات المدعومة من روسيا قد استهدفت، أمس الأحد، بصاروخين موجهين من نوع "كورنيت" سيارة مدنية وجرافة مدنية كانتا تعملان في أرضٍ زراعية، على أطراف بلدة سرجة ضمن منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب.
في غضون ذلك، استهدفت قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران بأكثر من 120 قذيفة مدفعية بلدتي البارة وكنصفرة ومحيطهما، وبلدات فليفل، والفطيرة، وكفر عويد، وسفوهن، وبينين والرويحة، ومحيط دير سنبل في منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء المنطقة.
وأُصيب طفل، ليل أمس الأحد، يبلغ من العمر 13 عاماً، إثر قصف مدفعي من قبل قوات النظام المتمركزة في قرية الحامدية، استهدف منازل المدنيين في قرية شنان، جنوب شرقي منطقة جبل الزاوية، في حين يتسبب هذا التصعيد في منع عودة النازحين إلى منازلهم، بالإضافة إلى منع المزارعين من جني مواسمهم الزراعية.
وعلى خلفية التصعيد، استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب، مواقع عسكريةً لقوات النظام والمليشيات الإيرانية في قرية طنجرة، وقرية ناعورة جورين في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشرقي، بالإضافة إلى استهداف مقرين عسكريين في بلدة حنتوتين بالقرب من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، مُعلنة عن تحقيق إصابات مباشرة ضمن المواقع المستهدفة.
وأعلنت جماعة "أنصار التوحيد" عن تدمير دشمة عسكرية لقوات النظام إثر استهدافها بقذائف الهاون على جبهة قرية الملاجة القريبة من مدينة كفرنبل، جنوبي إدلب.
إلى ذلك، أعلنت "وزارة الدفاع التركية" في بيانٍ، اليوم الإثنين، أن "قوات الكوماندوس (القوات الخاصة في الجيش التركي) نفذت عملية ناجحة أخرى في مناطق نبع السلام، وغصن الزيتون، ودرع الفرات، شمال سورية"، مؤكدةً أن العملية نتج عنها "تحييد 15 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني، وحدات حماية الشعب، بما في ذلك ما يسمى كبار المسؤولين التنفيذيين، الذين حاولوا الهجوم لتعطيل السلام والبيئة الأمنية".
وكان فصيل "فرقة المعتصم" العامل ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا قد تمكن، فجر اليوم الإثنين، من صد محاولة تسلل لقوات "قسد" على محور قرية حربل القريبة من مدينة مارع، شمال محافظة حلب، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف "قسد"، دون إحراز أي تقدم يذكر، بحسب مصادر عسكرية من الفصيل.
مقتل امرأة بقصف صاروخي شمالي حلب
في غضون ذلك، قُتلت امرأة وأُصيب آخرون مساء اليوم الإثنين، إثر قصف صاروخي من قبل مواقع عسكرية مشتركة بين "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النظام السوري، استهدف الأحياء السكنية في مدينة أعزاز شمال محافظة حلب، شمال سورية.
وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إن عزيزة المحمد، وهي نازحة من قرية تل الضمان، قضت مساء اليوم، إثر قصف صاروخي مشترك بين "قسد" وقوات النظام، استهدف الأحياء السكنية في مدينة أعزاز التي يُسيطر عليها الجيش الوطني السوري وحليفته تركيا، شمالي حلب.
وأكدت المصادر أن بعض الصواريخ سقطت أيضاً على القاعدة العسكرية التركية في محيط مدينة أعزاز، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية في سماء المنطقة.
وكانت القاعدة العسكرية التركية في دير سمعان بريف حلب الغربي، قد تعرضت عصر اليوم الإثنين، إلى قصف مدفعي مشترك من قبل قوات "قسد" وقوات النظام السوري، ما تسبب في أضرار مادية في أسوار النقطة، دون وقوع إصابات في صفوف عناصر القوات التركية.
بدوره، أدان "الائتلاف الوطني السوري" في بيانٍ له، استهداف قوات "قسد" لمخيم كويت الرحمة للنازحين أمس الأحد في منطقة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة غصن الزيتون شمال محافظة حلب، والذي أدى إلى مقتل مدني نازح من مدينة عنجارة، وإصابة خمسة آخرين من أفراد عائلته، بالإضافة إلى تهدم عدة خيام مبنية من الطوب داخل المخيم.
وأكد الائتلاف أن "مليشيات PYD الإرهابية تمارس أعمالاً عدوانية إجرامية بشكل مستمر، وهذا يؤكد أنها وجه آخر لنظام الأسد وكلاهما يعمل على قتل المدنيين وتخريب المناطق المحررة وقتل الشعب السوري وتعزيز مأساته الإنسانية"، مشدداً على أن "قصف هذا التجمع السكني الخاص بالمهجّرين يوضّح أن هدف المليشيات من القصف هو قتل وإصابة أكبر عدد من السوريين بسبب اكتظاظ المنطقة بالمدنيين".
وطالب الائتلاف "الجيش الوطني السوري برفع الجاهزية والتأهب، والتصدي لهذه المليشيات والرد عليها بما يشكل رادعاً لها عن استهداف المزيد من المدنيين"، مستنكراً "الصمت الدولي تجاه المجازر والأعمال الإرهابية التي ترتكبها هذه المليشيات الإرهابية بحق المدنيين"، مجدداً مطالبه بـ"ضرورة رفع أي غطاء عنها، ومحاربتها لإزالة الخطر الذي يهدد المدنيين باستمرار"، وفق الدائرة الإعلامية للائتلاف.