سورية: قتلى وجرحى بقصف لـ"قسد" على سوق شعبية شمالي حلب.. وتصعيد روسي مستمر في إدلب وما حولها
قتل عدة مدنيين بينهم نازحون من ريف إدلب، ليل الثلاثاء، إثر استهداف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بالصواريخ، سوقاً شعبية وسط مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، شمالي سورية، فيما قُتل عناصر من "قسد" باستهدافات متفرقة للطائرات المُسيرة والمدفعية التركية في أرياف الحسكة والرقة وحلب ودير الزور، شمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر محلية من ريف حلب الشمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن ثلاثة مدنيين نازحين من مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي هم: علي القبو، وراغب الخالد، وشعبان هلال، إضافة إلى عمير موسى النجار، وهو نازح من بلدة كفرومة جنوبي محافظة إدلب، ومدني آخر مجهول الهوية، قضوا، ليل الثلاثاء، وجرح خمسة مدنيين آخرين بينهم طفل، بعضهم في حالة حرجة، إثر استهداف مليشيا "قسد" السوق التركية (سوق شعبية) وسط مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي بعدة صواريخ، مؤكدةً أن "القصف تسبب بدمار في المحال التجارية ومنازل المدنيين في المدينة".
في غضون ذلك، استهدفت صواريخ "قسد" القاعدة العسكرية التركية في محيط المستشفى الوطني بمدينة أعزاز شمالي محافظة حلب، بالإضافة إلى استهداف محيط القاعدة العسكرية التركية في منطقة كلجبرين القريبة من مدينة مارع الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، شمالي محافظة حلب، دون وقوع إصابات في صفوف الجيش التركي.
كما استهدفت طائرة مُسيرة تركية، بصاروخين، مقراً عسكرياً لـ"قسد" في محيط بلدة القحطانية شمال شرقي الحسكة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، في حين قُتل عنصران من "قسد" إثر استهداف مُسيرة تركية مقرهم العسكري في قرية شموكة شمالي محافظة الحسكة، كما نفذت الطائرات الحربية التركية خمس غارات استهدفت مواقع "قسد" في قرية المكمن بريف محافظة دير الزور، شرقي البلاد.
إلى ذلك، قُتل عنصران من "قسد" باستهداف مدفعية الجيش التركي نقطة عسكرية لـ"قسد" في قرية تل زيوان شرق مدينة القامشلي، وفي كلٍ من ريف مدينة تل أبيض الغربي بريف محافظة الرقة، وريف بلدة عامودا شمالي محافظة الحسكة، ومحيط بلدة أبو راسين شرق رأس العين شمالي محافظة الحسكة، ومستوصف قرية قرموغ بريف عين العرب شرقي محافظة حلب، وعين دقنة بريف حلب الشمالي.
وأكدت مصادر عسكرية من "الجيش الوطني السوري"، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "فيالق الجيش الوطني تواصل استعداداتها ورفع جاهزيتها تحسباً لأي معركة محتملة قادمة ضد ميليشيات قسد شمال سورية"، مشدداً على أن "كافة الفصائل استنفرت، وهي على أتم الجاهزية لخوض أي معركة قتالية قادمة، لدحر الإرهاب عن تخوم مناطق درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام، شمالي البلاد".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أشار أمس الإثنين، إلى أن "عملية (المخلب - السيف) ضد مواقع الإرهابيين شمالي سوريا والعراق لن تقتصر على الضربات الجوية"، مؤكداً أنه تم "تدمير 12 هدفاً تابعاً للإرهابيين المتمركزين في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سورية.
وشدد أردوغان على "عدم وجود قيود بهذا الصدد"، مضيفاً :"من غير الوارد أن تقتصر (العمليات) على (الضربات) الجوية وسنتخذ القرار ونتشاور بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية مع وحداتنا المعنية ووزارة دفاعنا وهيئة أركاننا وثم نتخذ خطواتنا بناءً على ذلك"، وفق وكالة "الأناضول" التركية.
التصعيد الروسي
من جهة أخرى، تواصل قوات النظام السوري وروسيا التصعيد في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، التي تضم أجزاء من أرياف حماة، وحلب، واللاذقية، شمال غربي سورية، في ظل تركيز الضربات الجوية الروسية على منطقة المخيمات في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع التصعيد التركي ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، شمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة في المعارضة السورية، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن قوات النظام استهدفت، الثلاثاء، قرى وبلدات، مكلبيس، وكفر تعال، والوساطة، والهباطة، وبحفيس، وكفر نوران، وتديل بريف حلب الغربي، بالإضافة إلى استهداف محيط بلدتي البارة وبينين في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء منطقة "خفض التصعيد الرابعة".
ويأتي هذا التصعيد الأخير، لاسيما استهداف الطائرات الحربية الروسية، الإثنين، بست غارات جوية محيط مخيمات بابسقا، ومحيط مبنى العيادات الخارجية في منطقة باب الهوى الحدودية مع تركيا شمال محافظة إدلب، بالتزامن مع انطلاق أعمال الجولة 19 من اجتماعات صيغة "أستانة"، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الكازاخية نور سلطان حول الملف السوري، بمشاركة وفود المعارضة والنظام، والدول الضامنة، وعلى رأس ملفاتها التصعيد الأخير في شمالي سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية.
أهداف التصعيد
وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، رأى الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" (المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من عدة فصائل عاملة في منطقة إدلب) العقيد مصطفى بكور، أن "الهدف من العدوان الروسي على الشمال السوري اليوم يندرج تحت عدة احتمالات؛ الأول أنه في إطار التحضير لجولة جديدة من أستانة، حيث اعتدنا على التصعيد العسكري الروسي على الشمال السوري قبل أستانة لتشكيل ضغط على تركيا والفصائل لتقديم تنازلات على الأرض، والثاني هو رد على الضربات الجوية التركية التي حصلت في اليومين الماضيين لمواقع حلفاء روسيا من (بي كي كي)"، لافتاً إلى أن "المهجرين السوريين هم من يدفعون ثمن صراعات الدول على الأرض السورية".
وأوضح بكور أن "الهدف الثالث من هذا التصعيد، هو الضغط على المجتمع الدولي قبل جلسة التصويت في مجلس الأمن الدولي على إغلاق معبر باب الهوى بوجه المساعدات الإنسانية".
وحول نتائج الجولة التاسعة عشرة من اجتماعات أستانة، التي تجري حالياً في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، لا يعتقد بكور أن "نتائج أستانة - 19 سوف تختلف عن نتائج الجولات السابقة"، معتبراً أن "ما يحدث في شمال شرق سورية من تصعيد لن يكون له أي تأثير على وضع منطقة إدلب".
وأشار القيادي في فصائل المعارضة السورية، إلى أن "كامل المحرر (مناطق سيطرة المعارضة السورية) يخضع للتفاهمات الدولية"، منوهاً إلى أن "أي تغيير في الوضع الحالي يحتاج إلى توافق دولي عبر أستانة أو جنيف، وهذا التوافق غير متوفر حالياً بناء على ما تصرح به الدول المعنية بالشأن السوري".
وشدد على أن "كافة الدول تتحدث عن الحل السياسي وفق 2254، لكن لا يوجد أي دولة تقوم بأي خطوة جدية لتطبيق هذا القرار".
وتأتي الجولة الحالية من اجتماعات "أستانة" في ظل تصعيد تركي ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي البلاد، والتهديد بشن عملية عسكرية برية ضدها، بالتزامن مع تصعيد روسي في منطقة إدلب.
وكانت الخارجية التركية قد أدانت الهجمات التي شنها النظام السوري على مخيمات النازحين شمال غربي سورية، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وراح ضحيتها 9 مدنيين وأكثر من 75 جريحاً، واعتبرت في بيانٍ لها أن "هذه الهجمات تقوض الجهود المبذولة للحفاظ على الهدوء وخفض التصعيد في المنطقة، وتؤدي إلى تدهور أكبر للوضع الإنساني".