سورية: قتلى وجرحى في درعا وحلب و"التحالف" يعزز قواته جنوب الحسكة

15 مارس 2022
تخوّف من شنّ قوات النظام حملة انتقامية في مدينة جاسم في درعا (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري، ومدنيون، جراء اشتباك مع مسلحين بمدينة جاسم في درعا جنوبيّ البلاد، وبينما يعزز التحالف الدولي قواعده العسكرية في الحسكة، قُتل ثلاثة أطفال جراء انفجار في حيّ الصاخور بمدينة حلب، وجدّد النظام قصفه المدفعي على مناطق متفرقة في منطقة خفض التوتر شمال غربيّ البلاد. 

وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إنّ مجموعة من قوات النظام السوري سقطت بين قتيل وجريح جراء اشتباك، صباح اليوم الثلاثاء، مع مسلحين في مدينة جاسم بريف درعا، مشيراً إلى أنّ قوات النظام استقدمت تعزيزات إلى المنطقة، وحاصرت الحيّ الغربي من المدينة.

ولفت الناشط إلى أنّ الاشتباكات وقعت بعد مداهمة أجرتها دورية للنظام في الحيّ الغربي من مدينة جاسم، بحثاً عن مطلوبين لـ"فرع الأمن العسكري"، حيث استمرت الاشتباكات منذ فجر اليوم حتى الصباح. ومع الصباح، أعلن النظام إغلاق المدارس والدوائر الرسمية في المدينة، ما أثار تخوفاً من شنّ قواته حملة انتقامية في المدينة.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنه لم تعرف هوية المسلحين الذين اشتبكت معهم قوات النظام، مرجحة أنهم عناصر كانوا سابقاً ضمن فصائل المعارضة المسلّحة، ولم يخضعوا للتسوية التي أجراها النظام في درعا. وأكدت المصادر أنّ رصاصاً طائشاً مصدره الاشتباكات أدى إلى مقتل مدني على الأقل، وإصابة آخر بجروح.

بدوره، قال "تجمع أحرار حوران" إنّ الاشتباكات تجددت في مدينة جاسم، عقب استقدام النظام تعزيزات عسكرية مؤلفة من دبابات وعربات "شيلكا".

مقتل وإصابة أطفال

إلى ذلك، قال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام السوري جددت، اليوم الثلاثاء، قصفها الصاروخي والمدفعي على قرى شنان وبزابور وسفوهن في ريف إدلب الجنوبي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.

وتزامن ذلك مع تحليق مكثف من الطيران الحربي الروسي فوق منطقة خفض التوتر في ريف إدلب وريف حلب المتاخم له شمال غربيّ سورية، إضافة إلى مناطق في ريفي اللاذقية، وحماة من دون تنفيذ غارات.

وفي مدينة حلب، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ ثلاثة أطفال قُتلوا، مساء أمس الاثنين، جراء انفجار جسم مجهول بهم في أثناء لعبهم في حيّ الصاخور الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري ومليشياته. ورجحت المصادر أنّ الجسم مقذوف من مخلفات قصف النظام السوري على الحيّ في أثناء سيطرة المعارضة عليه.

وشهدت المدينة ومناطق أخرى في محيطها، سابقاً، سقوط ضحايا مدنيين، بينهم أطفال ونساء، جراء انفجار مخلفات القصف أو انهيار مبانٍ تعرّضت سابقاً لقصف من قوات النظام.

وفي ريف الحسكة الخاضع لفصائل "الجيش الوطني" المعارض، جُرح طفل جراء إصابته برصاص طائش ناجم عن اشتباك بين عناصر من تلك الفصائل في مدينة رأس العين.

وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، جاءت الاشتباكات نتيجة خلافات بين عناصر من فصيلي "فرقة الحمزة" و"فرقة شهداء بدر"، وهي ليست الأولى من نوعها في المدينة خلال شهر مارس/آذار الجاري.

وقتل شخص إثر استهدافه من قبل أشخاص مجهولين بأربعة أعيرة نارية، مقابل الفرن الآلي، في مدينة القامشلي شمالي شرق محافظة الحسكة.

وأكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، أن "أحد الأشخاص ترجل من سيارة نوع فان بيضاء اللون وقام بإطلاق الرصاص من مسدس على المغدور أحمد المحمود من مواليد مدينة الحسكة 1985 أمام الملعب البلدي مقابل الفرن الآلي، ما أدى لمقتله على الفور"، دون وجود معلومات إضافية حول أسباب الحادثة.

التحالف يعزز قواعده العسكرية  

ودفعت قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية اليوم الثلاثاء، بتعزيزات عسكرية ضخمة ضمت العشرات من الشاحنات من قواعدها العسكرية في العراق إلى إحدى قواعدها العسكرية في منطقة الشدادي، جنوب محافظة الحسكة، شمالي شرق سورية.

وقال الناشط "أبو عمر البوكمالي"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "القافلة تألفت من نحو خمسين شاحنة، محملة بمعدات عسكرية ولوجستية وعربات عسكرية وأسلحة قتالية، وصهاريج محروقات"، مؤكداً أن "القافلة دخلت من العراق عبر معبر الوليد الحدودي، وتوجهت إلى مدينة الحسكة، مروراً بمدينة الشدادي وصولاً إلى قاعدة التحالف الواقعة على الطرف الغربي الجنوبي من الشدادي".

وكانت قوات "التحالف الدولي" قد أدخلت الأسبوع الفائت قافلة أسلحة إلى القاعدة ذاتها، ضمت أيضاً العشرات من الشاحنات التي تحمل المواد اللوجستية والعسكرية والعربات المصفحة.

وتأتي التعزيزات العسكرية الضخمة للتحالف الدولي عقب زيارة وفد أميركي رفيع المستوى، الإثنين الماضي، برئاسة جينيفر جافيتو، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون إيران والعراق، ومدير شؤون العراق وسورية في مجلس الأمن القومي، زهرة بيل، ولقاء قادة عسكريين من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ومسؤولين سياسيين من "مجلس سوريا الديمقراطي" (مسد).

مسيّرات تركية

في غضون ذلك، قالت مصادر من أبناء ريف حلب لـ "العربي الجديد"، إن طائرة مُسيرة تركية استهدفت اليوم الثلاثاء، قرية هوشرية الواقعة في شمال شرق مدينة منبج التي تُسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرق محافظة حلب، ما أدى لإصابة مدنيين اثنين بجروح طفيفة، وعنصر من "قسد".

واستهدفت المُسيرات التركية، ظهر الثلاثاء، بصاروخين موجهين موقعا عسكريا على تلة بلدة تل رفعت التي تُسيطر عليها "قسد" بالاشتراك مع قوات النظام السوري بريف حلب الشمالي، دون وقوع أي خسائر بشرية.

وكانت المُسيرات التركية قد استهدفت في الـ27 من فبراير/ شباط الماضي، نقاطاً عسكرية مشتركة بين "قسد" وقوات النظام السوري، أدت لإصابة عنصرين في محيط التلة، دون وقوع قتلى.
 

 

المساهمون