سورية: قتلى بقصف على القامشلي واعتقال عملاء للنظام في إدلب

09 اغسطس 2022
تصاعد وتيرة القصف التركي على مواقع "قسد" (بولنت كيليتش/ فرانس برس)
+ الخط -

قتل أربعة أشخاص وجرح آخرون، اليوم الثلاثاء، بقصف يرجّح أنه تركي استهدف عمال حفر أنفاق في سيكركا شمالي مدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً بصاروخين من طائرة مسيرة يرجح أنها تركية طاول موقعين في محيط مدينة القامشلي، وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وحتى الساعة، لم تتوضح هوية القتلى، كما لم يتبين فيما إن كانوا عناصر من "قسد" أم مدنيين.

وفي الشأن، قال موقع "نورث برس"، المقرب من "قسد"، إن قصفاً تركياً طاول موقعاً في قرية تابعة لمدينة القامشلي على الحدود التركية السورية، مضيفاً أن القصف طاول عمال حفر الأنفاق في قرية سيكركا خلف مشفى كوفيد 19 مباشرة، شمال مدينة القامشلي.

وبيّن الموقع أن القصف كان بقذائف "هاون"، وأدى إلى مقتل أربعة وإصابة ثلاثة آخرين، فضلاً عن أضرار مادية.

وأشار الموقع في الوقت ذاته إلى قصف ثانٍ بالهاون استهدف المنطقة. لم يتبين عنه سقوط خسائر بشرية.

بدورها، ذكرت وكالة "هاوار"، المقربة من "قسد" أيضاً، أن طائرة مسيّرة تركية قصفت منطقة تقع خلف مشفى جيان "كوفيد 19" شمالي مدينة القامشلي بالقرب من الحزام الشمالي للمدينة، مشيرة إلى أن "القصف أدى إلى وقوع إصابات بين المواطنين".

وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن طائرة مسيرة تركية قصفت صباح اليوم منزلاً في قرية خرزة في ناحية عامودا دون وقوع خسائر بشرية.

وارتفعت وتيرة القصف التركي، خلال اليومين الماضيين، على مناطق سيطرة "قسد"، بعد هدوء حذر استمر قرابة أسبوع.

وطاول القصف في أوقات سابقة سيارات ومواقع تابعة لـ"قسد"، موقعاً خسائر في الأرواح.

في سياق منفصل، قالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد" إن القوات التركية أرسلت رتلاً عسكرياً تألف من 15 آلية، بينها دبابتان، من داخل الأراضي التركية عبر معبر اليابسة، إلى نقاطها العسكرية المنتشرة بريف منطقة تل أبيض ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام" شمالي محافظة الرقة.

وأوضحت المصادر أن القوات التركية جددت قصفها المدفعي مستهدفةً قرية قرمانة ومخفر قرية بيركنيس بريف مدينة الدرباسية، وتلة حمدوني ومخفر الكمالية بالريف الشمالي والغربي لمدينة عامودا، وقرى شلهومية، وكرديم، وكيل حسناك، وتل جهان في ناحية القحطانية، ومخفر قرية أومريك الذي تُسيطر عليه قوات النظام بريف مدينة القامشلي الشرقي، بريف محافظة الحسكة، مؤكدة أن قذيفتي هاون سقطتا داخل نقطة عسكرية لقوات النظام في تل حمدوني، دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر البشرية ضمن المواقع المستهدفة، لا سيما أن غالبية المواقع المستهدفة تقع على الشريط الحدودي مع تركيا.

وأضافت المصادر أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا بجروح متفاوتة، إثر سقوط قذيفة أطلقتها القوات التركية على منزل سكني قرب الصوامع شرق مدينة القامشلي بريف الحسكة الشمالي.

روسيا تتهم "الخوذ البيضاء" بتزييف صور القصف

اتهمت وزارة الدفاع الروسية كلاً من منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) بتصوير مقاطع فيديو مزيفة لضربات جوية على المدنيين في محافظة إدلب.

وزعم نائب رئيس مركز التنسيق الروسي اللواء البحري أوليغ جورافليوف، في تصريحات صحافية لوكالة "تاس" الروسية، قوله إنه "بحسب تقارير تلقاها المركز فإن إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة بالاشتراك مع ما تسمى منظمة الخوذ البيضاء يصورون مقاطع فيديو مزيفة لضربات جوية على المدنيين في منطقة كتيان بمحافظة إدلب"، مدعياً أن "هذه المقاطع هدفها لاحقاً اتهام القوات الجوية الروسية والجيش العربي السوري بشن ضربات على المدنيين والبنية التحتية المدنية".

وكانت قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران قد استهدفت بأكثر من 130 قذيفة مدفعية وصاروخاً قرية سان القريبة من مدينة سراقب الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين "أم 4، وأم 5" شرق محافظة إدلب، وبلدات كنصفرة، والبارة، ودير سنبل، ومعرزاف، والفطيرة، وسفوهن، وفليفل، وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

فيما ردت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" على تلك الخروقات، واستهدفت مقرات تابعة لـ"الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا في بلدتي داديخ، وجوباس الواقعتين على طريق "أم 5" شرق محافظة إدلب، موقعين جرحى في صفوف عناصر الفرقة، وفق مصادر عسكرية من داخل الغرفة.

حملة ضد عملاء النظام في إدلب

إلى ذلك، أطلق "جهاز الأمن العام" الذراع الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام" في إدلب حملة أمنية واسعة النطاق ضد عملاء يعملون لصالح النظام السوري في المناطق الشمالية لمحافظة إدلب التي تخضع لنفوذ "حكومة الإنقاذ" الذراع المدنية للهيئة في منطقة إدلب، شمال غربي سورية.

وقال "جهاز الأمن العام"، في بيانٍ له اليوم الثلاثاء، على معرفاته الرسمية في تطبيق "تلغرام"، إن "عناصره يقومون بحملة أمنية على عدد من عملاء النظام المجرم والمشتبه بهم في المنطقة الشمالية".

وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن "جهاز الأمن العام" اعتقل نحو سبعة أشخاص ينحدرون بمعظمهم من بلدة التريمسة بريف حماة الشمالي، وذلك أثناء مداهمة عدة أماكن بالقرب من مخيم الجولان الواقع بين بلدتي أطمة - عقربات بالقرب من الحدود السورية - التركية، شمال محافظة إدلب، شمال غربي سورية.
وأضافت المصادر أن هناك انتشاراً أمنياً مكثفاً لعناصر "جهاز الأمن العام" على الطرقات الرئيسية والفرعية ضمن المناطق الشمالية من محافظة إدلب، وسط نشر حواجز مؤقتة على بعض مداخل المدن والبلدات بحثاً عن مطلوبين، وسط عمليات دهم واعتقال في بعض المناطق المشتبه بها بالمنطقة ذاتها.