استمع إلى الملخص
- أفادت المصادر بأن حوالي 200 عنصر من قوات النظام سلموا أنفسهم، مع انشقاق العشرات، بينما تواصل الفصائل حصارها لمواقع استراتيجية مثل رادار قينة وفوج "نجران" للدفاع الجوي.
- فرضت غرفة العمليات حظر تجوّل في السويداء بسبب الفوضى والتوتر الأمني، مع تسجيل ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة من عناصر الفصائل المحلية.
تمكّنت الفصائل المحلية المنضوية تحت غرفة عمليات موحدة في محافظة السويداء، جنوب سورية، من السيطرة على العديد من المواقع والمقرات المهمة في مركز المدينة، ومدينتي شهبا وصلخد، بما في ذلك مباني الشرطة وحزب "البعث" ومبنى المحافظة والسجن المركزي. هذه العمليات أسفرت عن تحرير حوالي 550 سجيناً ومعتقلاً، بينهم أفراد اختفوا منذ 14 عاماً.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الفصائل المحلية، اليوم الجمعة، فرضت سيطرتها على مبنى المحافظة، قيادة الشرطة، فرع حزب "البعث"، السجن المركزي وعدد كبير من الحواجز العسكرية التابعة للجيش والقوى الأمنية في السويداء. كما أضافت المصادر أن الفصائل تفرض حصاراً على بعض الأفرع الأمنية، بالتزامن مع مفاوضات تجرى مع قطع عسكرية تابعة للنظام السوري لتسليم نفسها.
وأكدت المصادر أن عدد المساجين والمعتقلين الذين جرى تحريرهم من سجن السويداء المركزي يُقدّر بحوالي 550 سجيناً ومعتقلاً ينحدرون من مختلف المحافظات السورية.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال الناشط محمد العلوش، المنحدر من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، إن الشاب حمدو عبد الحكيم السليمان كان من بين المعتقلين الذين حُرّروا من السجن المركزي في مدينة السويداء. وأضاف أن السليمان اعتُقل قبل 14 عاماً خلال حملة اعتقالات واسعة نفذتها قوات النظام السوري عند دخولها مدينة كفرنبل عام 2011. وقد حُكم عليه لاحقاً بالسجن المؤبد بتهمة "الإرهاب".
وأوضح العلوش أن سبب اعتقال السليمان يعود إلى توقيفه عند حاجز أمني نصبته قوات النظام أمام منزله في كفرنبل. أثناء تفتيش جواله، وجد عناصر الحاجز تسجيلاً مصوراً يظهر طائرة مروحية تقصف مواقع في مدينة معرة النعمان خلال "جمعة العشائر"، وهو اليوم الذي شهد أول قصف جوي للنظام السوري على المدن. هذه الحادثة كانت السبب في توجيه التهمة التي أدت إلى سجنه لسنوات طويلة.
وأفادت المصادر بأن عدد عناصر قوات النظام الذين سلموا أنفسهم في محافظة السويداء حتى مساء اليوم الجمعة بلغ حوالي 200 عنصر، بالإضافة إلى انشقاق العشرات منهم. وأشارت إلى أن معظم مخافر الشرطة في المحافظة أخلت مواقعها، رغم أن المجموعات المحلية لم تطلب منهم الإخلاء.
كذلك لفتت المصادر إلى أن الفصائل المحلية تواصل حصار رادار قينة، الذي يُعد أعلى موقع بين محافظتي السويداء ودرعا جنوبي سورية. وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد استهدفه مرات عدة بسبب احتوائه على منظومات دفاع جوي ورادارات تشويش. بالتزامن مع هذا الحصار، تواصل المجموعات المحلية تقدمها نحو فوج "نجران" للدفاع الجوي في ريف السويداء الغربي، كما تقترب من مطار "خلخلة" في الريف الشمالي، مع استمرار الاشتباكات العنيفة في المنطقة.
وأكدت المصادر أن عدد القتلى في مدينة السويداء بلغ حتى الآن ثلاثة أشخاص، بينهم مدني لا ينتمي لأي جهة عسكرية، إضافة إلى إصابة ثلاثة من عناصر الفصائل المحلية. يأتي ذلك في ظل حالة من الفوضى والتوتر الأمني التي تشهدها المنطقة نتيجة الاشتباكات المستمرة.
وفي هذا السياق، أصدرت غرفة العمليات قراراً بفرض حظر تجوّل في المحافظة اعتباراً من الساعة التاسعة مساء اليوم الجمعة وحتى التاسعة مساء غدٍ السبت، بهدف الحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين وسط التصعيد الأمني.