سورية: اندماج فصائل عدة معارضة شمال حلب تحت مسمى "تجمع الشهباء"

03 فبراير 2023
يرى متابعون أن الاندماج يأتي بدفع مع "تحرير الشام" لتوسيع نفوذها (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت فصائل عدة متحالفة مع "هيئة تحرير الشام"، وتعمل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" المعارض، الحليف لتركيا، بريف حلب شمالي سورية، الاندماج تحت مُسمى "تجمع الشهباء"، وذلك "لرصّ الصفوف، دفاعاً عن مناطق سيطرة المعارضة ضد أي هجوم محتمل"، بحسب بيان لها، أمس الخميس.

وقال البيان إنّ فصائل "حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي"، و"لواء التوحيد"، و"حركة نور الدين الزنكي"، إلى جانب "الفرقة 50"، اندمجت تحت مُسمى "تجمع الشهباء"، إلا أن مصادر مُطلعة من "الجيش الوطني السوري"، أكدت في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "حركة نور الدين الزنكي" لم تندمج بكل مكوناتها، وإنما أحد القطاعات فقط، موضحة أنّ "لواء الفتح" و"الفوج الأول"، وهما أكبر الكتل وأقواها لدى أبناء مدينة تل رفعت، والمنضويان تحت مُسمى "لواء التوحيد"، رفضا الاندماج.

وأوضحت المصادر أنّ "لواء الزنكي" هو من اندمج ضمن "تجمع الشهباء" بقيادة أحمد رزق، مضيفةً أنّ "حركة نور الدين الزنكي" لديها كتل عسكرية عدة موزعة على فصيل فرقة "السلطان مراد" بقيادة أبو بشير معارة، وعزت أبو الفدا باسم "كتائب حق"، وكتلة ضمن فصيل "لواء الشمال" بقيادة علي الحسن، وكتلة ضمن فصيل "فيلق الشام" بقيادة أبو اليمان باسم "اللواء الثالث"، وكتلة ضمن فصيل فرقة "سليمان شاه" بقيادة محمد محمود باسم "لواء الغربي".

ويرى الباحث في مركز "جسور للدراسات"، وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "التجمع الجديد يعد شكلاً من أشكال التأثير الكبير الذي أصاب (الفيلق الثالث) بعد النزاع الفصائلي الأخير والذي كانت (هيئة تحرير الشام/النصرة سابقاً) جزءاً منه".

ولفت علوان، إلى أنّ "التجمع الجديد سيكون أقرب لـ(فرقة الحمزة) و(فرقة السلطان سليمان شاه)، وسيكون مناوئاً لـ(الفيلق الثالث) الذي لا يزال في حالة حل المشكلات الداخلية وإصلاح العلاقات الخارجية ومحاولة التماسك من جديد".

وشدد علوان على أنّ "التجمع الجديد يؤكد أنّ (الجيش الوطني) مظلة اسمية لا تعكس أي واقع تنظيمي، وأن وزارة دفاع الحكومة المؤقتة منفصلة عن الفصائل"، مشيراً إلى أنّ الفصائلية في شمال حلب لا تزال "حالة سائلة غير منضبطة، ويُتوقع استمرار التحالفات أو الانشقاقات بناء على مصالح متبادلة، خاصة أن أدوات (هيئة تحرير الشام) حاضرة حتى في غير مناطق نفوذها".

من جانبه، قال أبو حمدان الأرفادي قائد "لواء الفتح"، في منشور له على صفحته الرسمية في "فيسبوك": "بعيداً عن المصطلحات الدينية التي ترفع رايات التوحد وما هي إلا كذبة جاءت لتفرق المفرق، وبعيداً عن الحديث باسم الثورة المباركة التي باتت شعارات للمكاسب والمعابر، وبعيداً عن الشعب المكلوم الذي ما كَلَمه إلا سلب قرار معاركنا وسياستنا، نحن لواء الفتح نعلن الانشقاق عن الفرقة 50 وعن الجبهة الشامية والوقف على الحياد التام إلى وقت انزياح الغمة"، بحسب تعبيره.

إلى ذلك، أعلنت قطاعات "حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي" في كلٍ من مدينة جرابلس وبلدتي عبلة وتل بطال بريف حلب الشرقي، عن "رفضها الانخراط في أي اندماج لم يستشاروا به"، موضحين أنّ التجمع الجديد "لا يعنيهم بشيء".

هل يوجد أي دور لـ"هيئة تحرير الشام" وراء الاندماج؟

بدوره، قال القيادي في "حركة أحرار الشام"، أحمد القسوم، المعروف باسم أبو عزام سراقب، في تغريدة له على "تويتر" عقب إعلان الاندماج: "وما يعدهم الجولاني إلا غروراً"، وذلك في إشارة إلى الفصائل التي اندمجت مع "حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي" المُقربة من "هيئة تحرير الشام" وزعيمها أبو محمد الجولاني.

من جهته، أوضح قيادي عسكري في فصائل "الجيش الوطني السوري"، فضّل عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ لـ"هيئة تحرير الشام" وزعيمها أبو محمد الجولاني يداً في هذه التحركات، مشدداً على أنّ "هدف (تحرير الشام) هو زيادة الشرخ بين فصائل (الجيش الوطني السوري)".

وأضاف "عندما رأت (تحرير الشام) أنّ (الجيش الوطني) ذاهب في اتجاه تسلم وزارة الدفاع زمام الأمور، باتت تعرف أنّ ذلك يعني نهايتها الحتمية وفشل مشروعها الذي تعمل عليه"، مُشيراً إلى أنّ "هذا الاندماج مدعوم من (هيئة تحرير الشام) بشكل كُلي، حتى ولو قيادة هذا التكتل أنكرت ذلك".

ودخلت "هيئة تحرير الشام" إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" في "غصن الزيتون" وتحديداً منطقة عفرين ومعبطلي بريف حلب الشمالي، في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، لمؤازرة فصيل "فرقة الحمزة" الذي هاجمته فصائل "الفيلق الثالث" بعد تورط مجموعة من الفرقة باغتيال الناشط محمد عبد اللطيف المعروف باسم "أبو غنوم" في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

وعلى أثرها، دعمت فصائل عدة "هيئة تحرير الشام" في قتالها ضد فصائل "الفيلق الثالث"، مثل "فرقة سليمان شاه"، و"حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي"، الأمر الذي انتهى بسيطرة "حركة أحرار الشام - القاطع الشرقي" على معبر الحمران الفاصل بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف مدينة جرابلس الواقعة ضمن منطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب، حيث يعتبر المعبر أهم شريان اقتصادي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

ولا تزال هناك مجموعات أمنية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" تعمل بالخفاء ضمن فصائل "فرقة سليمان شاه"، و"فرقة الحمزة"، و"حركة أحرار الشام - القطاع الشرقي" في مدينة عفرين وناحية معبطلي بريف حلب الشمالي، وذلك بعد إعطاء الجيش التركي مُهلة لـ"تحرير الشام" لمغادرة منطقة غصن الزيتون في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.

المساهمون