سورية: الاحتلال الإسرائيلي يحاول طرد سكان قرى القنيطرة الحدودية

السويداء

ضياء الصحناوي

المثنّى - القسم الثقافي
ضياء الصحناوي
مراسل "العربي الجديد" في دمشق.
12 ديسمبر 2024
سوريون يرفضون محاولات الاحتلال لطردهم من قرى القنيطرة
+ الخط -
اظهر الملخص
- رفض سكان بلدتي الحرية ورسم الرواضي في القنيطرة إخلاء منازلهم رغم أوامر قوات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لردع الاحتلال والعودة إلى حدود اتفاقية 1974.
- القوات الإسرائيلية تمنع قوات حفظ السلام الأممية من أداء مهامها، وتفرض حصاراً على القرى، مما يثير احتجاجات محلية تطالب بتدخل دولي وعربي.
- اجتماع بين أهالي القرى وضباط الاحتلال أسفر عن اتفاق لبقاء السكان في منازلهم وتسليم الأسلحة الثقيلة، مع ضمانات بعدم الفوضى وحماية الممتلكات.

قالت مصادر من بلدتي الحرية ورسم الرواضي في محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمرت السكان، اليوم الخميس، بإخلاء منازلهم إلا أنهم رفضوا.

وقال أحد سكان قرية رسم الرواضي لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، إن "جنود الاحتلال يحاولون طردنا من منازلنا بالقوة بعد أن يئسوا من إقناعنا بالنزوح طوعاً"، مطالباً "المجتمع الدولي بالتحرك لمساعدة أهالي القنيطرة في وجه آلة الاحتلال الإسرائيلية، وإجبارها على التراجع إلى حدود اتفاقية عام 1974". وأشارت مصادر في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن القوات الإسرائيلية تمنع قوات حفظ السلام الأممية من أداء مهامها الرادعة لأي عمليات عسكرية على جبهة الجولان، وفق قرارات الهدنة في عام 1974.

وناشد أهالي القرى والبلدات السورية في القنيطرة المحافل الدولية لردع إسرائيل عن عمليات التوغل التي وصفوها بالعدوانية، مطالبين بالانسحاب التام من هذه المناطق.

الصورة
الاحتلال يجري عمليات حفر قرب القنيطرة / سورية 11 ديسمبر 2024 (Getty)
الاحتلال يجري عمليات حفر قرب القنيطرة / سورية 11 ديسمبر 2024 (Getty)

وقال مصدر آخر من القنيطرة لـ"العربي الجديد"، إن "هناك نوايا للخروج باحتجاجات رافضة للتوغل الإسرائيلي الأخير، والمطالبة بتدخل دولي وعربي وإقليمي للضغط على المحتلين"، مشدداً على أنّ "هذا المشهد القاتم مرفوض جملة وتفصيلاً، وهو استغلال لضعف الشعوب وانتهاك لحرياتهم، وهذه القوات وآلياتها تشكّل خطراً على أهالي القنيطرة وسورية عموماً".

وعن تطورات المشهد، لفت المصدر إلى أن "هذه القوات تتمركز أمام مبنى المحافظة في مدينة البعث، وتفرض حصاراً على قرى الحميدية والصمدية والحرية ورسم الرواضي، وتضايق السكان وتطبق عليهم منع تجوال، وتمنع الإعلاميين من البث والتصوير، وأحياناً ترهبهم بالرصاص الذي يرهب صوته أطفالنا"، مضيفاً: "لقد أطفأوا شعورنا بالفرحة والخلاص من المستبد بشار الأسد، لم ننعم بفرحة هذه اللحظة حتى غزتنا قواتهم، بحجة تأمين حدودها".

وكان وفد من أهالي قرى وبلدات القنيطرة قد التقى الثلاثاء مع ضباط من قوات الاحتلال الإسرائيلي في مديرية الصحة بالتنسيق مع قوات الإندوف، وذلك بعد توغل قوات الاحتلال في قرى "الحرية، الحميدية، الصمدية، رسم الرواضي"، وبناءً عليه تقرر بقاء الأهالي في بيوتهم مع تسليم أي سلاح ثقيل عن طريق المجتمع المحلي لقيادة الشرطة، مع التأكيد على منع الفوضى والحرص على أملاك القاطنين.

من جانب آخر، يزعم جيش الاحتلال أن التوغل لا يعدو كونه إجراء احترازياً لتأمين الحدود، وأن احتلال المحافظة ليس مطروحاً، في حين تحدثت مصادر إعلامية عن نزوح عدد من سكان المدينة باتجاه قرية خان أرنبة مع بداية التوغل خوفاً من الاعتقال، الأمر الذي شككت مصادر "العربي الجديد" به، معتبرة أن ما حدث عبارة عن حركات نزوح فردي إن حدثت.

بدورها، تحدّثت صحيفة "الثورة" المحلية عن اتفاق أهلي لشقّ طريق غرب قرية كودنة حتى لا تدخل قوات الاحتلال القرية، ما يضمن تسهيل تقديم الخدمات لأهالي القرية والقرى المجاورة، ويسمح لهم بالتجوال داخل قراهم وممارسة أعمالهم اليومية، مُشيرةً إلى أنّ الاتفاق قضى بضرورة إعادة الدوام في مبنى المحافظة خلال أيام، وضرورة الحصول على ضمانات بتراجع قوات الاحتلال حتى جسر المشتل.

ذات صلة

الصورة
سوريون يصطفون أمام البنك المركزي في دمشق لاستبدال عملات، 30 ديسمبر 2024 (Getty)

سياسة

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخفيف بعض العقوبات على سورية، بغرض السماح بالمعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سورية
الصورة
مساعدات قطرية في مطار دمشق الدولي - سورية - 2 يناير 2025 (إكس)

مجتمع

وصلت طائرة مساعدات ثالثة من دولة قطر إلى مطار دمشق الدولي، من ضمن الجسر الجوي القطري الذي أُطلق لإيصال الإمدادات إلى الشعب السوري بعد إطاحة نظام بشار الأسد.
الصورة
عناصر من جيش سورية الوطني، منبج 7 ديسمبر 2024 (حسين ناصر/الأناضول)

سياسة

يدور صراع دام في الأيام الأخيرة بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وفصائل سورية منضوية في "الجيش الوطني السوري" التي تحاول السيطرة على سد تشرين.
الصورة

سياسة

لعب الأسد على جميع الحبال، إلى أن لفظه الحليف قبل العدوّ، وفرّ عاريًا في ليلة دمشقية باردة، وأخذ معه قاعدة النفوذ الإيراني المتقدّمة في بلادنا