سورية: اشتعال الجبهات ضد "داعش"

21 مارس 2016
فصائل بالمعارضة أعلنت قرى خاضعة لـ"داعش" مناطق عسكرية(يوسف حمس/الأناضول)
+ الخط -
مع دخول الهدنة السورية أسبوعها الرابع، بالتزامن مع تواصل المحادثات السياسية في مدينة جنيف السويسرية، بدأت تتجلى، خلال الأيام الأخيرة، ملامح محاولة مختلف القوى على الأرض في سورية، لتعزيز صورتها كقوة فاعلة في محاربة المجموعات المصنفة إرهابياً، والتي بقيت المناطق الخاضعة لها، خارج الهدنة، بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2268. إذ بدأت المقاتلات الجوية الروسية، في الأيام الماضية، باستهداف الرقة، أبرز معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية، بكثافة غير مسبوقة، كما أنها تنفذ منذ أسابيع هجمات مماثلة في مدينة تدمر، التي يشهد محيطها، حملة برية واسعة من قِبل قوات النظام السوري، لاستعادتها من "داعش".

ومع استمرار المعارك بين التنظيم وفصائل المعارضة السورية المسلحة في مناطق التماس في ريف حلب الشمالي، بدت الصورة كأن كل الجبهات مع "داعش"، اشتعلت دفعة واحدة مع مختلف القوى التي تريد إثبات فاعليتها بمحاربة التنظيم، الذي بدوره شن هجماتٍ جديدة، سواء ضد المعارضة السورية، أو قوات النظام. فقد شنّ مسلحو "داعش"، فجر أمس الأحد، هجوماً واسعاً في محيط المدينة الصناعية في الشيخ نجار، شمال شرقي مدينة حلب. وذكرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، أن مقاتليه سيطروا على قرية كفر صغير، التي تبعد نحو كيلومترين إلى الشمال من المدينة الصناعية، فيما تواصلت المواجهات على عدة محاور هناك، بالتزامن مع شن طيران النظام، غاراتٍ استهدفت عناصر "داعش" عند أطراف المدينة.

وكان التنظيم شن هجماتٍ في مناطق التماسّ مع فصائل المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، إذ إن عدة قرى بمناطق التماس شهدت الأسبوع الماضي، تبادل السيطرة عليها بين الطرفين. وكانت فصائل عدة في المعارضة السورية، منها فيلق الشام، وفرقة السلطان مراد، أعلنت عدة قرى خاضعة لسيطرة "داعش" بشمالي حلب، مناطق عسكرية، منها قرى دويبق، احتيملات، ضاهرين، صورين، كفرة، صندرة ومزارعها، شويرين، وذلك تمهيداً لشن هجوم يهدف إلى طرد عناصر التنظيم منها.

اقرأ أيضاً: مجزرتان في الرقة السورية.. والضحايا بالعشرات

أما في وسط وشرقي البلاد، فقد شهدت تدمر في ريف حمص الشرقي، أمس الأحد، مزيداً من الغارات الروسية، بالتزامن مع المعارك الدائرة في محيط المدينة، بين تنظيم "داعش" وقوات النظام، التي تحاول السيطرة على المدينة. وكانت قوات النظام قد أحرزت تقدماً بارزاً في سبيل ذلك، تمثّل في سيطرتها على عدد من المرتفعات التي تطل على مدينة تدمر، وتُسهل السيطرة عليها نارياً. فقد أعلنت وكالة "سانا" التابعة للنظام، فرض قوات النظام السيطرة على تلة العرين قرب مدينة التمثيل شمال غربي تدمر، فيما كانت أشارت أيضاً إلى تقدمٍ آخر لقوات النظام في ريف حمص الجنوبي الشرقي، إذ "فرضت سيطرتها على ثنية حيط وثنية راشد وجبل رواسي الطوال وتل كردي وسلسلة روابي الطحين وجبل جبيل المشرف على القريتين" التي تبعد نحو سبعين كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مركز مدينة حمص.

بموازاة ذلك، أفادت مصادر محلية في دير الزور، لـ"العربي الجديد"، بوقوع "اشتباكات، فجر أمس الأحد، بين قوات النظام وتنظيم "داعش" على جبهات مناطق البغيلية، الحويقة، حويجة صكر، وفي محيط المطار العسكري"، من دون حصول أية تغييرات في مواقع السيطرة هناك. لكن قوات النظام تمكنت، قبل يومين، من إحراز تقدّم على حساب "داعش" في بعض مناطق الطريق الدولي بين تدمر ودير الزور.

في السياق نفسه، كانت مدينة الرقة قد شهدت، خلال اليومين الماضيين، غاراتٍ روسية كثيفة، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، إذ إن الغارات كانت، بحسب ما أكد الناشط الإعلامي مهاب الناصر، لـ"العربي الجديد"، "عشوائية واستهدفت أسواقا وشوارع مكتظة، من دون التركيز على مقراتٍ للتنظيم، كما جرت العادة بغارات التحالف".

وكان بيان لوزارة الدفاع الأميركية ذكر، مساء السبت، أن طائرات التحالف نفذت غارة استهدفت موقعاً لـ"داعش" قرب منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، إضافة إلى 25 ضربة على مواقع التنظيم في العراق. لكن مع شنّ الطيران الروسي الغارات الكثيفة في الرقة، برزَ تساؤلٌ حول وجود تفاهمات أميركية-روسية في هذا الصدد، إذ إن العادة جرت، على أن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هو من كان يستهدف التنظيم في الرقة ومحيطها سابقاً.

اقرأ أيضاً: عشرات الغارات الروسية بتدمر.. وتواصل المعارك بين النظام و"داعش"

المساهمون