سورية: إصابات واعتقالات جراء تصدّي هيئة تحرير الشام لتظاهرات في إدلب

17 مايو 2024
من تظاهرات في بنش ضد هيئة تحرير الشام، 1 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في محافظة إدلب السورية، شهدت مناطق عدة احتجاجات تخللها هجوم من قبل هيئة تحرير الشام أسفر عن إصابات وحالات اختناق بين المتظاهرين.
- هيئة تحرير الشام نفذت حملة اعتقالات طالت إعلاميين ونشطاء، مع تعرض بعض المعتقلين للضرب، مما يبرز استخدام الهيئة للقمع ضد المعارضين.
- المتظاهرون يطالبون برحيل زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، وإعادة تشكيل مجلس الشورى بمشاركة وجهاء المحافظة، في ظل تصاعد التوترات والقيود المفروضة على السكان.

أُصيب عدد من المتظاهرين في مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمالي سورية، جراء مهاجمة عناصر جهاز الأمن العام (الذراع الأمنية في هيئة تحرير الشام) تظاهرات، بعد صلاة الجمعة، ترافق معها اعتقال نشطاء إعلاميين ومدنيين.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن ثلاثة مدنيين على الأقل أُصيبوا اليوم، جراء هجوم نفذه عناصر جهاز الأمن العام على المتظاهرين في مدينة بنش بريف إدلب الشرقي، كما تعرّض عشرات المتظاهرين للاختناق بسبب استخدام عناصر الهيئة القنابل المُسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.

وأكدت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أن عدداً من المتظاهرين تعرضوا لكسور خطيرة جراء هجوم مجموعات أمنية تتبع هيئة تحرير الشام على المتظاهرين في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، فيما سجلت حالات اختناق نتيجة استخدام القنابل المُسيلة للدموع.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن جهاز الأمن العام تمكن من فض تظاهرة أخرى بالقوة عند دوار الساعة في مدينة إدلب، وذلك بعد هجوم على المتظاهرين بالعصي والهراوات، في حين أغلقت الهيئة جميع الطرق المؤدية إلى مدينة إدلب منذ صباح اليوم، لمنع وصول المتظاهرين من المدن والبلدات المجاورة إليها.

هيئة تحرير الشام تعتقل إعلاميين ونشطاء

وعلى صعيد الاعتقالات، لفتت المصادر، إلى أن عناصر جهاز الأمن العام المنتشرين على مدخل مدينة بنش أقدموا على توقيف الناشط الإعلامي، أنور عبد اللطيف، العامل ضمن جريدة زمان الوصل، في حين اعتدى عناصر الأمن العام بالضرب على أحد المصورين أثناء فض التظاهرة بالقرب من مدينة بنش، شرق المحافظة.

وفي السياق، جرى اعتقال الناشط الإعلامي أيهم البيوش على حاجز أمني في بلدة كفردريان بريف إدلب الشمالي.

وقال أبو محمد، وهو أحد المتظاهرين المشاركين في احتجاجات مدينة بنش، لـ "العربي الجديد"، إن "متظاهري المدينة اتجهوا بعد صلاة الجمعة إلى مدينة إدلب للمشاركة في المظاهرة، لكن حاجز جهاز الأمن العام حاول اعتراضهم، وعند وصولهم إلى منطقة يُطلق عليها اسم الحصون تقع بين إدلب وبنش، تعرضوا لكمين من أمنيي الهيئة".

وأضاف أبو محمد: "هذا مشابه تماماً لما حدث يوم جمعة الزحف في عام 2011 في الاحتجاجات ضد النظام"، وفق تعبيره. وأكد أن "عناصر الهيئة اعتدوا على المتظاهرين بالعصي والهراوات، وعندما قام المتظاهرون بضرب السيارات المُصفحة التي تهاجمهم بالحجارة، أقدم عناصر الهيئة على إطلاق الرصاص الحي في الهواء".

وأشار إلى أن المتظاهرين اضطروا إلى الانسحاب إلى مدين بنش، "بعد وقوع إصابات نتيجة الضرب المُبرّح بالعصي وتعرّض عدد كبيرمنهم للاختناق".

وكان جهاز الأمن العام قد نشر صباح اليوم الجمعة، عشرات الحواجز المدججة بالعناصر والسلاح على جميع المداخل والمخارج للمدن والبلدات التي شهدت احتجاجات ضده في أرياف محافظة إدلب الشرقية والغربية والشمالية، ترافق معها منع المدنيين من خارج المدن الدخول إليها، باستثناء عوائل عناصر الهيئة والمحسوبين عليها، وذلك لمنع وصول المتظاهرين إلى نقاط جامعة فيما بينهم.

ولا تزال مطالب المتظاهرين تتمثل برحيل زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، وحل مجلس الشورى، وحل جهاز الأمن العام، وتشكيل مجلس شورى من وجهاء المحافظة بعيداً عن حكومة الإنقاذ وفصائل المنطقة.

المساهمون