أنهت "الفرقة الرابعة" التابعة لجيش النظام السوري وجود مليشيا الدفاع الوطني في مدينة الميادين وريفها شرقي دير الزور، بعد أن ضمّت ما تبقى من عناصر إلى صفوفها، وأبقت معظمهم في النقاط والقطاعات التي كانوا يعملون فيها.
وقال الصحافي في شبكة نهر ميديا عهد الصليبي، لـ"العربي الجديد"، إن الفرقة بدأت عملية إنهاء وجود الدفاع الوطني المشكّل من مدنيين موالين للنظام في مدينة الميادين وريفها قبل عدة أشهر، وازدادت الوتيرة عندما أطلق النظام عملية "مصالحة" في المنطقة بهدف تسوية أوضاع المطلوبين أمنياً للنظام.
وأوضح أن قيادة "الفرقة الرابعة" أرسلت أخيراً بطاقات للعناصر المسلحين الذين ما زالوا يعملون تحت جناح الدفاع الوطني، وأبقت بعضهم في القطاعات والنقاط التي كانوا يعملون فيها، لافتاً إلى أن هذه الخطوة اتبعها النظام في الريف الشرقي لدير الزور فقط، حيث تكثر المليشيات المدعومة من إيران، بينما ما زالت قوات الدفاع الوطني موجودة في المناطق الأخرى من ريف مدينة دير الزور.
وفي السياق، قالت وكالة زيتون المحلية إن 50 عنصراً من الدفاع الوطني انشقوا عن المليشيا وانضموا إلى مليشيا الحرس الثوري الإيرانية، لعدم استلامهم رواتبهم منذ أكثر من ستة أشهر.
وأوضحت أن العناصر المنشقين التحقوا بمركز عياش التابع لمليشيا الحرس الثوري، لافتة إلى أن سبب التحاقهم بمركز عياش بالذات هو كونهم من أبناء تلك المنطقة الواقعة على أطراف مدينة دير الزور.
وكان موقع "فرات بوست" قد أشار في وقت سابق إلى أن الغاية من حل المليشيات وضمها إلى "الفرقة الرابعة" هي سيطرة الأخيرة تماما على كل المعابر النهرية والطرق، وفرض المزيد من الإتاوات ونقل نشاط السطو إلى الأرياف المجاورة.
وأضاف الموقع أن القوات الروسية أبلغت قيادة جيش النظام، في المنطقة الشرقية، بضرورة حل المليشيات كخطوة ثانية بعد تنفيذ مخطط "التسويات" خلال الفترة الماضية في محافظة دير الزور.
ويقود "الفرقة الرابعة" شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد.
وتشكلت قوات الدفاع الوطني التي تتلقى دعماً روسياً في 2013، عندما أعلن النظام عن تشكيل قوات رديفة للجيش تتفرغ للمهام القتالية، وأسهمت بشكل كبير في سيطرة النظام على مساحات واسعة من المعارضة.
قائد "قسد" ينتقد التحالف
قال القائد العام لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي إن هناك مواقف من جانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لوقف الهجمات التركية، لكنها لا ترقى لوقف الهجمات على المنطقة، وأشاد بالدور الروسي لوقف هذه الهجمات، وحذّر في الوقت نفسه من أن أي هجوم تركي قد يقوض العمليات ضد محاربة الإرهاب وتنظيم "داعش".
وأوضح عبدي، في مؤتمر صحافي بمحافظة الحسكة اليوم الجمعة، أن التهديدات التركية ضد مدن منبج وتل رفعت وعين العرب (كوباني) مستمرة، وهناك تحضيرات عسكرية، وسوف يهاجم الجيش التركي وقوات المعارضة في أي وقت تسنح لها فيه الفرصة، وأكّد التزام "قسد" بالاتفاق الذي وقّعه الروس مع تركيا عام 2019، الذي نصّ على انسحاب القوات الكردية إلى عمق 30 كيلومتراً.
وأشار إلى أن التهديدات تستهدف التجربة الديمقراطية شمالي وشرقي سورية عامة، والوجود الكردي بشكل خاص، وتقسيم سورية، وإغلاق الطريق أمام الحل السياسي للأزمة السورية، واتهم في نفس الوقت القوات التركية وقوات الجيش الوطني بعدم الالتزام بالاتفاق وارتكاب انتهاكات بحق سكان المنطقة.
وعبّر عن خشيته من تدهور الحالة الأمنية في السجون والمخيمات، وتزايد نشاط تنظيم "داعش"، وخاصة مع انخفاض وتيرة العمليات الأمنية، لافتاً إلى أن الموقف الدولي غير كاف لردع الهجمات، مؤكداً حصول "قسد" على معلومات حول استعداد "داعش" لمهاجمة مخيم الهول.
ووصف عبدي الجهود الأميركية بالإيجابية، لكنه أشار إلى أنها غير كافية للحد من هذه الهجمات، ورحب بالجهود الروسية الهامة لإيقاف التصعيد، وبيّن أن قوات النظام السوري عزّزت وجودها على حدود المناطق المهددة في أرياف منبج وتل رفعت وعين العرب.
وتشهد محاور العملية التركية المحتملة هدوءاً شبه تام، تخلله وصول تعزيزات عسكرية جديدة من الجيش التركي إلى ريف حلب الشمالي، ضمّت آليات ثقيلة ومواد لوجستية وذخائر.