اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن الوثيقة التي تحمل تفاصيل التسوية المحتملة مع لبنان "لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه"، مضيفاً أن ما يهمه فعلاً "حرية العمل" العسكري لجيش الاحتلال في لبنان، و"سحق أعداء إسرائيل" والكف عن سياسة "الاحتواء".
وقال سموتريتش في حديث لإذاعة 103 العبرية، اليوم الخميس: "آخر ما يهمني هو ما سيُكتب في الوثيقة التي لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه. ما يهم أن يكون للجيش الإسرائيلي حرية العمل، ولا مزيد من الاحتواء لعقود (كما كان). لقد سحقنا حزب الله، ويجب الحفاظ على هذا الإنجاز. حزب الله يتوسّل للتوصل إلى تسوية. نحن لا نتّكل على الجيش اللبناني، ولكننا نعتمد على الله وعلى أنفسنا. لقد انتهينا من الاحتواء والسماح للأعداء بالتطوّر لأننا لا نريد هدوءاً مصطنعاً".
وزعم الوزير المتطرف أن حزب الله "يتوسّل" لوقف الحرب وأن غزة "لا تهمه ولا حتى إيران"، مضيفاً: "لكننا لن نسمح له بإعادة التسلّح وتعزيز قوته. أقول بصدق، لا أعتبر هذه الوثائق ذات قيمة، فهذه الاتفاقيات لا تساوي شيئاً. الأمر يعتمد علينا فقط. لقد انتهينا من الاحتواء، وهذا يتطلب الكثير من الشجاعة وتغيير مفهومنا. هذا يعني أنه إذا حاول أحدهم إدخال ذرة سلاح من سورية إلى لبنان، (فإننا) سنهاجم، وإذا كان هناك إرهابي يرفع رأسه، سنهاجم. لن يكون هناك تهديد من لبنان على دولة إسرائيل".
وقال سموتريتش: "من الواضح أنه سيكون هناك شيء مكتوب في الاتفاقية، لكن هذا غير مهم. أنا أعتمد على استخباراتنا، وعلى طائراتنا، وعلى جنودنا الشجعان. لست متأكداً من أننا جميعاً نفهم تماماً ما حدث لنا في السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023). نحن الآن نسحق أعداءنا، وكل من يرفع رأسه يجب أن يتلقّى مطرقة بوزن 500 كيلو. لا أريد الدخول في التفاصيل"، مشيراً إلى إقامة "شريط (منطقة) أمني معقّم، حيث لا يوجد فيه حزب الله، ومن سيطبّق ذلك، نحن فقط. الأمر يعتمد علينا فقط".
وتأتي تصريحات سموتريتش فيما يجري الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين مباحثات في إسرائيل حاملاً معه الرد اللبناني "الإيجابي" على بنود التسوية المقترحة، بعد تأكيدات من المسؤول نفسه بأنه حقق تقدماً خلال المحادثات التي أجراها الثلاثاء والأربعاء في بيروت.
وأعلن هوكشتاين، الأربعاء، تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل، في تصريحات جاءت بعد وقت قصير من انتهاء اجتماعه الثاني مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري. وتُعَدّ جولة الوسيط الأميركي الحالية الأكثر جدية منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في مسعى للتوصل إلى اتفاق تهدئة.