استمع إلى الملخص
- اتهم سفير روسيا في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، الجيش الأوكراني باستخدام مواد كيميائية ونفى تلقي بلاده صواريخ باليستية من إيران، محذراً من عواقب ضرب أوكرانيا لروسيا بصواريخ طويلة المدى.
- نائب السفيرة الأميركية، روبرت وود، اتهم روسيا بالكذب والدعاية، مؤكداً توقيع اتفاق بين إيران وروسيا لتوريد مئات الصواريخ، وانتقد دعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية.
تبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات في جلسة لمجلس الأمن خصصت لبحث نقل الأسلحة إلى أوكرانيا بطلب من روسيا، اليوم الجمعة، حيث هددت موسكو من أن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى تطاول العمق الروسي يعني أنّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) دخل في "أعمال عدائية"، مذكرة بأنها "قوة نووية في النهاية".
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والممثلة السامية لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، في إحاطة لها خلال الجلسة، إنّ "توفير المساعدات العسكرية ونقل الأسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية تواصل منذ الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، ذلك الاجتياح الذي انتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وقالت المسؤولة الأممية في سياق نقل الأسلحة لأوكرانيا إنّ ذلك شمل أسلحة ثقيلة كالمدرعات والطائرات والمروحيات والنظم المدفعية والمسيرات والذخائر وغيرها. وفي ما يخص نقل الأسلحة لروسيا، قالت "هناك تقارير تفيد بأن دولاً نقلت أو ستنقل مسيرات وصواريخ باليستية وذخائر إلى القوات المسلحة الروسية، وأنها استخدمت أو سوف تستخدم في أوكرانيا. لا داعي للقول إن أي نقل للأسلحة يجب أن يمتثل للقانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي تفرض عقوبات وتدابير تقليدية على عمليات النقل هذه".
وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة أن تقوم الدول التي تنتج وتصدر الأسلحة والذخائر بالتحرك "بشكل مسؤول في كل خطوة من خطوات نقل الأسلحة لمنع ورصد أي سوء استخدام لتلك الأسلحة"، مضيفة أنّ "تقييم الأخطار قبل النقل وتحديد العلامات وحفظ السجلات كما قدرات التعقب والتحقيق هي خطوات ذات أهمية بالغة"، وتحدثت عن استمرار الأعمال العدائية ومقتل أكثر من 11 ألف مدني أوكراني وجرح أكثر من 24 ألفاً آخرين، وأشارت إلى تقارير حول استهداف أوكرانيا لمواقع داخل روسيا، ما أدى إلى سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.
روسيا تحذر من مساعدة أوكرانيا
من جهته، قال سفير روسيا في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إنّ الجيش الأوكراني "يفقد السيطرة على بلدة تلو الأخرى، ليس فقط في شرق أوكرانيا ولكن في مناطق أخرى"، متهماً الجيش الأوكراني باستخدام مواد ومكونات كيميائية في حربه. ويشار هنا إلى أن الأمم المتحدة وجهات مستقلة أخرى لم تؤكد المزاعم الروسية بخصوص استخدام أوكرانيا مكونات كيميائية.
ونفى مندوب روسيا أن تكون بلاده قد تلقت صواريخ باليستية من إيران، محذراً من عواقب سماح الدول الغربية لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ طويلة المدى. وأضاف المندوب الروسي: "يمكننا القول الآن وبثقة إن الغرب اتخذ قراراً برفع الحظر عن استخدام المعدات العسكرية ضد روسيا"، وشدد على أنه "إذا سمح الغرب لأوكرانيا بالفعل بضرب روسيا بصواريخ طويلة المدى، فإن دول حلف شمال الأطلسي ستكون في حرب مباشرة مع روسيا، وفي هذا الحالة سنأخذ القرارات ذات الصلة مع كامل التبعات. وسيكون حلف شمال الأطلسي طرفاً مباشراً في أعمال عدائية ضد قوة نووية. ويجب عدم نسيان ذلك وعليكم التفكير بالعواقب".
وأضاف نيبينزيا أنّ "الاستراتيجية الغربية كما نراها، بحسب وثائق وزارة الخارجية، تقول إنّ البنتاغون طلب أخيراً رسم نموذج للأثر المحتمل لحرب نووية في شرق أوروبا"، مشيراً إلى أن الوحدات العسكرية الأوكرانية التي اجتاحت جزءاً من الأراضي الروسية "قامت بذلك بدعم من دول غربية وضد مدنيين روس".
من جهته، اتهم نائب السفيرة الأميركية روبرت وود روسيا بالكذب والدعاية، وقال "إن إيران وروسيا وقعتا عام 2023 اتفاقاً لتوريد مئات الصواريخ التي تحتاجها روسيا لتنفيذ عدوانها على أوكرانيا. ودرب إيرانيون، الصيف الماضي، عسكريين روساً على استخدام صواريخ باليستية إيرانية قصيرة المدى". وقال الدبلوماسي الأميركي إنّ روسيا تلقت هذا الشهر أول شحنة من هذه الصواريخ من إيران، وتحدث عن وصول مدى تلك الصواريخ إلى 75 ميلاً "ما يمنح روسيا القدرة على تدمير المزيد من البنية التحتية لأوكرانيا قبل الشتاء". ورأى وود أن الشراكة بين الطرفين "ستسمح لإيران بالاستمرار بأنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وحول العالم".
وتحدث المندوب الأميركي عن أنّ أولوية بلاده ودول أخرى تتمثل في بناء "قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية، ومن الواضح من الهجمات (الروسية) أننا لا نستطيع أن نتوقف عن ذلك. وسوف نعمل مع أوكرانيا لضمان حصولها على القدرات اللازمة للدفاع عن نفسها ضد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تشنها روسيا".
ووجه وود انتقادات واتهامات شديدة اللهجة للصين، وقال "إنها تعمل على إطالة أمد العدوان الروسي من خلال شراكة بلا حدود ودعمها الواسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، وكل هذا يمكّن روسيا من مواصلة شن الحرب على أوكرانيا. إن الصين تنقل مواد ذات استخدام مزدوج، مثل مكونات الأسلحة والمعدات والمواد الخام، لصالح وزارة الدفاع الروسية، ويشمل ذلك الآلات والإلكترونيات الدقيقة والبصريات وتكنولوجيا المسيرات والصواريخ، والتي تستخدمها روسيا لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الأوكرانية. فكيف يمكن للصين أن تكون داعمة للسلام بينما تدعم استمرار روسيا في الحرب؟".
من جهته، عبر نائب المندوب الصيني غينغ شوانغ عن قلقه من استمرار تدفق الأسلحة وتفاقم حدة الحرب في أوكرانيا، وشدد على أن أولوية بلاده تكمن في خفض التصعيد، ودعا أطراف النزاع إلى إعادة إطلاق محادثات السلام وتوفير الدعم لذلك. ورداً على الاتهامات الأميركية قال نائب المندوب الصيني: "قدم ممثل الولايات المتحدة سرديات مغلوطة شوهت مواقف الصين وأنا مضطر للإجابة"، مضيفاً "لم تتسبب الصين في الأزمة في أوكرانيا وليست طرفاً في النزاع، ولم توفر أسلحة لأي طرف ولدينا أحكام صارمة على السلع مزدوجة الاستخدام. نواصل تجارتنا مع كل الدول بما فيها روسيا وأوكرانيا، موقفنا غير منحاز ولا ندعم أو نفضل أي طرف".