سجال أميركي إيراني في مجلس الأمن بسبب المسيّرات والاتفاق النووي

20 ديسمبر 2022
تبادلت أميركا وإيران الاتهامات بالتسبب في توقف المفاوضات حول الاتفاق النووي (Getty)
+ الخط -

دخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في اشتباك مع إيران وحليفتها، روسيا، داخل أروقة مجلس الأمن بسبب مزاعم الغرب تزويد طهران موسكو بطائرات مسيّرة تشن هجمات في أوكرانيا، وبسبب أيضاً توقف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي.

واتهمت واشنطن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريس بـ"الرضوخ للتهديدات الروسية، والفشل في إطلاق تحقيق حول هذا الشأن".

وخلال اجتماع مثير للجدل لمجلس الأمن الإثنين بشأن القرار الذي يؤيد الاتفاق النووي بين إيران وست دول كبرى، تبادلت الولايات المتحدة وإيران الاتهامات بالتسبب في توقف المفاوضات بشأن عودة إدارة الرئيس جو بايدن للاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018.

وشدد أمير سعيد ايرواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، على أن فريق التفاوض الإيراني "مارس أقصى درجات المرونة" في محاولة التوصل لاتفاق، بل وقدم "حلا مبتكرا للقضايا العالقة بهدف كسر الجمود". لكنه زعم أن نهج الولايات المتحدة "غير الواقعي والمتشدد" أدى لتوقف المحادثات في الوقت الحالي بشأن اتفاقية عام 2015، والمعروفة باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

وأضاف ايرواني: "لنوضح الأمر: الضغط والترهيب والمواجهة ليست حلولا، ولن تؤدي إلى شيء. إيران مستعدة لاستئناف المحادثات وترتيب اجتماع وزاري في أقرب وقت ممكن لإعلان استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة. هذا يمكن تحقيقه إذا أظهرت الولايات المتحدة إرادة سياسية حقيقية. الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة".

وفي حديثه أمام ايرواني، قال روبرت وود، نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة: "باب المفاوضات لا يزال مفتوحا لعودة أميركية-إيرانية متبادلة لتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كامل".

لكنه أضاف: "تصرفات إيران ومواقفها كانت مسؤولة عن منع هذه النتيجة. كانت الصفقة التي وافق عليها جميع الأطراف في المتناول في سبتمبر/أيلول الماضي، وحتى إيران كانت مستعدة للتوقيع. ولكن في اللحظة الأخيرة، قدمت إيران مطالب جديدة غير منصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي تعرف أنه لا يمكن تلبيتها"، بحسب وود.

وذكر أن سلوك طهران منذ سبتمبر -لا سيما فشلها في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوسيع برنامجها النووي دون أي غرض مدني مشروع- عزز شكوك الولايات المتحدة بشأن استعداد إيران وقدرتها على التوصل لاتفاق، وهذا يشرح سبب عدم وجود مفاوضات نشطة منذ ذلك الحين".

وفي ختام اجتماع مجلس الأمن، طلب وود الكلمة لدحض تصريحات ايرواني، وقال: "مطالب إيران الدخيلة ورفضها لجميع مقترحات التسوية هي سبب عدم العودة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة".

وقال وود: "لذا دعوني أقول ببساطة، الكرة ليست في ملعب الولايات المتحدة. بل على العكس، الكرة في ملعب إيران".

من جانبها، قالت باربرا ودوارد، سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة- والتي لا تزال بلادها طرفاً في الاتفاق النووي- إن التصعيد النووي الإيراني "يجعل التقدم في خطة العمل أكثر صعوبة بكثير".

وقالت: "اليوم يتجاوز إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب حدود خطة العمل الشاملة المشتركة بما لا يقل عن 18 مرة، كما أن طهران تواصل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لدولة لا تمتلك برنامج أسلحة نووية".

مسؤولة أممية: يبدو أن مساحة الدبلوماسية تتقلص بوتيرة سريعة

وقالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، "يبدو أن مساحة الدبلوماسية تتقلص بوتيرة سريعة".

وأشارت إلى تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن إيران تعتزم تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة في مفاعل نطنز، وإنتاج المزيد من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمائة في مفاعل فوردو لتخصيب الوقود، وهو مستوى قريب من المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي.

وأكد ايرواني أن جميع الأنشطة النووية الإيرانية "سلمية"، وقال إن بلاده مستعدة لإشراك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حل القضايا العالقة بشأن "الضمانات النووية".

(أسوشييتد برس)

المساهمون