ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي بالتحرك والرد على روسيا وخطواتها الأخيرة المتعلقة بـ"الاستفتاء"، وضم أراضي أوكرانيا، كما حربها على بلاده.
جاء ذلك خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، عبر تقنية الفيديو، خلال اجتماع طارئ عقده المجلس، الثلاثاء، لنقاش "الاستفتاء" الروسي على جزء من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.
وقال زيلينسكي إن المجتمع الدولي يجب أن يعزل روسيا بشكل كامل، ردا على كل ما تقوم به، بما في ذلك "الفيتو"، وإخراج روسيا أو تجميد عضويتها من جميع المؤسسات الدولية، وفرض عقوبات دولية جديدة وصارمة عليها.
وناشد المجتمع الدولي تقديم مزيد من الأسلحة، والمساعدات المادية الضرورية لبلاده في حربها ضد روسيا، فبلاده تدافع في حربها "عن القانون الدولي وليس فقط عن استقلال وسلامة أوكرانيا"، مشددا على ضرورة أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية دولية.
وختم الرئيس الأوكراني كلمته بالقول: "اعتراف روسيا بهذا الاستفتاء الزائف كأمر واقع، وتنفيذ سيناريو القرم في محاولة إضافية لضم أراضي أوكرانيا، يعني أنه لم يعد هناك أي شيء للحديث عنه مع الرئيس الروسي. إن ضم الأراضي يضعه (بوتين) وحيدا في مواجهة الإنسانية بأكملها. ونحتاج لموقف حاسم من كل دولة".
إلى ذلك قالت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، خلال إحاطتها أمام المجلس، إن أوكرانيا شهدت المزيد من أعمال التصعيد حين "أجرت سلطات الأمر الواقع في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا ما يسمى بـ"الاستفتاءات"، سُئل الأوكرانيون عما إذا كانوا يوافقون على انضمام مناطقهم إلى الاتحاد الروسي، وصُوّت في مراكز الاقتراع. كما توجهت سلطات الأمر الواقع إلى المنازل مع صناديق اقتراع برفقة جنود.
وشددت المسؤولة الأممية على أن "عملية "الاستفتاء" تلك تحدث في منطقة تشهد نزاعا مسلحا وخاضعة للسيطرة الروسية، وخارج الإطار القانوني والدستوري لأوكرانيا، ولا يمكن وصفها بأنها تعبير حقيقي عن الإرادة الشعبية".
وأكدت أن أي خطوات "أحادية الجانب تهدف إلى إضفاء الشرعية على محاولة الاستيلاء بالقوة من قبل دولة على إقليم دولة أخرى، مع الادعاء بأنها تمثل إرادة الشعب، لا يمكن اعتبارها قانونية بموجب القانون الدولي"، مضيفة أن الأمم المتحدة ملتزمة "بسيادة أوكرانيا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دوليا، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وتطرّقت المتحدثة إلى التصعيد العسكري في مناطق عديدة من أوكرانيا، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة سجّلت، منذ بدء الحرب، إصابة قرابة 15 ألف مدني، وقرابة 6 آلاف قتيل. وأكدت أن هذه الأرقام تشمل الحالات التي تم التحقق منها، ومن المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير، معبّرة عن قلق الأمم المتحدة "بشأن التلويح باستخدام الأسلحة النووية"، ووصفته بـ"غير المقبول".
من جهتها، وصفت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، "الاستفتاء" بالزائف. وقالت إن روسيا تهدف من ورائه إلى ضم تلك الأراضي الأوكرانية. وقالت إن بلادها تنوي تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول عدم قانونية الاستفتاء، وأنها ستتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشروع مشابه في حال قررت روسيا استخدام "الفيتو" ضد المشروع في مجلس الأمن الدولي، مؤكدة عدم اعتراف واشنطن بأي أراض تضمها روسيا أو تسعى لضمها.
ومن جهته دافع السفير الروسي في الأمم المتحدة، فاسيلي نبنزيا، عن الاستفتاء، مدعيا أن ذلك جرى بشكل شفاف وباحترام القواعد الدولية.
وكانت السلطات الموالية لروسيا في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا قد أعلنت، مساء الثلاثاء، فوز التصويت "بنعم" في استفتاء على ضمّها لروسيا نددت به كييف ودول غربية واعتبرته غير شرعي.
وأكدت المفوضية الانتخابية لهذه المنطقة أن 93.11% من الناخبين صوتوا لصالح الارتباط بروسيا، بعد فرز 100% من الأصوات، مع التنويه بأن هذه النتيجة ما زالت في الوقت الحالي أولية.
وجرت الاستفتاءات في منطقتي لوغانسك وخيرسون الخاضعتين للسيطرة الروسية في أوكرانيا، وفي المناطق المحتلة في إقليمي دونيتسك وزابوريجيا. وانتهت خمسة أيام من الاقتراع، الثلاثاء، وبدأ فرز الأصوات.
وينظر إلى الاستفتاء على نطاق واسع على أنه ذريعة للإعلان عن ضم روسيا الأراضي، تماماً كما ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014.