زعيم المعارضة التركية يعين مستشاراً اقتصادياً أميركياً

01 ديسمبر 2022
كلجدار أوغلو سيعلن السبت "رسالة المئوية الثانية"(أمين سنسار/الأناضول)
+ الخط -

أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الخميس، بتعيين زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، الكاتب الأميركي جيرمي ريفكين مستشاراً اقتصادياً له، الأمر الذي استدعى ردود أفعال عديدة.

وأكدت وسائل إعلام موالية ومعارضة ضم كلجدار أوغلو للمستشار الأميركي لفريقه، في ظل صمت من الحزب المعارض.

وذكر موقع "دوار" الإخباري، أن ريفكين سيلقي كلمة في اجتماع سيعقده حزب الشعب الجمهوري، السبت المقبل في إسطنبول، والذي سيعلن فيه كلجدار أوغلو "رسالة المئوية الثانية"، ويقصد بها المئوية الثانية لتأسيس الجمهورية التركية، ويبدو أنها رد على الرؤية المئوية التي أعلن عنها الرئيس رجب طيب أردوغان قبل أكثر من شهر.

ووفقاً لوسائل الإعلام، يتخذ الكاتب الأميركي مكاناً له إلى جانب كلجدار أوغلو وقيادات حزب الشعب الجمهوري المعارض.

وينتظر السبت المقبل أن يعلن كلجدار أوغلو عن رؤية جديدة مكونة من 13 مقترحاً لحل خمس مشاكل كبرى اقتصادية تعاني منها تركيا.

وبحسب مصادر الحزب للموقع، فإن المؤتمر الذي يعقده حزب الشعب الجمهوري السبت، سيتضمن رؤية الحزب الإصلاحية والاقتصاد الأخضر ومكافحة الفقر ومشاريع الاستثمار، وهو ما يشبه برنامج عمل الحزب الانتخابي.

وبحسب الموقع، فإن حزب الشعب الجمهوري دعا للمؤتمر الذي ينظم في إسطنبول، جميع المؤسسات الاقتصادية والجمعيات ورجال الأعمال والنقابات، والناشطين، ولم يدع له بقية الأحزاب المعارضة.

 

وسبق أن عمل جيرمي ريفكين، مستشاراً للمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل. وهو يعطي محاضرات منذ العام 1995 في مدرسة وارتون، ولديه أكثر من 20 كتاباً يتعلق بالتغيرات العلمية والتقنية وتأثيراتها على المجتمع والبيئة.

كما تمكن حزب الشعب من ضم الاقتصادي التركي البروفسور دارون عجم أوغلو إلى صفوفه، وهو سيلقي بدوره كلمة مصورة في مؤتمر السبت.

والمعروف أن البروفسور دارون عجم واحد من أهم الأكاديميين في العالم، ومحاضر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركية، وكان من داعمي سياسة حزب العدالة والتنمية الاقتصادية في بدايات حكم الحزب، قبل أن يتراجع عن ذلك.

في المقابل، قالت أصلي بايكال، ابنة رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق، دنير بايكال، والتي استقالت قبل أقل من شهر من الحزب المعارض، معلقة على تعيين الكاتب الأميركي مستشاراً لكلجدار أوغلو عبر "تويتر"، "يخوض كلجدار أوغلو الانتخابات إلى جانب مستشاره الأميركي جيرمي ريفيكن، وإن فاز بالانتخابات بالصدفة، فإن التنازلات سيتم الإعلان عنها بعد الانتخابات".

ولم يصدر عن حزب الشعب الجمهوري أي تعليق يؤكد أو ينفي صحة أنباء تعيين الكاتب الأميركي مستشارًا.

وعلى جبهة الحكومة، تلقى نعمان قورطولموش، نائب الرئيس رجب طيب أردوغان، في حزب العدالة والتنمية الحاكم، سؤالاً في حوار تلفزيوني على قناة "سي أن أن" تورك حول الموضوع، اليوم الخميس، مجيباً: "من غير الصائب القول أو التعليق بأي شيء قبل أن يصدر إعلان رسمي من حزب العدالة والتنمية حول الكاتب المذكور".

واستدرك بالقول: "سلوك حزب الشعب بهذا الإطار ليس غريباً علينا، حيث سبق أن تم تصدير كمال درويش (خبير اقتصادي دولي) إلى تركيا ووضعه مستشاراً إلى جانب حكومة بولنت أجاويد (في العام 2001)، وكلنا نتذكر كيف تم وضعه هنا عبر تصديره إلى تركيا".

وأكمل: "على حزب الشعب أن يبتعد عن هذه النوايا، وأعلم أن هؤلاء الأشخاص محترمون (الكاتب الأميركي والاقتصادي عجم أوغلو)، هذا أمر مختلف، ولكن مشاكل تركيا لا يمكن حلها عبر أخطاء من مثل تصدير الأسماء، لا ننصح بذلك لأنها طريقة مجربة وقديمة".

ومن المنتظر أن يحصل تفاعل أكبر من هذا التعيين وسجالات سياسية حولها، خاصة مع اقتراب موعد إعلان حزب الشعب الجمهوري لخطته الاقتصادية بعد يومين.

وتشهد الأجندة السياسية التركية حالة تجاذب كبرى مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، والتي من المنتظر أن تجري في يونيو/حزيران من العام المقبل، ووصفها الرئيس التركي بأنها مفترق طرق، وتسعى المعارضة عبر رص صفوفها للوصول إلى الحكم بعد 20 عاماً من سيطرة حزب العدالة والتنمية على مقاليد الحكم في البلاد.
 

المساهمون