- تصاعدت التوترات في منطقة إدلب مع زيادة القصف من قبل النظام السوري وروسيا، مما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين ونزوح الآلاف، وسط مخاوف من عمليات عسكرية وشيكة.
- نفت "هيئة تحرير الشام" أي تعاون مع أوكرانيا، مؤكدة أن التصريحات الروسية تهدف لتبرير استمرار الهجمات على الشعب السوري بعد فشلها في تحقيق انتصارات.
زعم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أن النظام الأوكراني يقوم بتدريب عناصر من "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) العاملة في منطقة إدلب، شمال غرب سورية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية. وقال لافروف، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية، إنه "على أراضي سورية، يقوم نظام فولوديمير زيلينسكي (الرئيس الأوكراني)، بالتنسيق مع الأميركيين، بتدريب الإرهابيين من تنظيم هيئة تحرير الشام على استخدام تقنيات جديدة لإنتاج الطائرات بدون طيار لغرض العمليات القتالية ضد القوات المسلحة الروسية في أراضي سورية"، وفق تعبيره.
وادعى لافروف أن "التحالف الغربي يواصل ضرب الأراضي السورية، وهو ما يلهم نظام كييف للقيام بأنشطة إرهابية مماثلة في المناطق الروسية، يتم خلالها تعريض المدنيين والبنية التحتية المدنية للهجمات، بمساعدة مباشرة من الغرب نفسه". وتأتي المزاعم الروسية التي تزايدت في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع التصعيد من قبل قوات النظام السوري وروسيا والميليشيات الإيرانية في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، والتي تضم أجزاء من أرياف حلب واللاذقية وحماة، شمال غرب سورية، من خلال القصف المدفعي والصاروخي والطائرات المُسيّرة الانتحارية.
وأسفر التصعيد عن مقتل وجرح عشرات المدنيين خلال سبتمبر/ أيلول الفائت، في حين شهدت أرياف حلب وإدلب خلال الأسبوع الماضي نزوح أكثر من 4280 شخصاً إلى المناطق الآمنة نسبياً شمال سورية نتيجة التصعيد مع زيادة المؤشرات باحتمالية حدوث عمليات عسكرية في المنطقة. وكان أبو مسلم الشامي قائد القوات الخاصة لدى "هيئة تحرير الشام" قد نفى في 19 سبتمبر الفائت الادعاءات التي تداولتها وسائل إعلام روسية عن وجود أي تعاون بين "تحرير الشام" وأوكرانيا وإرسال مقاتلين من الهيئة للمشاركة إلى جانب القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية في أوكرانيا، واستقبال مدربين أوكرانين في منطقة إدلب.
وشدد على أن "تحرير الشام لم تتواصل مع أي جهة خارجية بقصد إرسال جنود للقتال معها"، مضيفاً "لم نستقبل أحداً للتدريب على بعض أنواع الأسلحة من أوكرانيا أو من غيرها". وأشار إلى أن "المحتل الروسي أراد بهذه التصريحات محاولة العثور على اتهامات جديدة ليستمر بقتل الشعب السوري"، لافتاً إلى أن "هذه التصريحات جاءت بعد إفلاس الاحتلال الروسي في الشام من تحقيق أي انتصار وبدء انكسار حملته أمام صمود الشعب الأوكراني"، وفق تعبيره.
وكانت الاستخبارات الروسية قد وجهت اتهامات يوم الثلاثاء الفائت، إلى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا بالتحضير لتنفيذ هجمات كيميائية شمال غربي سورية، ونسبها للنظام السوري، فيما أكدت فصائل المعارضة السورية لـ "العربي الجديد"، أن روسيا دائماً تستخدم هذا التشويش الإعلامي قبل كُل مرة من استخدام السلاح الكيميائي في سورية، مشددةً على أن الفصائل مستعدة لأي هجوم محتمل على منطقة إدلب أو استغلال الظرف المناسب لشن هجوم.