رسالة أميركية "توبّخ" مسؤولين إسرائيليين لتجويعهم غزة بلا خطوات ضغط

31 أكتوبر 2024
أطفال فلسطينيون بخانيونس في طوابير للحصول على الطعام، 28 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وجهت الإدارة الأميركية توبيخاً لإسرائيل لعدم التزامها بإدخال 350 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، مما أثار قلقاً دولياً بشأن تداعيات الشتاء.
- يعترف جيش الاحتلال بتنفيذ "خطة الجنرالات" لتجويع وتهجير سكان شمال غزة، حيث يمنع عودة سكان جباليا، وتهدف الخطة لدفع السكان جنوباً.
- شهد أكتوبر انخفاضاً كبيراً في المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث بلغت 26,399 طناً مقارنة بـ87,445 طناً في سبتمبر، مما يثير الشكوك حول نوايا الاحتلال.

وبّخت الإدارة الأميركية مسؤولين إسرائيليين كباراً، مؤكدة في رسالة لهم أنه "حتى الآن، رغم الطلب (الأميركي)، لم يحدث تغيير كبير في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". ورغم الرسالة الأميركية، إلا أنه لا توجد مؤشرات إلى إجراءات فعلية لإجبار الاحتلال على تنفيذ طلبات واشنطن. يأتي ذلك في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر والإبادة في القطاع، ويمنع عودة سكان جباليا إلى منازلهم، فيما يعترف بتطبيق أجزاء من "خطة الجنرالات" التي تهدف إلى تجويع وتهجير السكان.

وذكرت إذاعة "كان ريشيت بيت" العبرية، اليوم الخميس، أن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع أقلّ بكثير من طلب الولايات المتحدة دخول حوالي 350 شاحنة يومياً، وعليه جاءت رسالة "التوبيخ".

منذ حوالي أسبوعين، أرسل وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان لويد أوستن وأنتوني بلينكن رسالة إلى إسرائيل أشارا فيها إلى أنها لم تفعل ما يكفي في مسألة إدخال المساعدات الإنسانية، مع التركيز على شمال القطاع. وعليه، حذّرا من أنه إذا لم يحدث تغيير في غضون 30 يوماً فسيؤثر ذلك على إرسال أسلحة أميركية لإسرائيل.

وعلى الرغم من التحذير، لم تلتزم إسرائيل بالطلب الأميركي. وقبل يومين، دخلت فقط حوالي 25 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر بيت حانون (إيريز)، وفقاً للإذاعة العبرية، إضافة إلى 46 شاحنة مساعدات دخلت القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.

تثير هذه البيانات "قلق" الأميركيين، وكذلك المجتمع الدولي الذي يخشى عواقب الشتاء القريب وعدم زيادة المساعدات للقطاع، كما قد تعتبر هذه المعطيات دليلاً دامغاً آخر على تجويع الاحتلال المتعمّد لسكان قطاع غزة.

قبل شهر تقريباً، عارض رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، زيادة حصة المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة. وقال بار خلال مشاورات أمنية: "ليس علينا أن نتميّز في الموضوع الإنساني. يجب الوصول إلى الحد الأدنى وفقاً للقانون الدولي، وذلك بمثابة رافعة للمفاوضات".

هآرتس: جيش الاحتلال يعترف بتنفيذ أجزاء معينة من "خطة الجنرالات"

في سياق متصل، أفادت صحيفة هآرتس، اليوم، بأن جيش الاحتلال يمنع عودة سكان جباليا إلى منازلهم تحت ضغط من المستوى السياسي، "على الرغم من أن أهداف العملية العسكرية التي بدأت في مطلع الشهر (الحالي) في شمال القطاع قد تحققت في معظمها. وفي هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كان، ومتى، سيُسمح لحوالي 50 ألفاً من السكان الذين تم إجلاؤهم بناءً على طلب الجيش، بالعودة إلى المنطقة".

وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال يعترف بتنفيذه "أجزاء معيّنة" من "خطة الجنرالات"، التي بادر إليها اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند.

تقترح الخطة ممارسة ضغط شديد على السكان في شمال القطاع، يشمل تجويعهم وتهجيرهم لدفعهم جنوباً، ومن يختار البقاء في شمال القطاع سيعتبر ناشطاً في حركة حماس ويمكن استهدافه.

وبحسب "هآرتس"، يعارض مسؤولون كبار في جيش الاحتلال وجهاز الشاباك تنفيذ الخطة كاملة، بما يشمل وقف المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، اعترف الجيش بأنه طُلب منه تنفيذ أجزاء من الخطة، والتي يزعم أنها تتماشى مع قواعد القانون الدولي. وتشمل الإجراءات المتخذة منع عودة سكان منطقة جباليا إلى منازلهم حتى إعادة تشكيل المنطقة وفقاً للاعتبارات الأمنية.

 

أكتوبر يشهد دخول الحد الأدنى من المساعدات إلى غزة

في سياق متصل، ذكرت صحيفة هآرتس، استناداً إلى معطيات وحدة منسّق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، أن كمية المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، هي الأدنى هذا العام. وفي الأسبوع الماضي، زعمت اسرائيل في المحكمة العليا أن الانخفاض في عدد الشاحنات التي تدخل إلى غزة بدأ في الثاني من أكتوبر، عشية رأس السنة اليهودية، وذلك بسبب الأعياد اليهودية، وتلقي تحذيرات محددة من هجمات في الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، وكذلك بسبب "احتياجات عملياتية مختلفة" لجيش الاحتلال، ناجمة عن النشاط في جباليا.

وبحسب "هآرتس"، تزعم وحدة المنسّق أن الانخفاض في كمية المساعدات التي دخلت إلى القطاع يعود إلى الأسباب المذكورة أعلاه، وإلى انخفاض كمية المساعدات الدولية، وليس القيود التي فرضتها حكومة الاحتلال. علاوة على ذلك، لا تزال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات تنتظر في الجانب الغزي من معبر كرم أبو سالم.

ووفقاً لبيانات وحدة منسّق الاحتلال، تم منذ بداية أكتوبر إدخال 26.399 طناً من المساعدات إلى القطاع مقارنة بـ87.445 طناً في شهر سبتمبر/ أيلول، معظمها عبر البر. وللمقارنة، تصل كمية المساعدات إلى 95.513 طناً في المتوسط شهرياً هذا العام، وفقاً للمعطيات الإسرائيلية. ورغم عدم سد المساعدات احتياجات القطاع، يمكن التشكيك أيضاً حتى في هذه المعطيات الإسرائيلية، في وقت تنتهج فيه دولة الاحتلال تجويع سكان غزة، كما تمنع جزءاً كبيراً من المساعدات من دخول القطاع.