رسائل إعلان "كتائب القسام" مقتل محتجز إسرائيلي: ضغط إضافي؟

13 اغسطس 2024
الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إعلان أبو عبيدة وتأثيره**: أعلن أبو عبيدة عن مقتل أسير إسرائيلي وإصابة اثنتين في غزة، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية عن المجازر وتأثيرها على الأسرى، مع تشكيل لجنة للتحقيق.

- **ردود الفعل والتحليل السياسي**: المحلل إبراهيم المدهون أشار إلى أن القسام نقلت واقعة حقيقية لتوعية الجمهور، مؤكداً أن حماس لا ترغب في تكرار الحوادث وفتحت لجان تحقيق.

- **التعاطي الإسرائيلي والإعلام**: الخبير صلاح العواودة أوضح أن التعاطي الإسرائيلي كان محدوداً بسبب الرقابة العسكرية، مستبعداً أن يؤدي الإعلان لعقد صفقة أو تسريعها.

الإعلام الإسرائيلي حاول التعتيم على الإعلان

خبير: حماس غير راغبة في تكرار مثل هذه الحوادث

من المستبعد أن يؤدي الإعلان إلى دفع الصفقة قدماً

أثار إعلان "أبو عبيدة" الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الاثنين، عن مقتل أسير إسرائيلي وإصابة اثنتين برصاص مجندين مكلفين بحراستهم في حادثتين منفصلتين في قطاع غزة، أسئلة عن جدوى الخطوة ورسائلها وتبعاتها على ملف إنهاء الحرب والوصول لصفقة التبادل.

وقال أبو عبيدة في بيان نشره عبر قناة "القسام" على "تليغرام": "في حادثتين منفصلتين قام مجندان من المكلفين بحراسة أسرى العدو بإطلاق النار على أسير صهيوني وقتله على الفور، بالإضافة إلى إصابة أسيرتين بجراح خطرة، وتجري محاولات لإنقاذ حياتهما". وحمّل أبو عبيدة حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن المجازر المرتكبة في غزة وما يترتب عليها من ردات فعل تؤثر في أرواح الأسرى الإسرائيليين، مشيراً إلى "تشكيل لجنة لمعرفة التفاصيل وسيجري لاحقاً الإعلان عنها".

وإن كان إعلان أبو عبيدة عن هذا ضمن "الحرب النفسية" وللضغط على أهالي الأسرى الإسرائيليين، إلا أنّ التعاطي الإسرائيلي معه لم يكن على قدر الرسالة وأهميتها، ما يعني أن الضوابط التي باتت تتحكم في الملف وإثارته داخلياً ليست حياة أو موت الأسرى، بل ما تريده الحكومة الإسرائيلية المتهمة من الجميع بإهمال الملف.

وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها كتائب القسام أو أي من فصائل المقاومة في قطاع غزة عن مقتل أسرى على يد حراسها، وهو حادث غير عادي في ظل محاولة الفصائل الدائمة لحفظ أرواحهم لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين. ويبدو أن المجازر المرتبكة بحق الفلسطينيين يومياً أدت لهذا التصرف، الذي يُنتظر من كتائب القسام إعلاناً آخر عن تفاصيل أكثر عنه.

وقال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون لـ"العربي الجديد"، إنّ القسام نقلت واقعة حقيقية لتضع الجمهور أمام مسؤولياته، حيث حدثت حالات غضب شديدة من جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعمليات القتل واستهداف الآمنين والمساجد والمدارس ومراكز الإيواء ما سبّب حالات "تفلت" أدت لمقتل أسرى. وأشار المدهون إلى أن "حماس" وضعت الرأي العام أمام هذه الحوادث، وهي غير راغبة في أن تتكرر وغير معنية بها ولذلك فتحت لجان تحقيق من أجل الحيلولة دون أن تتكرر، غير أنه لفت إلى أن "جرائم الاحتلال تجعل الجميع يخرج عن طوره".

وبين كذلك أنّ "هناك رفضاً لمثل هذه الأفعال من حماس نفسها"، مشيراً إلى أن الرسالة التي يحملها إعلان أبو عبيدة واضحة بأن "الاحتلال بجرائمه يُدخل الجميع في منطقة مُظلمة، ويضر الأسرى الذين يدعي سعيه لتحريرهم، بهذا السلوك العدواني".

ولم يكن التعاطي الإسرائيلي ملفتاً مع الإعلان، ويبدو أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تدخلت مرة أخرى لمنع انتشاره وتداوله في سياق أوسع. وعن هذا قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، صلاح العواودة لـ"العربي الجديد"، إنّ ردوداً قليلة ظهرت في الإعلام الرئيسي في إسرائيل حول إعلان القسام. وفيما جرى تناقل تصريحات لمتحدث الجيش قال فيها إنه يجري التحقق من مصداقية البيان، أشار الخبير إلى أن الإعلام الإسرائيلي "لا يركز على مثل هذه الأخبار لأنها تؤثر على الجبهة الداخلية والاحتجاجات".

وأوضح العواودة أنه "من الطبيعي أنّ يزيد الخبر من الاحتقان واحتجاجات أهالي الأسرى والداعمين لهم ضد الحكومة للمطالبة بعقد صفقة، ويقلق أكثر أهالي الأسرى، لكن تفسير الاحتلال للأمر يأتي في سياق ما يسميه الإرهاب النفسي على الجمهور الإسرائيلي".

وبين الخبير في الشأن الإسرائيلي كذلك أن سلسلة أخبار وإعلانات سابقة حول مقتل أسرى إسرائيليين من جراء القصف ومعاناة آخرين بسبب نقص الدواء وغير ذلك، تعامل معها الاحتلال بحذر شديد حتى لا تؤثر على أهالي الأسرى ليزيدوا من الضغوطات على الحكومة.

واستبعد العواودة أن يدفع الأمر لعقد صفقة أو تسريعها "حتى لو قتل كل الأسرى الإسرائيليين في غزة لأن المسألة مفصلية جداً عند (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، الذي يعتبر أن الحرب تمسّ بمستقبل إسرائيل ومستقبله، وهو مستعد لأن يفاوض لا أن يعقد صفقة تنهي الحرب".