استمع إلى الملخص
- شهدت جنين اشتباكات بين قوات الأمن ومقاومين، مما أدى إلى مقتل الشاب يزيد جعايصة. استنكرت حركة حماس العمليات واعتبرتها متماشية مع عدوان الاحتلال.
- دعت سرايا القدس إلى "يوم غضب" وإضراب عام، مؤكدة أن المقاومة هي الخيار للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وطالبت منظمات حقوق الإنسان بوقف العملية الأمنية.
قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إن الوضع في مخيم جنين بلغ "مرحلة لا يمكن السكوت عنها"، مشدداً على أهمية فرض الأمن والنظام أولويةً وطنية. وأضاف مصطفى، خلال اجتماع عقد اليوم السبت، في مقر محافظة جنين، "يؤسفنا أن الأمور وصلت إلى هذا الصدام واستخدام الأمن لبسط النظام، كنا نتمنى أن الأمور تسير بسلاسة، لكن هناك من يريد أن يخرب هذا البلد، وبصراحة شديدة نحن صبورون، لكن لا نقبل أن نرى تدمير بلادنا بعيوننا ونسكت، كفى صبراً، كفى حكمة وكفى مراضاة، وكفى وساطات، وصلنا إلى مرحلة أن السكوت أكثر من ذلك يعد تقصيراً، ونحن لا نريد أن نكون من المقصرين، نحن نقوم بواجبنا".
وكانت قوات الأمن الفلسطينية قتلت اليوم الشاب يزيد جعايصة، أحد قادة "كتيبة جنين" والمطلوب للاحتلال منذ سنوات، كما سقط عدد من الإصابات، وذلك خلال اشتباكات عنيفة منذ ساعات فجر اليوم بين قوات أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين في مدينة جنين ومحيط مخيمها.
وتابع مصطفى: "ما نقوم به اليوم هو أداء واجبنا تجاه الأغلبية، من أجل الحفاظ على الوطن والمخيم الذي نحترمه ونقدّر رمزيته الوطنية والسياسية، المخيم مكان مقدس، وأهله من خيرة الناس، لكن لا يمكن السماح لأحد بخطف المخيم منا". وتابع مصطفى: "هناك من بين أبناء جلدتنا، معرضون للتأثر بأجندات أجنبية تهدف إلى تخريب الوضع الداخلي الفلسطيني وإعاقة المشروع الوطني الفلسطيني".
وأشار مصطفى إلى أن القرارات التي أصدرها الرئيس محمود عباس بخصوص بسط الأمن وسيادة القانون تهدف إلى إنقاذ المخيم وأهالي جنين، الذين عانوا أكثر من سنتين، مؤكداً أن ما يجري من أجل إنقاذ الوطن لأن ما يحدث في مدينة ومخيم جنين له انعكاساته على بقية المحافظات الفلسطينية. وتطرق مصطفى إلى أهمية التنمية في المخيمات، قائلاً: "المخيمات رمز وطني يجب الحفاظ عليه، لكننا في الوقت نفسه نطمح إلى حياة كريمة لسكانها، نريد تنمية مستدامة ونشاطاً للشباب، نريد أن نرى المخيم مكاناً للتنمية".
وشدد مصطفى على أن القيادة الفلسطينية عازمة على استكمال هذا المشروع رغم العقبات، رغم التحديات التي يفرضها الاحتلال وما يجري في الإقليم. وأكد مصطفى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً على التنمية والتطوير بعد استعادة الأمن والاستقرار. وأضاف "المخيم يجب أن يتحول إلى مساحة للتنمية والعمل الجماعي، تعويضاً عن سنوات المعاناة الطويلة التي تحملها سكانه".
واستنكرت حركة حماس، في بيان، اليوم السبت، "استمرار قيام أجهزة السلطة الأمنية بملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال، وحالة الاستهداف المتصاعد والمتعمد لهم في جنين". وقالت إن الحملة "تتماهى بشكل تام مع عدوان الاحتلال وإجرامه، دون أي اكتراث لكل النداءات بكف يدها عن أبناء شعبنا ومقاومينا". ونعت الحركة "الشهيد القائد يزيد جعايصة الذي ارتقى برصاص أجهزة السلطة في جنين، بعد أيام قليلة من إعدام الفتى ربحي الشلبي"، وفق البيان، داعية كل الفصائل والقوى الوطنية و"كل مكونات شعبنا ومؤسساته القانونية والحقوقية لاتخاذ موقف حاسم".
من جانبها، دعت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، في بيان صحافي، اليوم السبت، إلى "يوم غضب" والإضراب العام والنفير الشامل في الضفة الغربية، والمشاركة في تظاهرةٍ شعبية تحت عنوان "دم الشهداء يوحدنا والعدو يتربص بنا"، إثر الاشتباكات التي يشهدها مخيم ومدينة جنين شمالي الضفة بين مقاومين وأمن السلطة الفلسطينية. وجاء في البيان: "لقد آن الأوان لأن تصل رسالتنا الكبرى إلى العدو وأعوانه بأن المقاومة نهجنا وخيارنا في الدفاع عن أبناء شعبنا وأحرار أمتنا".
كما دعا مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية اليوم السبت، قيادة السلطة إلى "اتخاذ قرارات فورية بوقف العملية الأمنية في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية". وقالت المنظمات في بيان صحافي، إنها "تتابع ببالغ الخطورة الأحداث المؤسفة التي تشهدها محافظات شمال الضفة الغربية، خاصة مدينة جنين ومخيمها؛ والتطورات الخطيرة المتلاحقة غير محمودة العواقب، والتي أدت إلى وفاة عدد من المواطنين ووقوع إصابات بين المواطنين وقوات الأمن".