ذي غارديان: داعش والنفط والهجرة وراء الدعم الغربي لـ"الصخيرات"

20 ديسمبر 2015
احتجاجات بليبيا تدعو لحوار ليبي ليبي (الأناضول)
+ الخط -

 قالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية إن ليبيا لم تعد لتحتل صدارة الأجندة الغربية بسبب معاناة الشعب الليبي، أو بسبب تهاوي الدولة الليبية، مشيرة إلى أن الدعم الغربي للاتفاق الذي تم مؤخرا بين الفرقاء الليبيين بمدينة الصخيرات بالمغرب، كان بفعل ثلاثة أسباب خارجية.


الصحيفة قالت إن السبب الأول الذي يؤرق بال الغرب هو وصول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى الشواطئ الليبية، وتداخل ذلك مع أنشطة التنظيم بسورية والعراق. أما السبب الثاني فهو تحول ليبيا في الأشهر الأخيرة إلى أحد أهم المراكز التي تنطلق منها عمليات الهجرة غير الشرعية نحو الأراضي الأوروبية. أما السبب الثالث فهو الأهمية الكبيرة التي يليها الغرب لاحتياطات النفط الليبي الكبيرة، والجهة التي ستمتلك في المستقبل صناديقها المالية السيادية، التي أشارت تقديرات سابقة إلى أن قيمتها تتجاوز 100 مليار دولار.

"ذي غارديان" دعت رئيس الوزراء البريطاني إلى التريث قبل شن أي ضربات عسكرية بليبيا، مثلما تم في العام 2011 من دون أدنى تفكير في العواقب، وذلك في إشارة إلى توقع بعض المسؤولين الدبلوماسيين أن يسمح كاميرون بشن ضربات جوية تستهدف "داعش" بدءا من هذا الأسبوع، ما سيجعل بريطانيا تحارب على ثلاث جبهات بعد العراق وسورية.

وتساءلت الصحيفة عما إن كان هذا التحرك العسكري معقولا وحكيما، حتى إن كان شرعيا وحصل على موافقة الأمم المتحدة.

كما أضافت الصحيفة أن جعل ليبيا أرضا للمعركة مرة أخرى يتناقض كليا مع جهود بناء الدولة، موضحة أنه من الأفضل لكاميرون عدم الانسياق وراء التدخل العسكري وأن يطلب من البرلمان مناقشة هذا الأمر، كما هو الحال بالنسبة لسورية.

مقال "ذي غارديان" لفت كذلك إلى أنه لا يوجد أدنى شك بأنه يتعين تسخير كافة الوسائل المتاحة لمواجهة محاولات تنظيم الدولة في الانتشار بمنطقة شمال أفريقيا، انطلاقا من مالي وتشاد، وربما حتى من شمال نيجيريا. وأضاف أن نفس هذا الأمر يسري على منطقة سيناء، حيث تعزز وجود "داعش" من خلال تنظيم "ولاية سيناء" الموالي له، وهو الحال نفسه بأفغانستان. ولفت المقال إلى أن استعمال كافة الوسائل المتاحة لا يعني التسرع باتخاذ خطوات غير مدروسة.

وختم المقال بالتساؤل عما إن كاميرون سيدعو إلى ضرب تنظيم "داعش" في أي مكان من العالم يظهر به متطرفون موالون له؟ وأضاف كيف سينتهي هذا الأمر؟ وعلق على ذلك بالقول هذه ليست سياسة واضحة المعالم، هذا الأمر لا ينبني على مخطط واضح. هذا مجرد ذعر.

المساهمون