"ذا غارديان" تكشف تفاصيل حملة تأثير إسرائيلية في الرأي العام الأميركي استهدفت الجامعات
استمع إلى الملخص
- الحملة بقيادة وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية، عميحاي شيكلي، تضمنت إطلاق 80 برنامجًا تحت "أصوات إسرائيل" بميزانية 8.6 ملايين دولار، تستهدف احتجاجات الطلاب ومنظمات حقوق الإنسان.
- "معهد دراسة معاداة السامية" بالتعاون مع وزارة شيكلي، أثر على الكونغرس الأميركي لبحث مزاعم معاداة السامية، مما أدى لتمرير قوانين تعيد تعريف "معاداة السامية" لتشمل الخطابات المنتقدة لإسرائيل.
نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس الاثنين، تفاصيل حملة تأثير إسرائيلية داخل الولايات المتحدة الأميركية، وتناولت في تحقيق مطول ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي من أجل التأثير بالرأي العام الأميركي بشأن مجريات الحرب على غزة، وقالت إن الأدلة التي توصلت إليها تظهر كيف أن تل أبيب أعادت تفعيل كيان مثير للجدل، ضمن حملة واسعة للعلاقات العامة، من أجل استهداف الجامعات الأميركية، وإعادة تعريف "معاداة السامية" في القانون الأميركي.
وأوضحت الصحيفة أن الكنيست استدعى في نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أسابيع على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية، عميحاي شيكلي، من أجل تقديم إحاطة أمام المشرعين بخصوص ما يمكن القيام به لمواجهة التظاهرات المتصاعدة الرافضة للحرب في صفوف الشباب بالولايات المتحدة الأميركية، وبالأخص داخل الجامعات النخبوية. وخلال تلك الجلسة قال شيكلي: "لقد قلت ذلك سابقاً، وسأعيده الآن، أعتقد بأننا يجب أن نكون في وضعية الهجوم، خصوصاً بالولايات المتحدة الأميركية". وأشارت "ذا غارديان" إلى أنه منذ تلك اللحظة قاد شيكلي حملة تستهدف كل من ينتقد إسرائيل.
وفي التفاصيل، قالت الصحيفة البريطانية إن الوزير الإسرائيلي طمأن المشرعين بأن هناك مخصصات مالية في الميزانية جرى رصدها لتنفيذ حملة استهداف الأصوات المنتقدة لإسرائيل، مشيرة إلى أن تلك الحملة تختلف عن حملات العلاقات العامة التقليدية. وأوضحت أن الحملة انطلقت بالفعل، وتضم 80 برنامجاً تتولى جهود الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي بشكل متناغم.
برنامج "كونسيرت"
كشفت صحيفة ذا غارديان أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعادت إطلاق برنامج "كونسيرت" المثير للجدل، الذي كانت تسميه سابقاً بـ"كيلا شلومو". أما وظيفة البرنامج، وفق تحقيق الصحيفة، فتتمثل في تنفيذ "أنشطة (تشكيل) الوعي الجماهيري" لاستهداف الرأي العام في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. وأفادت بأن برنامج "كونسيرت"، الذي أصبح يحمل اسم "أصوات إسرائيل"، جرى توظيفه سابقاً في الاشتغال مع الجماعات التي قادت حملة من أجل تمرير قوانين استهدفت حركة مقاطعة إسرائيل على مستوى الولايات الأميركية، بهدف معاقبة الأميركيين المنخرطين في المقاطعة، أو من يشاركون في تظاهرات سلمية ضد إسرائيل.
وبعد الحرب على غزة، بحسب الصحيفة، سخرت الحكومة الإسرائيلية هذا البرنامج من أجل استهداف احتجاجات الطلاب في الجامعات، ومنظمات حقوق الإنسان والأصوات التي تنتقد إسرائيل. وكشفت أن أنشطة "أصوات إسرائيل" جرى تنفيذها من خلال مؤسسات غير ربحية وكيانات أخرى لا تكشف عن مصادر تمويلها. وأضافت أن شيكلي أشرف منذ أكتوبر/ تشرين الأول وحتى مايو/ أيار على صرف نحو 8.6 ملايين دولار أميركي من الأموال التي خصصتها حكومة تل أبيب لإعادة تشكيل النقاش العام.
"معهد دراسة معاداة السامية على الصعيد الدولي والسياسة"
ووفق الصحيفة البريطانية، فإن الأمر لم يتطلب وقتاً طويلاً حتى تمكن "معهد دراسة معاداة السامية على الصعيد الدولي والسياسة"، أحد اللوبيات الأميركية التي تشتغل بشكل وثيق مع وزارة شيكلي، من "تحقيق انتصار كبير". وقالت إنه خلال جلسة استماع أجراها الكونغرس في ديسمبر/ كانون الأول لبحث مزاعم معاداة السامية في صفوف الطلاب الرافضين للحرب، استشهد عدد من المشرعين عن الحزب الجمهوري بمجلس النواب علانية ببحوث أجراها المعهد خلال استجواباتهم لرؤساء الجامعات.
وأشارت "ذا غارديان" إلى أن "معهد دراسة معاداة السامية على الصعيد الدولي والسياسة" واصل رسم معالم تحقيقات الكونغرس مع الجامعات بخصوص المزاعم بأن التظاهرات بخصوص انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان تحركها "معاداة السامية"، مضيفة أن المنظمة انخرطت بشكل عميق في الحملة لتمرير قوانين جديدة تعيد تعريف "معاداة السامية" كي تضم بعض الخطابات المنتقدة لإسرائيل.
في الأثناء، ذكر التحقيق أن مجموعات أميركية أخرى مرتبطة بـ"أصوات إسرائيل" قادت مجموعة من المبادرات من أجل حشد الدعم للاحتلال الإسرائيلي. وكشفت أن إحدى تلك المجموعات تدعى "المجلس الوطني لتمكين السود" نشرت رسالة مفتوحة من ساسة سود عن الحزب الديمقراطي يدعون خلالها إلى "التضامن مع إسرائيل". وأضافت أن مجموعة أخرى مؤيدة لإسرائيل تدعى "سايبرويل"، ويقودها أفراد سابقون في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ومسؤولون في "أصوات إسرائيل"، فرضت نفسها باعتبارها "شريكاً موثوقاً" لشركتي "تيك توك"، و"ميتا" لمساعدتهما المنصتين في رصد المحتوى وتحريره. وكشفت "ذا غارديان" أن تقريراً حديثاً من "سايبرويل" طلب من "ميتا" حذف الشعار الشعبي "من البحر إلى النهر، فلسطين حرة".