دير الزور: مقتل امرأة دهساً بمدرعة روسية و"قسد" تغتال أحد وجهاء عشائر المنطقة

22 فبراير 2022
أكد الأهالي أن عناصر المدرعة أكملوا طريقهم من دون إسعاف المصابين (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

قتلت امرأة وأصيب زوجها وطفلهما جراء دهسهم من عربة عسكرية تابعة للجيش الروسي في دير الزور شرقي سورية، بينما قتل رجل من وجهاء العشائر العربية بنيران عناصر "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وتوفيت سجى العواد، وأصيب زوجها ميزر ياسين المسيخ بجروح بليغة، بينما نجا طفلهما (6 سنوات) من الحادث وتعرض لرضوض في جسدهِ، حين دهست مصفحة روسية دراجتهم النارية التي كانوا يستقلونها.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن العربة المدرعة كانت تعبر الطريق مسرعة عند دوار الحلبية في المدخل الشمالي لمدينة دير الزور، وكانت قادمة من منطقة الصالحية شمال المحافظة.

وأضافت المصادر أن الرجل وزوجته مع طفلهما كانوا يستقلون الدراجة النارية وهم قادمون من ناحية بلدة حطلة، وأن المدرعة الروسية كانت تسير بسرعة عالية في طريق مخصص لمرور المدنيين، وليس طريقا عسكريا.

وأكدت المصادر أن أهالي المنطقة أسعفوا المصابين، أما المدرعة الروسية فواصلت طريقها من دون أن تتوقف.

وتكررت مثل هذه الحوادث عدة مرات في مناطق سيطرة النظام السوري التي تنفذ فيها القوات الروسية دوريات.

من جهة أخرى، داهمت دورية من "قسد" منزل "إبراهيم العمار" أحد وجهاء العشائر العربية في بلدة الدحلة بريف دير الزور الشرقي وأطلقت النار عليه ما أرداه قتيلاً على الفور.

وداهمت الدورية المنزل فجر اليوم وقامت بخلع بابه بعد رفض "العمار" تسليم نفسه لهم.

وأضاف المراسل أن "العمار" يعمل في تجارة الأسمدة والحبوب في المنطقة وهو من وجهاء عشيرة "البقارة" وواحد من أكبر تجار الأسمدة والحبوب في المنطقة، ونفى المراسل نقلاً عن مصادر وقوع اشتباك بين "العمار" وعناصر دورية "قسد"، التي لم تعلق على الخبر بعد.

وكانت "قسد" قتلت سابقاً العديد من الأشخاص خلال مداهمات نفذتها في دير الزور والرقة بحثاً عن متهمين بالانتماء لعناصر تنظيم "داعش".

من جانب آخر قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "قسد" داهمت منازل ومناطق في بلدة الكبر بريف دير الزور الغربي واعتقلت قرابة 20 شخصاً بتهم مختلفة وبهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.

وقالت المصادر إن طفلين أصيبا بجروح مساء أمس أحدهما بترت يده جراء انفجار مقذوف من مخلفات قصف النظام على بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي. وكانت المنطقة قد شهدت أمس وصول تعزيزات عسكرية من قوات النظام ترافقها دوريات من القوات الروسية.

استقالات بين عناصر "الشرطة المدنية" 

أعلن العشرات من العناصر والضباط العاملين في "قسم المهام الخاصة"، المنضوي ضمن صفوف لـ "الشرطة المدنية"، والتابعة لـ "الحكومة السورية المؤقتة" عن تقديم استقالتهم، اليوم الثلاثاء، على خلفية اعتداء مُسلح من قبل مجموعات "الشرطة العسكرية".

وأكدت مصادر مُطلعة لـ "العربي الجديد" أن "85 شرطياً بينهم 4 ضباط ورئيس (قسم المهام الخاصة) ضمن الشرطة المدينة، قدموا استقالتهم عصر اليوم الثلاثاء إلى قائد شرطة عفرين، وذلك إثر اعتداء عناصر الشرطة العسكرية على بعض عناصر الشرطة المدنية في مدينة عفرين شمال محافظة حلب".

وحصل "العربي الجديد" على نسخة ورقية من طلب الاستقالة الذي تم تقديمه بشكلٍ جماعي إلى قيادي شرطة مدينة عفرين لأسباب كما جاء في النسخة "عدم القدرة على حماية نفسي أثناء أداء المهمة".

وأوضحت المصادر أن "اشتباكات اندلعت بين عناصر الشرطة المدنية والشرطة العسكرية صباح الثلاثاء، إثر محاولة عناصر الأخيرة الحصول على مساعدات إغاثية بالقوة أثناء توزيع سلل غذائية من قبل منظمة (شفق) الإنسانية للمحتاجين في مدينة عفرين".

وأشارت المصادر إلى أن "الاشتباكات نتج عنها إصابة امرأة نازحة، وعنصرين آخرين من الشرطة المدنية، إثر إطلاق الرصاص عليهم بشكلٍ مباشر من قبل عناصر الشرطة العسكرية، الأمر الذي أدى إلى توقف توزيع المساعدات بشكلٍ مؤقت، نتيجة التوتر الأمني في المنطقة".

ولفتت المصادر إلى أن "العاملين في الشرطة المدنية ممن تقدموا باستقالتهم اليوم الثلاثاء، لن يعودوا إلى العمل حتى محاسبة من أطلق النار، ومنع انتهاكات الشرطة العسكرية في المنطقة وعدم تدخلهم في شؤون الشرطة المدنية".

استمرار الفلتان الأمني

وتشهداً مناطق سيطرة "الجيش الوطني" توتراً أمنياً في الآونة الأخيرة نتيجة تجاوزات وانتهاكات بعض الفصائل العاملة في "الجيش الوطني"، لاسيما تبني "غرفة العمليات الموحدة-عزم" الُمشكلة من عدة فصائل عسكرية عاملة في "الجيش الوطني"، تنفيذ قرارات اللجنة الثلاثية التي تم توكيلها للبت بقضايا متعلقة بقائد فرقة "السلطان سليمان شاه" المدعو محمد الجاسم المعروف باسم "أبو عمشة"، بالإضافة إلى خمسة قادة وإعلاميين يعملون في نفس الفرقة، والتي قررت عزل قائد الفرقة والخمسة الآخرين بعد ثبوت عدة قضايا في حقهم.

فيما أشارت مصادر مُطلعة لـ "العربي الجديد"، إلى أن "لجنة التحقيق المُكلفة بملف فصيل فرقة السلطان سليمان شاه، أفرجت مساء اليوم الثلاثاء عن القيادي عامر المحمد، وهو خال أبو عمشة، بالإضافة للإفراج عن وليد الجاسم قائد الجهاز الأمني في الفرقة، وهو شقيق قائد الفرقة أبو عمشة". 

وتشهد مناطق "درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام" فلتاناً أمنياً تزداد وتيرته يوماً بعد الآخر، من خلال عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة عسكريين في "الجيش الوطني"، وتفجيرات عبر عبوات ناسفة ودراجات نارية وسيارات مفخخة تستهدف الأسواق والمناطق المكتظة بالسكان، أسفرت عن مقتل وجرح عدة مدنيين، بالإضافة لقصف صاروخي ومدفعي بين الفينة والأخرى من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، يستهدف المناطق المأهولة بالسكان مثل إعزاز، وعفرين، والباب، شمال شرقي محافظة حلب.
 

المساهمون