- ألمانيا والنمسا اتخذتا إجراءات احترازية تشمل تحذيرات السفر وتعليق الرحلات الجوية إلى طهران، استجابةً للمخاطر المتزايدة واحتمالية الاعتقال التعسفي للأجانب في إيران.
- الأمم المتحدة والبيت الأبيض أعربا عن قلقهما من تصاعد التوترات، داعين إلى الهدوء ومحاولة خفض التوتر عبر الجهود الدبلوماسية لمنع تصعيد الموقف إلى حرب إقليمية.
نصحت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الجمعة، المواطنين الفرنسيين بعدم السفر إلى إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية في ظل تهديدات طهران بالرد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق في الأول من إبريل/ نيسان الجاري. وقالت وزارة الخارجية، في بيان على منصة إكس، إن أقارب الدبلوماسيين المقيمين في إيران سيعودون إلى فرنسا، وإنه أصبح من المحظور على موظفي الخدمة المدنية الفرنسيين القيام بأي مهام في إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية البريطانية على موقعها الإلكتروني، الجمعة: "تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر إلى كل أجزاء إسرائيل". بدورها، نصحت نيودلهي رعاياها بعدم السفر إلى إيران وإسرائيل حتى إشعار آخر نظرا "للموقف السائد في المنطقة"، وذكرت وزارة الخارجية الهندية أن الهنود في إيران وإسرائيل عليهم اتباع "أقصى التدابير الاحترازية الخاصة بسلامتهم وأن يقيدوا تحركاتهم للحد الأدنى".
في الشأن ذاته، قالت وزارة الخارجية البولندية إنها نصحت في تحديث لتوجيهات السفر اليوم الجمعة، بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان. وقالت الوزارة في بيان: "لا يمكن استبعاد حدوث تصعيد مفاجئ للعمليات العسكرية، وهو ما قد يسبب صعوبات كبيرة في مغادرة هذه الدول الثلاث"، مضيفة أن "أي تصعيد قد يؤدي إلى قيود كبيرة على حركة الطيران وعدم القدرة على اجتياز المعابر الحدودية البرية".
من جهتها، حثت ألمانيا مواطنيها، اليوم الجمعة، على مغادرة إيران، قائلة إنّ هناك مخاطر من تصعيد مفاجئ في التوتر الحالي بين طهران وإسرائيل، مع احتمال اعتقال السلطات الإيرانية لمواطنين ألمان على نحو تعسفي. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن بلاده تأخذ التوتر القائم بين إسرائيل وإيران على محمل الجد. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه، في العاصمة برلين.
وأكد شولتز، أنه وأعضاء حكومته يبذلون ما بوسعهم في ما يخص احتواء التوتر الإسرائيلي الإيراني، ويبحثون الأمر على نطاق واسع. وتابع: "شأننا كشأن الكثير من الشركاء، نرسل الرسائل الصحيحة ونبذل ما بوسعنا للحيلولة دون أي عمل عسكري".
وفي السياق، قالت شركة الخطوط الجوية النمساوية اليوم الجمعة، وهي آخر شركة بغرب أوروبا لا تزال تسير رحلات إلى إيران، إنها ستعلق جميع رحلاتها من فيينا إلى طهران حتى 18 إبريل/ نيسان في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة. وواصلت النمسا رحلاتها لإيران لفترة أطول من شركتها الأم لوفتهانزا الألمانية نظراً لقربها أكثر إلى طهران الذي يجعل إلغاء رحلات أمراً أكثر سهولة بالنسبة لها.
وحذت النمسا في وقت سابق اليوم الجمعة حذو ألمانيا وحثت مواطنيها على مغادرة إيران. وقالت الشركة النمساوية في بيان "سيتم أيضاً تعديل المسارات التي تمر عبر المجال الجوي الإيراني... إن سلامة ركابنا وأطقمنا لها الأولوية القصوى".
قلق أممي من التوترات بين إيران وإسرائيل
وأعربت منظمة الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، داعية إلى الهدوء. وقال المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي، إنّه "أمر يتابعه (الأمين العام أنطونيو غوتيريس) عن كثب". وأشار دوجاريك، إلى أن غوتيريس، يشعر بقلق كبير إزاء تصاعد التوتر بين الجانبين. وذكر أن الأمم المتحدة ليست لديها معلومات عن الخطط العسكرية للأطراف في المنطقة. وأوضح أن الأمين العام يدعو إلى خفض التوتر والهدوء.
وأمس الخميس، منعت الولايات المتحدة موظفيها في إسرائيل وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب والقدس وبئر السبع وسط التهديدات الإيرانية بالانتقام من إسرائيل. وقالت السفارة الأميركية في تحذير أمني على موقعها على الإنترنت: "لمزيد من الحذر، يُمنع موظفو الحكومة الأميركية وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب الكبرى (بما في ذلك هرتسليا ونتانيا وإيفن يهودا) والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر". وأضافت: "يُسمح لموظفي الحكومة الأميركية بالتنقل بين هذه المناطق الثلاث لأغراض شخصية". وتنتهج واشنطن سياسة إبلاغ جميع المواطنين الأميركيين من خلال مثل هذه التحذيرات عندما تقوم بتحديث التدابير الأمنية لموظفيها في بلد ما.
وكان البيت الأبيض حذر إيران، الخميس، من مغبة شن هجوم على إسرائيل، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دولا، بينها الصين والسعودية، إلى حضّ طهران على عدم "التصعيد" رداً على الهجوم الإسرائيلي الدامي على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق. وقُتل القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا زاهدي، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين، في غارة إسرائيلية استهدفت في مطلع الشهر الحالي مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأكدت مصادر إيرانية مطلعة، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن إيران رفضت طلب أطراف وسيطة، خلال الأيام الأخيرة، بضبط النفس وعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي. وقالت المصادر إن الجانب الإيراني أبلغ هذه الأطراف بـ"أنه سيرد لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي".
وتتكثف الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد في المنطقة، وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن أكثر من 12 دولة، في مقدمتها دول إقليمية ودول غربية، تواصلت مع الجانب الإيراني لبحث "سبل خفض التوترات على خلفية التهديدات الإيرانية بالرد". وعن موعد الرد الإيراني، أوضحت المصادر أن "حلقة ضيقة من صناع القرار على علم به"، مرجحة أنه "بات أقرب من أي وقت مضى إن لم يحصل طارئ". وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه رغم اتخاذ قرار الرد إلا أن الحكومة الإيرانية لا تسعى إلى تصعيد الموقف في المنطقة بما يؤدي إلى حرب إقليمية.
(العربي الجديد، رويترز، الأناضول)