دلالات احتفاء بكين بمنتدى التعاون الصيني الأفريقي

05 سبتمبر 2024
من مكان انعقاد منتدى التعاون الصيني الأفريقي "فوكاك" في بكين (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) في بكين بحضور قادة أفارقة وممثلين دوليين، حيث قدمت الصين رؤى جديدة للتحديث والتنمية الاقتصادية والحوكمة الاجتماعية.
- أكد الممثل الصيني الخاص للشؤون الأفريقية على ضرورة التعاون بين الصين وأفريقيا لمواجهة الهيمنة المتزايدة وتعزيز السلام والتنمية العالمية.
- حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ حفل الافتتاح، مشدداً على توسيع العلاقات مع أفريقيا، ودعا لتمثيل أكبر للدول النامية في مجلس الأمن.

احتفت وسائل إعلام صينية، اليوم الخميس، بانطلاق أعمال القمة التاسعة من منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك)، في العاصمة بكين، بحضور قادة من مختلف البلدان الأفريقية وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية. وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في افتتاحيتها إن الصين قدمت لأفريقيا منظوراً مختلفاً عن الغرب بشأن التحديث، ولفتت إلى أن الصين التي عانت بدورها من النهب الاستعماري، تمكنت من كسر "مفارقة التحديث" وتبديد الفكرة الخاطئة القائلة إن "التحديث يساوي التغريب"، حيث شرعت في مسار جديد مع الاستقلال والحكم الذاتي.  

وأضافت الصحيفة الصينية أن التحديث الصيني قدم رؤى لأفريقيا من جانبين رئيسيين: التنمية الاقتصادية والحوكمة الاجتماعية، وأشارت إلى أنه باعتبار أن الصين حققت نمواً اقتصادياً كبيراً بعد انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح في أواخر سبعينيات القرن الماضي، لتصبح بسرعة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإن هذه التجربة جذابة بشكل خاص للقارة الأفريقية، حيث إن تحقيق الاستقلال الاقتصادي للقارة السمراء هو المهمة الأكثر أهمية وإلحاحاً خلال الوقت الراهن. 

من جهتها، نقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنغ بوست عن الممثل الصيني الخاص للشؤون الأفريقية ليو يوشي قوله إن الصين وأفريقيا يجب أن تعملا معاً للدفاع عن مصالح الاقتصادات النامية ومواجهة الهيمنة المتزايدة. وأضاف أنه عندما نواجه "تحولاً كبيراً في عالمنا"، فإن الصين وأفريقيا ستعملان معاً لتعزيز السلام والمساهمة في التنمية العالمية والدفاع عن النظام الدولي، وأنه في مواجهة الهيمنة المتزايدة وعقلية الحرب الباردة، ستعمل الصين وأفريقيا بشكل أوثق وفي تضامن كبير لتعميق التعاون.  

ولفت ليو يوشي إلى أن الجانبين سيقدمان بعضهما لبعض خلال منتدى "فوكاك" دعماً أقوى بشأن القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية واهتماماتهما الكبرى، وسيعملان جنباً إلى جنب لحماية المصالح المشتركة لجميع البلدان النامية. وتأتي هذه التعليقات في خضم حملة أوسع نطاقاً تشنها بكين لتضع نفسها في موقع زعيم الدول النامية، وهي الخطوة التي يعتبرها مراقبون بمثابة سعي إلى تحدي النظام الذي يقوده الغرب. 

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد حضر حفل افتتاح القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك)، في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة بكين، والتي انطلقت أمس الأربعاء وتستمر حتى الجمعة، بمشاركة زعماء أكثر من 50 دولة أفريقية. وفي خطابه في حفل الافتتاح، سلط شي الضوء على الكيفية التي تخطط بها بكين لتوسيع علاقاتها مع القارة السمراء وسط تنافس متزايد مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة. وفي اليوم نفسه، حثت الصين على تمثيل أكبر للدول النامية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشيرة إلى التطلعات المشروعة للدول الناشئة والنامية للعب دور أكبر في الشؤون الدولية. 

يُشار إلى أن الصين أكبر شريك تجاري للدول الأفريقية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. ويعد منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي يعقد كل ثلاث سنوات، الحدث الدبلوماسي الأكبر الذي تستضيفه بكين منذ سنوات، ومن المتوقع أن يناقش المشاركون مواضيع تشمل مشاريع البنية التحتية، وتغير المناخ، وصناعة الطاقة الجديدة، والأمن والسلام، ومشاكل القروض في أفريقيا. 

المساهمون