دعوات في وسائل الإعلام الإسرائيلية لتصفية قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار

06 مايو 2022
تأتي الدعوات بعد عملية إلعاد أمس والتي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليّين (Getty)
+ الخط -

نشر ثلاثة من أبرز الكتّاب في الصحف الإسرائيلية، شمعون شيفر في "يديعوت أحرونوت"، بن كاسبيت في "معاريف"، وليلاخ شوفال في "يسرائيل هيوم"، مقالات اليوم الجمعة، تدعو إلى تصفية رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، بعد "عملية إلعاد"، أمس الخميس، متهمين إياه بالمسؤولية عن "التحريض" على العملية التي وقعت في المستوطنة القريبة من خط التماس مع الضفة الغربية المحتلة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.

وتأتي الدعوة بالاعتماد إلى الخطاب الذي ألقاه السنوار الأسبوع الماضي، ودعا فيه إلى الاستعداد لمواصلة المعركة بعد شهر رمضان، من جهة، وبفعل ما أسموه انهياراً تكتيكياً وسياسات حكومة الاحتلال تجاه "حماس"، وذلك لحين اتخاذ الحكومة الإسرائيلية، سواء الحالية أو أي حكومة قادمة، قراراً بالقضاء على حكومة "حماس" وسلطتها في قطاع غزة.

وكتب شمعون شيفر في "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان واضح: "على إسرائيل أن تغتال يحيى السنوار"، أن "قائد "حماس" الحالي في غزة يحيى السنوار هو المسؤول عن العملية الفظيعة التي وقعت أمس في إلعاد. فإلى جانب أحمد ياسين وياسر عرفات، هو أحد أكبر منتجي الإرهاب الذين عرفناهم، وهو يمنح غطاءً دينياً يشجع الأفراد والمجموعات لضربنا. فقد دعا في الأسبوع الماضي فقط إلى الخروج لقتل اليهود بالبندقية أو السكين أو الساطور".

وأضاف شيفر، أنه منذ "أُعلن عن (الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن) نصر الله كهدف للتصفية من قبل إسرائيل، لم يخرج الأخير من مخبئه، لا يمكن أن يحظى السنوار بتعامل أفضل من قبل إسرائيل، يجب أن يتحول إلى هدف أول لأجهزة الأمن، ويجب أن ينتهي إعلان ذلك بتصفيته".

ومثل شيفر، ذهبت ليلاخ شوفال في صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى الدعوة لتدفيع السنوار الثمن، بعدما كانت إسرائيل "ركزت جهودها في عمليات إحباط استخباراتية، على أمل أن يفضي انتهاء شهر رمضان والأعياد إلى خُبوّ موجة الإرهاب الحالية، لكن قيادة "حماس" في غزة التي تتمتع بحصانة واصلت التحريض، ومع انهيار هذا التكتيك، لم يعد مفر من الانتقال لتفكير استراتيجي لصدّ موجة الإرهاب".

وبحسب شوفال، فإن إسرائيل لا تدفّع "حماس" ثمناً، وتتعامل بتساهل مع رئيس السلطة الفلسطينية محود عباس، الذي ربما يتعاون مع إسرائيل سراً، إلا أن استنكاراته للعمليات ضعيفة للغاية، فيما يواصل رجاله دفع الرواتب الدسمة لعائلات منفذيها".

"وعلى ضوء الخوف الحقيقي من أن تشكل عملية إلعاد مصدر إلهام لآخرين، فإن الأمل الإسرائيلي بأن يخبو الإرهاب تدريجياً يبدو غير منطقي، لذلك على قادة الجهازين السياسي والأمني إجراء مداولات استراتيجية، وإيجاد طريق يجعل السنوار يتوقف عن التحريض وإشعال النيران، لأن التكتيك الحالي بكل بساطة فشل"، وفق شوفال.

من جهته، كتب محرر صحيفة "معاريف"، بن كاسبيت، أنه ربما قد يكون حان الوقت لإدخال يحيى السنوار لدائرة الدم، قائلاً إن "عملية إلعاد الفظيعة التي وقعت أمس، قد تكون نقطة التحول، وأنه ربما حان الوقت لتغيير السياسة. لا يزال مبكراً استخلاص الاستنتاجات، فيما لم تجفّ الدماء بعد، ولكن ربما من المحتمل جداً أن يكون قد حان الوقت لإدخال يحيى السنوار إلى معادلة الدماء. ربما حان الوقت لأن نجبي منه الثمن وفوراً".

وقال بن كاسبيت الذي أشار إلى أن "حماس" تلعب لعبة مزدوجة تريد تصعيداً خارج القطاع، بينما تواصل تعزيز قوتها في القطاع وتحسين الأوضاع فيها، إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في السنوات الأخيرة جارت "حماس" في لعبتها ولغاية الآن لم يأتِ رئيس حكومة يقرّر إسقاط حكم "حماس" في غزة وشنّ حملة جديدة على غرار "السور الواقي"  بين رفح وخان يونس (في إشارة إلى الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية عام 2002، الذي انتهى بحصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة في رام الله). كل ما تبقى في غضون ذلك، وإلى حين تغيير القرار، هو محاولة احتواء "طنجرة الضغط" الغزية بأقل ضرر ممكن لأطول وقت".

وخلص بن كاسبيت إلى القول: "لا يمكن وممنوع احتواء العملية. ممنوع الاكتفاء بالقبض أو قتل منفذي العملية. على السنوار أن يعلم أنه أدخل نفسه لأعلى قائمة المطلوبين. لقد اجتاز الخطوط ولا طريق للعودة".