دعوات خلال جلسة مجلس الأمن لوقف حرب غزة وزيادة المساعدات

05 سبتمبر 2024
مجلس الأمن خلال اجتماع للتصويت على وقف حرب غزة، 25 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

شددت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، على ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المحتجزين المتبقين في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع بشكل ملحوظ. وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال إحاطة لها أمام مجلس الأمن في نيويورك بطلب من إسرائيل ودعم من دول غربية للحديث عن المحتجزين الإسرائيليين، كما طلبت الجزائر كذلك عقد جلسة حول وضع الفلسطينيين في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وتم الدمج بين المطلبين وعقد جلسة واحدة.

وتوقفت المسؤولة الأممية بداية عند مقتل المحتجزين الإسرائيليين الـ6 قبل أيام في غزة. كما رحبت المسؤولة الأممية بـ"الجهود المستمرة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار". وأشارت إلى استمرار وجود الخلافات، مشددة على ضرورة بذل المزيد من الجهود للتوصل لاتفاق.

وتحدثت ديكارلو كذلك عن مقتل أكثر من واحد وأربعين ألف فلسطيني وجرح قرابة مائة ألف آخرين، ناهيك عن استمرار نزوح الآلاف من الفلسطينيين في غزة وتهجيرهم قسرياً. وأشارت إلى مخاطر توصيل المساعدات الإنسانية واستهداف العاملين في المجال الإنساني. وأكدت على أنه من الضروري عدم إغفال الوضع في الضفة الغربية وتفاقمه بما في ذلك عنف المستوطنين. وأشارت إلى قتل قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين لأكثر من 630 فلسطينيا في الضفة والقدس المحتلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وشدّدت على ضرورة أن "تمتثل إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وأن تتخذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم".

الوضع الإنساني

إلى ذلك، تحدثت مديرة قسم العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم ووسورنو، عن مقتل 295 عاملاً في المجال الإنساني منذ أكتوبر/ تشرين الأول (أغلبهم من الفلسطينيين) في غزة. وتوقفت عند استهداف البنية التحتية بما فيها المستشفيات حيث دمرت أغلب مستشفيات غزة. وأشارت إلى أن نصف المستشفيات خارجة عن الخدمة وتلك المتبقية بالكاد يمكنها تقديم الخدمات كما أنها مكتظة بالمرضى وسط نقص شديد للوقود والإمدادات الطبية. وأشارت إلى تقارير "تتحدث عن سوء المعاملة، بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي، لآلاف الفلسطينيين الذين احتجزتهم القوات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية". وأعادت التأكيد على عدم وجود أي مكان آمن في غزة.

وتوقفت المسؤولة الأممية عند تدمير مصادر الغذاء في غزة، وعدم السماح لما يكفي من المساعدات الإنسانية للدخول، ناهيك عن العراقيل التي تواجهها المنظمات الإنسانية داخل غزة بما فيها تلك المتعلقة بالقتال المستمر، والطرق المدمرة، والحواجز. وأشارت إلى أن "قرابة 96 في المائة من السكان في غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون الجوع الكارثي". ورحبت بـ"الهدن" الإنسانية المحلية التي أعطت الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية الإمكانية لبدء بحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.

كما عبرت عن قلق الأمم المتحدة إزاء تدهور الأوضاع في الضفة والنزوح القسري ومنع منظمات الأمم المتحدة من الدخول إلى عدد من المناطق بما فيها جنين لتقدير حجم الاحتياجات. وختمت بالتأكيد على أن "الوقت قد حان لهذا المجلس أن يترجم وعوده إلى حقيقة وينهي المعاناة". وأضافت المسؤولة الأممية أن "وحشية هذا الصراع لا تعرف حدوداً".

ردود فعل دولية

من جهته، حذر المندوب الجزائري، عمار بن جامع، من أن الوضع في الأراضي الفلسطينية والانتهاكات هناك تهدد "بتفكيك الأسس التي بني عليها القانون الدولي وسعى من خلالها لتسوية النزاع في الشرق الأوسط". وشدد على "فشل المجتمع الدولي بإنفاذ قراراته ضد سلطة الاحتلال الإسرائيلي التي تتصرف بإفلات من العقاب وحماية من المساءلة". وقال: "اجتماعنا اليوم يأتي مجدداً بسبب إخفاق الدبلوماسية وعدم قيام مجلس الأمن، المكلف بصون الأمن والسلم الدوليين، بواجبه". وتساءل الدبلوماسي الجزائري عن عدد الأرواح التي كان من الممكن إنقاذها لو تمكن المجلس من فرض وقف إطلاق النار. وشدد على ضرورة عدم الكيل بمكيالين. ووصف الدبلوماسي الجزائري سياسات إسرائيل بالوحشية التي تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية ومعها مستقبل الدولة الفلسطينية. وأكد على ضرورة التحرك لضمان سيادة القانون، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة البدء "بعملية سلام ذات فعالية".

وتحدث عن التعذيب وسوء المعاملة التي يواجهها الأسرى الفلسطينيون. وتوقف السفير الجزائري عند رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقديم أي معلومات حول الأسرى الفلسطينيين أو السماح للصليب الأحمر بزيارتهم، ناهيك عن احتجاز الأطفال. وأشار إلى "معاناة الفلسطينيين في صمت وتخلي المجتمع الدولي عنهم وقتل سجناء فلسطينيين تحت التعذيب آخرهم أيمن عابد، الذي قتل بالضرب والتعذيب واعتقل للضغط على أبنه كي يسلم نفسه". وتحدث عن احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي لرفات وجثث أكثر من 500 فلسطيني بعضها رهن الأسر منذ أكثر من خمسين سنة.

من جهتها، توقفت المندوبة الأميركية للأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، مطولاً عند المحتجزين الستة الذين قتلوا مؤخراً. ودانت حركة حماس وطالبت المجلس بإدانتها. ويشار في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة كانت قد استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن كان قد دان حركة حماس وعملية "طوفان الأقصى"، وتحججت الولايات المتحدة آنذاك باستخدام الفيتو لأن المشروع لم ينص على "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها".

ورأت الدبلوماسية الأميركية أنه "لا يمكن لقيادة حماس السيطرة على غزة"، مؤكدة في الوقت ذاته "أن أفضل سبيل لإنقاذ الرهائن وللتخفيف من معاناة الفلسطينيين هو من خلال التفاوض على صفقة لوقف إطلاق النار مما يطلق سراح الرهائن ويهيئ الوضع من أجل عودة المساعدات المنقذة للأرواح لقطاع غزة". ورأت غرينفيلد أن "الدبلوماسية لم تفشل وساعدت على إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة في نوفمبر". وقالت: "نريد أن نضع هذا النزاع أخيراً على مسار الحل الدائم، على الكل أن يفهم أنه يمكن قبول الصفقة المطروحة في إسرائيل حيث تضمن أمنها. حماس لم تعد قادرة على شن هجوم آخر كالذي شنته في أكتوبر". وشددت على ضرورة الضغط على حماس لقبول الصفقة المعروضة. وعبرت المسؤولة الأميركية كذلك عن قلق بلادها من التصعيد والحملة العسكرية في الضفة كما هجمات المستوطنين.

إلى ذلك، شدد نائب المندوب الروسي للأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، على ضرورة التحرك وتنفيذ قرارات مجلس الأمن. وانتقد محاولات إسرائيل لحل قضية المحتجزين بشكل عسكري في الوقت الذي يمكن فيه إبرام صفقة. وتحدث عن استمرار العنف والمقابر الجماعية للفلسطينيين والتعذيب، مؤكداً ضرورة إجراء تحقيق دولي في الانتهاكات بحق الفلسطينيين. وانتقد بيانات الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو الذي لا يريد وقف القتال. واتهم الولايات المتحدة بدعم إسرائيل والتستر عليها مما يزيد من تراجع إسرائيل عن الاتفاقات واستمرار بالإصرار على البقاء في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود بين مصر والقطاع. وأشار إلى تصريحات إيتمار بن غفير وغيره من المسؤولين الإسرائيليين العنصرية ضد الفلسطينيين، ووصفهم للفلسطينيين بالحيوانات. كما توقف عند عمليات الاستيطان والعنف بالضفة الغربية.

من جهته تحدث مندوب فلسطين للأمم المتحدة، رياض منصور، عن سياسات إسرائيل الاستعمارية المستمرة منذ عقود والنكبة إلى حرب غزة الحالية. وتحدث عن السياسات الإسرائيلية لإنهاء وجود الفلسطينيين على أراضيهم وبلادهم. وانتقد المجتمع الدولي لعدم اتخاذه الإجراءات الحازمة لوقف جرائم إسرائيل، كما تزويد إسرائيل بالأسلحة في الوقت الذي تمارس فيه الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.