خبير فلسطيني يحذر في يوم الأرض: هكذا غيّر الاحتلال مشهد الأراضي الفلسطينية

30 مارس 2024
فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض في بلدة دير حنا في الداخل الفلسطيني (أحمد الغربلي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأراضي الفلسطينية تشكل محور الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى للسيطرة عبر المستوطنات، ويحتفل الفلسطينيون بيوم الأرض للتأكيد على تمسكهم بأرضهم.
- خليل تفكجي يبين كيف غير الاحتلال المشهد الجغرافي والديمغرافي للأراضي الفلسطينية، مما يهدد حلم إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.
- يسلط تفكجي الضوء على الإجراءات الإسرائيلية المتمادية كتجميد المخططات الهيكلية وهدم المنازل، مما يضع الفلسطينيين أمام تحديات وجودية.

لطالما شكّلت الأراضي الفلسطينية لب الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى بكل الطرق ودونما توقف للسيطرة عليها وإنكار حق أصحابها الفلسطينيين عبر محاولته فرض واقع جديد عن طريق إقامة المستوطنات والمنشآت عليها، ويحيي الفلسطينيون في الثلاثين من مارس/آذار كل عام  ذكرى "يوم الأرض" في تأكيد هويتهم وتمسكهم بأرضهم الفلسطينية.

وفي لقاء مع "العربي الجديد" تحدث الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان، خليل تفكجي، عن استخدام الاحتلال لسلاح الاستيطان في تغيير الواقع على الأرض، وقال تفكجي إن "الذكرى الـ48 ليوم الأرض تكشف عن نجاح الاحتلال الإسرائيلي في تغيير كامل المشهد على الأراضي الفلسطينية التي تسرب معظمها من أيديهم لمصلحة الاستيطان وتوسيع المستوطنات القائمة ومضاعفة أعداد المستوطنين سواء في القدس أو في سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة".

ويرى تفكجي أن "المشهد اليوم يبدو أكثر سوداوية بالنظر إلى المتغيرات التي أعقبت انتفاضة الفلسطينيين ضد نهب أراضيهم ومصادرتها قبل 48 عاماً، حيث كانت القدس هدفاً في برنامج التوسع الإسرائيلي ونهب ما تبقى من أراضي المقدسيين لإقامة مستوطنات جديدة وتوسيع مستوطنات قائمة، وما ترتب على ذلك من متغيرات جغرافية وديمغرافية لربما تنهي حلم الفلسطينيين في إقامة دولة لهم في المستقبل المنظور". 

وأضاف تفكجي "هناك فرق كبير جداً بين ما كانت عليه القدس قبل ثمان وأربعين عاماً في معركة الأرض وما هو واقع اليوم، إذ كان عدد المستوطنات الإسرائيلية وأعداد المستوطنين أقل بكثير مما هو الحال عليه اليوم، بما في ذلك البنى التحتية التي توسعت على نحو كبير بعد العام 1976، ما أدى الى زيادة رقعة الاستيطان كثيراً جداً وزيادة عدد المستوطنين في القدس الشرقية حتى وصل إلى أكثر من 230 ألف مستوطن".

وأشار تفكجي إلى أن إسرائيل "استطاعت أن تقيم عشرات البؤر الاستيطانية في قلب الأحياء الفلسطينية، كما هو الحال في سلوان ورأس العامود والشيخ جراح وجبل المكبر، إضافة إلى تماديها في قضية المسجد الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً، وهو ما لم يكن قائماً في العام 1976، إذ كانت تحكم إسرائيل في ذلك العام حكومة بزعامة حزب العمل الاسرائيلي والتي حرصت آنذاك على إظهار أن القدس غير محتلة".

ووفق تفكجي اتخذت حكومة الليكود في عام 1977 "قراراً خطيراً جداً بتكثيف الاستيطان وتوسيع البنى التحتية بما يشمل بناء الجسور والأنفاق، والبؤر الاستيطانية في جميع الأماكن، وإقامة شبكة متطورة جداً من الشوارع على أراضي المقدسيين لخدمة البرنامج الاستيطاني، ما أدى إلى عملية دمج بين القدس الشرقية والغربية وإعلان القدس عاصمة موحدة غير قابلة للتقسيم".

وبموازة لإجراءاتها الاستيطانية جمّدت حكومة الليكود "المخططات الهيكلية للفلسطينيين المقدسيين، وصعدت من هدم المنازل وسحب الاقامة منهم" ويتابع كفتجي أن إجراءات الاحتلال طالت "قطاعات الصحة والتعليم والاقتصاد وحاولت أسرلتها وإغلاق المؤسسات الفلسطينية، وعلى رأسها بيت الشرق والدفع بما تبقى من مؤسسات مقدسية إلى خارج مدينة القدس، بالإضافة إلى فصل الأحياء المقدسية عن بعضها عن بعض".

وتابع تفكجي أنه بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري استهدف الاحتلال "شمال غرب القدس الذي يضم نحو 16 بلدة وقرية فلسطينية ببرنامج التوسع الاستيطاني وإقامة كبرى المستوطنات اليهودية هناك وهي جفعات زئيف وامتداداتها في المنطقة، ما أدى إلى فصل هذه المنطقة الحيوية عن القدس، وبات الدخول إليها ممكناً فقط من خلال مدينة رام الله".

وفي المحصلة يقول تفكجي إن "الاحتلال نجح في فرض وقائع غير مسبوقة على الأراضي الفلسطينية سحبت البساط من تحت أقدام الفلسطينيين الذين باتوا اليوم في مواجهة تحديات وجودية ربما لن يجدوا من مفر أمامهم لمواجهتها سوى خوض معركة أرض جديدة تبقي بحوزتهم ما تبقى من أراضيهم".

المساهمون