خاص | قيادي في حماس: إسرائيل تحاول وضع العراقيل أمام الوسطاء

28 أكتوبر 2024
عائلة طفل شهيد تودعه بمستشفى دير البلح بغزة، 28 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

قال قيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "الجانب الإسرائيلي يحاول أن يضع العراقيل أمام كل محاولات الوسطاء للبحث عن مقترحات، بهدف دفع حماس لرفضها، وإظهارنا بثوب الرافض، رغم أن الواقع يقول إن إسرائيل هي ’المتعنتة’ على مدار عام كامل من جولات التفاوض في كل العواصم". وأكد المصدر، الذي تحفّظ على ذكر اسمه، أن حركة حماس "منفتحة على أي مقترح من شأنه وقف الحرب، مع الحفاظ على المطالب المشروعة لشعبنا"، قائلاً: "سندرس كل ما سيأتي لنا من الوسطاء بشكل إيجابي"، مضيفاً أن "هناك رغبة أميركية في الوصول لأي اتفاق تحت أي مسمى، يضمن وقف إطلاق النار ولو بصورة مؤقتة في قطاع غزة، وذلك في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية مطلع الشهر المقبل".

ويتواصل في العاصمة القطرية الدوحة اجتماع بين رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع، اليوم، لبدء مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وقال مسؤول بحركة المقاومة الإسلامية حماس، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" (صباح اليوم الاثنين)، إنه "من المفترض أن تتسلم الحركة، نتائج اجتماعات الدوحة مساء اليوم، بعد الجلسة الثانية"، مضيفاً أن "المسؤولين بالحركة سيدرسون تلك النتائج، وفي حال كانت ’إيجابية’، سيتم الرد عليها رسمياً، وبناء على ذلك سيتم استدعاء الفرق الفنية من الأطراف كافة".

ووفق الإعلام العبري، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبادرة المصرية لهدنة قصيرة الأمد، مع حركة حماس في قطاع غزة، والتي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأحد، إذ أفاد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في القاهرة، بأن المبادرة تقوم على "وقف إطلاق النار لمدة يومين يتم (خلالهما) تبادل أربع رهائن (محتجزين إسرائيليين) مع أسرى فلسطينيين (لم يحدد عددهم السيسي)، ثم خلال عشرة أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولاً إلى إيقاف كامل لإطلاق النار".

ورغم دعم غالبية الوزراء الإسرائيليين للمقترح المصري، قررت تل أبيب رفض مقترح "الصفقة الصغيرة"، بسبب معارضة نتنياهو الذي شدد على أنّ "المفاوضات تتم فقط تحت النار"، وفق ما ذكرته القناة "12" العبرية عبر موقعها الإلكتروني. وأفادت القناة بأنّ "المؤسسة الأمنية في إسرائيل أيّدت المقترح أيضاً" على غرار معظم الوزراء باستثناء نتنياهو، والوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

في المقابل، علقت مصادر قيادية بحركة حماس على المبادرة المصرية للتهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي كشف عن تفاصيلها الرئيس المصري، قائلة لـ"العربي الجديد" إن الحركة "تبحث المبادرة المطروحة على قاعدة الدراسة وليس الرفض". وأوضحت المصادر أن "موقف الحركة النهائي من المبادرة سيتم اتخاذه بناء على الضمانات التي سيقدمها الوسطاء"، مؤكدة أنه "رغم تعاطي الحركة بإيجابية مع جهود الوسطاء لوقف إطلاق النار، لا تشير الأجواء إلى تعاطٍ جاد وحقيقي من جانب حكومة الاحتلال أو الإدارة الأميركية، التي قدمت خلال الأيام القليلة الماضية تصوراً مشتركاً مع إسرائيل، بشكل مجافٍ للواقع، وكأن تل أبيب حققت الانتصار المطلق أو أن المقاومة انسحقت ورفعت الراية البيضاء، وهو ما يتعارض مع الواقع الميداني الذي يتكبد فيه العدو خسائر كبيرة يومية بعد أكثر من عام من العدوان".

وتعتقد أوساط المقاومة أن الحراك الأخير مجرد مناورة من جانب الإدارة الأميركية قبيل الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في وقت شدد مصدر قيادي بحماس على أنه "من المستحيل أن تقبل الحركة الآن بما رفضته سابقا". وتابع المصدر: "حماس لن تقبل اتفاقاً مؤقتاً أو صفقة صغيرة كما يتم الترويج له، وإنها في اللحظة الحالية أكثر تمسكاً بالاتفاق الدائم".

المساهمون