استمع إلى الملخص
- عبر سكان حماة عن ارتياحهم للحرية الجديدة، مشيدين بدور المعارضة في إنهاء حكم الأسد، مع أملهم في استمرار الأمن وعودة الحياة الطبيعية لكل السوريين.
- تعد معركة تحرير حماة محطة بارزة في الثورة السورية، حيث جسدت إصرار الشعب على حقوقه ورفضه للظلم، مع تاريخ طويل من التمرد ضد النظام منذ الستينيات.
رصد "العربي الجديد" اليوم الجمعة آراء سكان مدينة حماة عقب خروج النظام السوري منها وسيطرة فصائل المعارضة، مرجحين انتهاء حقبة من الطغيان والظلم الذي عاشته المدينة بعد 42 عامًا على المجزرة المروعة التي ارتُكبت فيها، وصولًا إلى المجازر الأخرى التي ارتكبتها قوات بشار الأسد في المدينة.
وتحمل المدينة في ذاكرتها جرحًا عميقًا من القمع والدمار منذ مجزرتها الشهيرة عام 1982، التي قُتل فيها الآلاف من سكان المدينة على يد جيش النظام والمليشيات الموالية له، لتتحول إلى رمز للألم والمعاناة والإرادة الشعبية في الخلاص من قبضة النظام. ويشكل طرد قوات النظام السوري من المدينة نقطة تحول تاريخية تجسد تطلعات الشعب بالخلاص من الظلم والاستبداد.
وأثنى أحد سكان المدينة ويدعى مهدي طقم خلال حديث مع "العربي الجديد"، على المعارضة السورية وفصائلها في طرد قوات النظام السوري وإنهاء حكم نظام الأسد في المدينة قائلًا: "كنا نعيش منذ 13 عامًا تحت حكم نظام الأسد وقبله كذلك. الشمس اختلفت اليوم والهواء أيضًا. أريد أن أبلغ قادة الثوار ألا يتوقفوا حتى رحيل بشار الأسد وإنهاء حكم آل الأسد".
من جانبه، قال محمد المصري إن الأمور جيدة في الوقت الحالي ضمن مدينة حماة.. نشكر الله على الخلاص من آل الأسد ومن الظلم، ونرجو أن يدوم الأمن والأمان، وأن تبقى سورية لأهلها وشبابها، وأن يعود كل شخص إلى أهله وبيته". فيما قال حسن حوا "يوم فرح كبير يمر علينا، ونرجو أن يعم الفرح كافة أرجاء سورية بسواعد شبابها الأبطال الذين لا مثيل لهم، ضحوا بأرواحهم وشبابهم. غدًا أفضل بفرحة عامة لكل سورية".
وتعد معركة تحرير مدينة حماة أمس واحدة من أبرز التحولات والمحطات في مسيرة الثورة السورية، إذ جسدت إصرار الشعب السوري على حقوقه ورفضه القاطع للظلم. والمدينة هي أول المدن السورية التي واجهت الانقلاب الذي قام به حزب البعث والعسكر في عام 1963 ودفعت أثمانًا كبيرة وتعرّض أهلها لمذابح.
ولمدينة حماة تاريخ دامٍ مع النظام، حيث تمردت المدينة أكثر في الستينيات من القرن الماضي، فدفع النظام في عام 1964 بقوات إلى المدينة قتلت نحو 100 من المحتجين، وقصفت مسجد السلطان في المدينة. وبقيت العلاقة بين حماة والنظام مضطربة وصولًا إلى فبراير/شباط 1982، حيث ارتكبت قوات النظام إبّان حكم حافظ الأسد مجزرة في مدينة حماة بعد حصار محكم، أدت إلى مقتل نحو 40 ألف مدني وفق تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تحت ذريعة محاربة جماعة الإخوان المسلمين.