- روسيا سيطرت على قرية قرب فوفتشانسك وبدأت بتدمير المدينة، مع بقاء 200 شخص فقط من سكانها. الدفاع الروسي يتقدم في دفاعات العدو، بينما يواجه سكان فوفتشانسك صعوبات بسبب القصف.
- الرئيس الروسي بوتين يبرر الهجوم على أوكرانيا كرد على ضربات أوكرانية لروسيا، مشيرًا إلى تقدم القوات الروسية "كما هو مخطط". بوتين يعلن عدم التزام روسيا بالهدنة الأولمبية، معتبرًا استبعاد روسيا من الألعاب سببًا لعدم الامتثال لمبادئ اللجنة الأولمبية.
قال حاكم منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، أوليغ سينيغوبوف، اليوم السبت، إن نحو 10 آلاف شخص اضطروا إلى الفرار من منازلهم من المنطقة منذ بدأت روسيا هجوماً برياً مباغتاً قبل أكثر من أسبوع، مؤكداً أن "ما مجموعه 9907 أشخاص تم إجلاؤهم" منذ بدء الهجوم في 10 مايو/أيار الحالي.
وأوضح سينيغوبوف أن القوات الأوكرانية صدّت ليل الجمعة السبت محاولتين روسيتين لخرق خطوط التماس، مؤكداً أن الوضع "تحت السيطرة... المدافعون يشنّون هجمات وعمليات تمشيط في بعض المناطق". وأشار إلى أنه "في منطقة مدينة فوفتشانسك (الواقعة على مسافة خمسة كيلومترات من الحدود)، تقوم القوات الأوكرانية بتعزيز دفاعاتها".
وأعلنت روسيا، اليوم السبت، أنها سيطرت على قرية قرب فوفشانسك في منطقة خاركيف. وقالت وزارة الدفاع الروسية: "حررت وحدات من مجموعة القوات الشمالية قرية ستاريتسيا في منطقة خاركيف وواصلت تقدمها في عمق دفاعات العدو".
وكان سينيغوبوف، قد قال، أمس الجمعة، إن القوات الروسية بدأت بتدمير مدينة فوفتشانسك التي بقي فيها 200 شخص فقط من سكانها بعدما فرّ الآخرون بسبب القصف، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية لم تتمكن لغاية الآن من إيقاف العدو. وقال "يستخدم العدو الدبابات والمدفعية لتدمير فوفتشانسك. ويستحيل عمليا البقاء في المنطقة".
وبينما أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية تدمّر مدينة فوفتشانسك، وأنها تواصل تقدمها في منطقة خاركيف، أكدت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن جيشها يواصل التقدم في شمال شرق أوكرانيا وأنه سيطر على 12 قرية في منطقة خاركيف خلال أسبوع منذ إطلاق هجوم بري جديد كبير. ووفقًا لموسكو، أطلقت أوكرانيا أكثر من مئة طائرة مسيّرة خلال الليل على جنوب البلاد، فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014، ما أسفر عن مقتل شخصين واشتعال النيران في مصفاة نفط واحدة على الأقل، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي واشتعال حرائق في البنية التحتية للطاقة الروسية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الهجوم هدفه الرد على الضربات الأوكرانية التي استهدفت الأراضي الروسية في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن قواته تتقدم "كما هو مخطط". ولمح بوتين، الجمعة، إلى أنه لن يلتزم هدنة أولمبية وسيواصل المعارك في أوكرانيا خلال أولمبياد باريس، خلافا لرغبة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال للصحافة الروسية بختام زيارة للصين استمرت يومين: "إن هذه المبادئ الأولمبية، بما في ذلك الهدنة الأولمبية، عادلة جدا، لكن قلة من الدول احترمتها عبر التاريخ، باستثناء اليونان القديمة".
ثم لمح الزعيم الروسي إلى أنه نظراً إلى استبعاد روسيا من ألعاب باريس بسبب غزوها أوكرانيا، فإنه ليس عليها الامتثال لمبادئ اللجنة الأولمبية الدولية. وأضاف "ينتهك المسؤولون الرياضيون الدوليون اليوم مبادئ الميثاق الأولمبي في ما يتعلق بروسيا من خلال منع رياضيينا من المشاركة في الألعاب الأولمبية تحت علمهم ونشيدهم الوطني، لكنهم يريدون منا الامتثال للقواعد التي يفرضونها علينا".
وفي وقت سابق، أعلن حاكم منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا، مقتل امرأة وطفلها البالغ أربع سنوات بهجوم طائرة مسيّرة على قرية أوكتيابرسكي. وفي منطقة كراسنودار جنوب غرب البلاد، أكدت السلطات المحلية على تطبيق تليغرام أن طائرتين مسيرتين أوكرانيتين قصفتا مصفاة للنفط في توابسي على حافة البحر الأسود، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها من دون وقوع إصابات. وأكد مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية لوكالة فرانس برس أن هذه الضربات نفذها جهاز الأمن الأوكراني (إس بي يو) والإدارة العامة للإستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية (جي يو آر).
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس، أول من أمس الجمعة، أن هجوم روسيا على منطقة خاركيف يمكن أن يكون مجرد موجة أولى من هجوم أوسع نطاقا، مضيفا أن موسكو تريد "مهاجمة" العاصمة الإقليمية التي تحمل الاسم نفسه.
وقال زيلينسكي "لقد أطلقوا عمليتهم، وهي يمكن أن تكون مؤلفة من موجات عدة. وهذه هي الموجة الأولى. لكن الوضع تحت السيطرة بعد هذه الموجة الأولى"، وذلك في وقت حققت روسيا للتو أكبر مكاسبها الإقليمية منذ نهاية عام 2022، حيث سيطرت على نحو 257 كيلومتراً مربعاً في منطقة خاركيف وحدها، بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات للمعهد الأميركي لدراسة الحرب (ISW).
(فرانس برس، العربي الجديد)